محاورة عن
سياسة مرسي
أرسلت
إلى د. أحمد خالد توفيق مقال "مرسي وسياسة التغيير المتدرج" الذي نشرته
مجزءا على المدونة، فرد عليّ قائلا:
"كلام جميل يا محمد .. وأنت تعرف رأيي في الاضطهاد والتحرش الذي يواجهه مرسي، لكنك
تعتبر كل ما قام به حكمة عليا، ولم تضع
احتمال أنه غير كفء ومتخبط.. حتى لو كان
القضاء والشرطة والإعلام تحالفوا على هزيمته وإسقاطه فقد كان عليه أن يهزم هذه
القوى أو يعلن أسباب فشله ويرحل.. هو مسئول في النهاية عن انقطاع الكهرباء
والسولار ومياه النيل والأمن..
عندما قلت للممتحن إن التيار الكهربي انقطع في دارنها وان جارنا مات،
قال لي: لا تعنيني ظروفك .. ما يعنيني هو إجابتك عن أسئلتي."
وقد
رددت عليه قائلا:
هذا
هما التحليلان الأبديان الأزليان في كل نظام حكم:
فريق
مؤيد مقتنع، وفريق معارض رافض لكل شيء.
حتى
الأنبياء واجهوا هذه الثنائية (راجع آيات "وقالوا" في القرآن الكريم
لتعرف وجهة النظر الأخرى في الرسل).
في
النهاية، هذا الجدل الكوني يحسمه صندوق الانتخابات بآلياته التي أقرها الشعب في
الدستور.. موعدنا انتخابات مجلس النواب القادمة إن شاء الله.
أما
من أراد القفز على هذا، فموعدنا الحرب الأهلية!!!
وللمرة
الأخيرة: دفاعي عن مرسي فيما تعيبه عليه، هو نفس هجوم خصومه عليه:
مرسي
لا يحكم بمفرده ليكون متخبطا.. مرسي بمفرده عالم مهندس أستاذ جامعة عبقري، ولكنه
لا يحكم بمفرده، ووراءه أعرق تنظيم في مصر دالت عليه الدول وبقي وحده.. هذا
التنظيم هو الذي يحكم مصر الآن، وتساعده فروعه في تركيا والدول العربية والإسلامية
الأخرى لفك الحصار العالمي عليه.. إن كان هذا التنظيم غير كفء في نظرك، فخذ أبناءك
وارحل من مصر، لأن هذا التنظيم إن سقط، فسندخل في فراغ مرعب لأن الأقزام الآخرين
تحت أرجل هذا التنظيم لا يمكن أن يملأوا هذا الفراغ، وستصير مصر دولة منهارة فاشلة
بلا بديل!
لهذا
أولى بك أن تناصر هذا النظام، لترسخ الدولة نفسها.. ليس بالدفاع عنه، بل بالدفاع
عن آلية تداول السلطة عبر الصندوق في المواعيد التي قرّرها الدستور.
وبالمناسبة:
4 سنوات هي أقصر فترة ممكنة للحكم على رئيس.. حكمك المتسرع عليه مبني على الهوى
وليس على أي مقياس علمي أو فكري أو ثقافي تعرفه.
تحياتي
فردّ
قائلا:
"لا يوجد هوى يا محمد .. اعطني ميكي ماوس رئيسًا إذا كان سيكفل
لي السولار والماء والكهرباء والأمن وألا أكتشف أن الدولار صار 8 جنيهات.. بهذا
المقاييس يظل حسني مبارك أفضل من مرسي بمراحل.. أنا من مؤيدي الانتخابات المبكرة
بشدة.. لا أطلب عزل مرسي ولا رحيله ولا شنقه كما يفعلون.. أطالب بالصندوق من جديد
وهذا شيء يتكرر في كل الدول المتحضرة الديمقراطية.. ليقل الشعب كلمته من جديد.
لن أنتخب مرسي في تلك المرة لأنني صرت على يقين من أنه لا يستطيع
قيادة مصر ثلاث سنوات أخرى إلا إلى الجحيم.
الاجتماع الساذج لمناقشة مشكلة مياه النيل جعلني أعرف حقيقة النظام..
ليست لديهم حكمة خفية ولا أوراق سرية.. خبرتهم الوحيدة كانت في العمل التنظيمي تحت
الأرض لمدة 70 عامًا.. وهي خبرة لا تؤهل لقيادة دولة.. ولو كنت تتابع مقالاتي
لوجدت أن الكل يتهموني بأن عميل الإخوان وأنني خروف وبعت مبادئي... و..... يعني لا يمكن وصفي بالتحامل عليهم..
لكنك تقول إنني أبني على الهوى وليس على مقياس علمي!... إذن باختصار ليس هناك رئيس فاشل أو رديء.. لو
لم يكن حالنا الآن دليلاً على فشل الحاكم تمامًا فمتى يفشل إذن؟"
وقد
رددت عليه قائلا:
في
الهندسة، هناك ما يسمى بميل المماس، الذي يدلك إن كان المنحنى صاعدا أم هابطا..
نعم،
النقطة التي نحن فيها الآن تحت الصفر بسبب 60 عاما من تخريب مصر، والمنحنى هابط
منذ نكسة 67، منذ تحولت كل ميزانيات الدولة إلى المجهود الحربي فخَرِب القطاع
العام والتعليم والصحة والمواصلات وكل شيء، وصارت البطالة في ازدياد متصاعد.. لكن
رغم أن النقطة الحالية تحت خط الصفر، فإن ميل المماس موجب والمنحنى صاعد، لأن هناك
إرادة للتغيير وعمل جاد من أجله، وحكومة تعمل على كل الأصعدة.. أرجو أن تتصفح هذه
الصفحة ففيها ما لا يقوله الإعلام عن عمل الحكومة:
بخصوص
مؤتمر مرسي، هناك نقطتان:
1-
الأولى هي أن تقييمك لمرسي يكون فقط من خلال كلمته وكلمة
الكتاتني، ولا يعقل أن تلومه على كلام الآخرين :)
2-
الثانية، هي أن هذا المؤتمر من أدهى ما فعله مرسي في فترة
حكمه، لأنه أوصل رسالة لأثيوبيا أنه وإن كان حكيما متأنيا، فإن وراءه معاتيه
يضغطون عليه لاستخدام القوة.. وقد وصلت هذه الرسالة لممولي السد، فأرسلوا لأثيوبيا
يطلبون منها التفاوض مع مصر، لأنهم لن يلقوا نقودهم في مشروع مهدد بالتدمير!!
ومرة
ثانية:
ليس
هذا وقت حكمك على مرسي.. أنت تختلف مع آلياته، ولكنك لا تستطيع أن تحاسبه إلا على
النتائج.. وهذه النتائج لا تظهر الآن، وإن كانت المؤشرات تقول إنها إيجابية :)
أخيرا:
منذ
متى صوتَّ لمرسي لكي تخبرني أنك لن تصوت له المرة القادمة؟ J
يا
د. أحمد: أنت تناقض نفسك.. إسقاط الرئيس مرسي (الذي تسميه دعوة لانتخابات مبكرة لا
يقرّها الدستور أصلا)، معناه إسقاط الدولة نفسها، لأنها ستكون نهاية الاحتكام
للصندوق وبداية الفوضى.
أصلا
الفريق الذي تسانده في دعواه رافض للصندوق منذ استفتاء 19 مارس (قبله وبعده)، لأن
الصندوق معلوم النتيجة، وكانوا يريدون بقاء المجلس العسكري 3 سنوات، ولو أسقطوا
مرسي، فلن يجروا أي انتخابات لسنوات طويلة إلى أن يبيدوا الإسلاميين ويركعوا الشعب
ويجدوا طريقة لإعادة التزوير، لأن أي انتخابات قادمة ستعيد تكوين نفس النظام مرة
أخرى: مرسي والإخوان، أو حازم أبو إسماعيل والسلفيين، أو حتى الزمر والجماعة
الإسلامية :)
هذا
الكلام قلته لك في رسائلي القديمة منذ سنوات قبل الثورة.. قلت لك إن العلمانيين
يدعمون تزوير الانتخابات ويحتكرون الإعلام والثقافة لأنهم يعلمون أنهم بلا أرضية
في مصر.. كل ما تفعله أنت هو تجاهل هذه الحقيقة الحاكمة في هذا الصراع، وتتخذ
ذرائع هشة، لن تصمد للواقع.
دافع
عن حق أولادك في الحياة يا دكتور أحمد..
السولار
والكهرباء وهذه المشاكل المزمنة في مصر، أعراض ستزول إن شاء الله حينما نكنس زبالة
مبارك من مصر، ويستقر النظام للرئيس، وساعتها يمكنك أن تنتقده بموضوعية، لأنه يعمل
في ظروف طبيعية.
تحياتي
فردّ
قائلا:
ما هو وزير الثقافة ده من أسباب ضيقي بمرسي... أليس هذا أخونة الدولة
حرفيًا؟
أنا فعلاً قرفان من العلمانيين المتغطرسين، لكن كذلك لا أريد طرد
أشخاص ذوي كفاءة لوضع كوادر أخوان بدلاً منهم بلا تفسير..
وكوني لن أعطيه صوتي لا يعني بالضرورة أنني انتخبته في المرة
السابقة.. الكل يعرف أنني لم أنتخبه لكني كنت شديد الحماسة لأن ينال فرصته كاملة..
أما عن مناقضة النفس فأنت تفعلها يا محمد بشدة... تقول إن الاحتكام
للصندوق = سقوط مرسي.. وبعد ذلك تؤكد أن الصندوق مضمونة نتائجه.
فرددت
عليه قائلا:
لا
يوجد أي تناقض يا د. أحمد..
لا
يوجد رئيس منتخب يدخل مرة أخرى انتخابات قبل اكتمال مدته.. لكي تجري انتخابات
رئاسية، يجب أن يستقيل مرسي بضغط أعدائه، ولا يعقل ساعتها أن يترشح مرة أخرى فهو سبب
الأزمة في نظرهم أصلا!!.. وهم يتكلمون عن مجلس رئاسي وعك!
إقصاء
رئيس شرعي منتخب يربض الآن ملايين من محبيه في ميدان رابعة العدوية، معناه إنهاء
شرعية الصندوق، والاحتكام إلى البلطجة.. وهذا لن يحدث..
المشاكل
التي تتحدث عنها كثيرا، يعرف عنها قادة الجيش أكثر مما تعرف وأعرف، ولن يسمحوا
بدخولنا هذه الفوضى.. مجرد تغيير الحكومة ليس في صالح الاقتصاد، فما بالك بالرئيس
:)
لن
يتدخل الجيش في هذا المستنقع.. خاصة بعد رسالة ميدان رابعة العدوية الآن.
كلامك
عن وزير الثقافة يؤكد رأيي.. كراهيتك لهذا الفصيل تجعلك ترفض أي تغيير يقوم به..
والسؤال هو: كيف يكون التغيير إلا عن طريق السلطة المنتخبة؟
أخونة
الدولة؟.. أنا الذي طالبت بأخونة الدولة حين صوتّ للإخوان في البرلمان ونقابة
المهندسين ورئاسة الدولة :)
مناصب
الدولة الكبرى من حق الحزب الفائز، ومن تسميهم كفاءات هم عاهات فاشلون باعترافهم
هم.. ألم تسمعهم مليون مرة يتهمون الشعب المصري بالجهل لأنه يصوت لدعاة الظلام
والرجعية والإرهاب؟ J.. جهل الشعب بأفكارهم ومبادئهم (السامية) هو حكم منهم على الإعلام
والتعليم والثقافة بالفشل والفساد، ويوجب كنسهم جميعا، وهو ما عشت أنتظره 20 عاما،
والحمد لله هو يحدث الآن وسيستمر رغما عن أنوفهم.
أنا
مع تعيين مرسي للإخوان في كل المناصب لأني انتخبتهم، وقد انتخبتهم لأني أثق فيهم،
وأريد أن أختبرهم في مدة توليهم للسلطة.
أخونة
الدولة هو اسم الدلع للديمقراطية: تسليم الدولة لحزب لمدة محددة دستوريا، يتخذ
فيها ما شاء من القرارات في حدود القانون، ويعين ويقيل من شاء متى شاء ونقيّم نحن
ما فعله في الصندوق عندما تنتهي المدة.. وإن كان أي قرار من قرارات هذا الحزب فيه
ظلم، فهناك المحكمة الإدارية.
الخلاصة:
أنت حر في أفكارك وتقييمك.. ستجيء لك الفرصة إن شاء الله في انتخابات مجلس النواب
القادم لتقول كلمتك، وإن أتيت بحزب آخر فسيشكل الحكومة، ويضع وزير ثقافة جديدا،
ويصحح ما تراه خطأ.. وإذا لم تستطع فعل هذا، فكيف تظن أنك ستُسقط رئيسا منتخبا
حزبه يكتسح كل انتخابات؟
رأيك
في انتخابات رئاسية مبكرة سيظل رأيك، المخالف لإرادة 14 مليون في استفتاء 19 مارس
(أنت نفسك قلت نعم) الذي حدد مدة الرئاسة بأربع سنوات، والمخالف لإرادة 13 مليونا
في الرئاسة منحوا مرسي مدة 4 سنوات للحكم، وإرادة 11 مليونا في استفتاء الدستور
الذي أقر استكمال مرسي لمدته.. ماذا سيفيدنا استفتاء جديد أو انتخابات جديدة؟..
ألا تكفي ثلاث مرات؟
أخيرا
دعني أخبرك برأيي هذا:
في
حالة الانقلاب على الديمقراطية ونتيجة الصندوق وإرادة الأغلبية، أعلن أنني سأبايع
حازم أبو إسماعيل أميرا للمؤمنين مدى الحياة على الطريقة الإسلامية، فلا يعقل بعد
أن يكفر العلمانيون والليبراليون بالديمقراطية وهم كهنتها في بلادنا منذ قرنين، أن
أؤمن أنا بها!!
وبالمناسبة:
الجماعة الإسلامية تعلن أنه في حالة سقوط مرسي ستبدأ ثورة إسلامية شاملة.. وهذا
سيكون نفس حال الشيوعيين والليبراليين والنصارى: كل يغني على ثورته!!.. كلهم
سيتقاتلون على السلطة ولن يفكر أحد في صندوق ولا أي من هذا العبث!
كم
مصريا ستتحمل دمه في رقبتك بمقالاتك هذه يا ترى؟
10
مليون على الأقل؟
تحياتي