المتابعون للمدونة

الخميس، 28 مايو 2020

تطوير التعليم ج9


ذا هو الجزء التاسع عن تطوير التعليم، وأطرح فيه فكرة استوحيتها من نظرية التعليم اللا مدرسي ونظام الساعات المعتمدة في التعليم المدرسي، وهي فكرة الشهادات المؤهلة، وهي تشبه مناهج المدارس الحالية لكن الطالب يختار ما يريده منها إن أجاد متطلباتها الأساسية، وليس ملزما بالذهاب إلى المدرسة إلا لحضور المعامل والامتحان.. هذا النظام مهم حتى يمكن تطبيق الأفكار الأخرى التي سبق أن طرحتها مثل مسار الإعدادي الحرفي ومسار الثانوي الطبي، لأن الطالب يستطيع تغيير مساره أو الإكمال في مسار آخر باستخدام الشهادات المؤهلة، وهذا يتيح لكل طالب تصحيح اختياراته بسهولة، كما يتيح للعامل تغيير مهنته بأخذ شهادات إضافية، وهذا يجعل التعليم متاحا مدى الحياة وليس في سن معينة، ويجعله في تفاعل دائم مع متطلبات سوق العمل.

 



الاثنين، 25 مايو 2020

أجمل حاجة في أنوثتك

لاهية

كورونا، القاتل المخادع

 
سر خطورة كورونا (كوفيد 19) يكمن في ضعفه!.. فهذا الفيروس العجيب يمكن أن يحمله الشخص لمدة تتراوح بين 14 إلى 37 يوما بدون ظهور أي أعراض عليه لكنه يستمر في توزيعه على آلاف الناس في البيت والشارع والمواصلات والعمل والمحال التجارية، وهذا هو سبب فشل كل دول العالم في محاصرته.
لهذا لا يمكن أن تحدث المحاصرة الفعالة للفيروس إلا بحل من ثلاثة:
1- حبس الناس كلهم في منازلهم إلى أن تتوقف وفيات الفيروس نهائيا، لكن هذا سيقتلهم جوعا، ولو أطعمتهم الدولة على نفقتها فستفلس.
2- اكتشاف لقاح وعلاج، وهذا غير متوقع قريبا.
3- تحليل الفيروس لكل السكان بلا استثناء وعزل كل من يحملونه في بيوتهم وتوفير الطعام لهم، وتكرار التحليل للمسموح لهم بالخروج للعمل.. هذا هو الحل العملي الوحيد، وهو ما تحاول أمريكا والدول المتقدمة فعله بالتوسع في المسحات.
الحل الأخير هو الأرخص اقتصاديا فخسارة الأطقم الطبية والكوادر العلمية والوظيفية وملايين المواطنين أغلى من أي نقود، ولو استحكم الوباء فسيهدد بانهيار الدولة كلها وليس القطاع الصحي فقط... وهذا معناه ضرورة توجيه كل أموال وطاقات الدولة لإنشاء مصانع الأجهزة الطبية وأجهزة التحاليل وليس فقط الاكتفاء باستيرادها.
من المتوقع أن يضرب هذا الوباء بعنف في الشتاء القادم، وقد تصل الوفيات إلى 5 ملايين إنسان في شهور قليلة.. تذكروا أن مصر خسرت حوالي 100 ألف قتيل بسبب الانفلونزا الإسبانية أثناء الحرب العالمية الأولى منذ قرن مضى، وخسرت حوالي 400 ألف إنسان في عدة أوبئة ضربتها في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها.. تعداد سكان مصر حينها لم يكن يقارن بالعدد الحالي.
نسبة وفيات كورونا قد تصل إلى 6% من الإصابات، ولو تركنا الشعب كله يصاب في فترة قصيرة، فسنخسر 6 مليون إنسان في عدة أشهر، ورغم أنه ليس عددا كبيرا بالنسبة لتعداد السكان ولكنه سيدمر كثيرا من الأسر المصرية ويؤدي إلى إفلاس قطاعات عمل كثيرة، وسيدمر المنظومة الصحية تماما لأن عدد الإصابات التي تحتاج إلى رعاية طبية سيصل إلى حوالي 20 مليون إنسان نصفهم قد يحتاج إلى أجهزة تنفس صناعي، كما أن خسارة 6% من الأطباء والممرضين والمدرسين وأساتذة الجامعة والمهندسين والموظفين وضباط الجيش والشرطة والجيش (وسيكون معظمهم فوق سن 40 سنة أي القيادات) سيضع الدولة على حافة الانهيار، وستتكفل الأزمة الاقتصادية العالمية القادمة بدفعها إلى الهاوية!
باختصار: مصر تواجه شبح الانهيار بالوباء وتوابعه الاقتصادية (غلاء السلع والغذاء، توقف السياحة وتقلص عائدات قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج)، ولكني لا أرى أي تحركات جادة لاستباق الطوفان القادم.. أمامنا 4 شهور فقط قد تتباطأ فيها وفيات الفيروس مع حرارة الصيف وستعطي إحساسا بالأمان الزائف سيزيد من انتشار هذا الفيروس الصامت، قبل أن نفاجأ بانفجار الجائحة بعنف في الخريف والشتاء.
الشهور الأربعة القادمة هي فرصتنا الأخيرة لعزل الفيروس وتوفير الأدوية والمخزونات التموينية والاستفادة من موسم الأرز بتوجيه كل الفلاحين لزراعته (مهما سحب من مخزون مياه السد العالي.. نحل كارثة الجوع العاجل أولا، ثم نفكر في كارثة العطش الآجل لاحقا) وتخزينه ومنع تصديره نهائيا، ثم فعل المثل في موسم القمح التالي، لأن المتوقع أن روسيا لن تسمح بتصدير القمح والذرة في ظل الأزمة.
الدول التي استهترت تدفع الثمن، ولنا في أمريكا والبرازيل عبرة، مع ملاحظة أن خسائر البرازيل وخسائرنا إن لحقنا بها ستكون جنونية فلا وجه مقارنة مع التقدم الطبي في أمريكا وقوة صناعتها واقتصادها.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. اللهم إنا نبرأ إليك من كل ظلم وكل ظالم. 

الأحد، 24 مايو 2020

مجنون ليلى 2020

كيس حلوى

ألعاب القمار المقنعة


احذروا: كل ربح يأتي بدون إضافة قيمة للحياة كإنتاج سلعة أو غذاء أو محتوى علمي أو فكري أو إبداعي، أو تقديم خدمة طبية أو تعليمية أو تجارية، هو في النهاية لعبة قمار مهما اختلف شكله أو اسمه، كالمضاربة في الأسهم أو العملات أو الخامات الافتراضية (التي لا تراها وتملكها فعليا مثل المضاربة على البترول على الإنترنت)... إلخ
وككل أنواع القمار، يخرج المقامر في النهاية مفلسا ومدينا ومدمرا نفسيا ومدمنا للمخاطرة وكثيرا ما ينتهي إلى الأجرام أو الانتحار!
والمؤكد في كل هذه المضاربات، أن من يربح في النهاية هم الحيتان الكبيرة التي تملك معلومات مسبقة عن القرارات السياسية والاقتصادية القادمة، أو حتى تملك القدرة على صناعة هذه القرارات والتأثير في الأسواق.. لهذا تذكر دائما أن مكاسب قوم عند قوم خسائر، وأنك يجب أن تخسر لكي يكسب آخرون، وسيحدث هذا عاجلا أم آجلا
النصاب يبحث دائما عن الطماع وكلاهما يريد المكسب السهل بلا تعب ولا عمل!
 



نفس ما قلته عن المضاربة في العملات الحقيقة ينطبق على العملات الرقمية أيضا.. كلها ألعاب قمار لا تضيف شيئا للحياة، وتنتهي بخسارة حتمية:

 

زهرة البصل


حتى البصل طلّع لي وردة
والفلّ امتى علينا يرضى؟

الجمعة، 22 مايو 2020

تطوير التعليم ج8


المقطع الثامن من تطوير التعليم:
أناقش فيه فكرة غير مسبوقة عن توزيع التعليم على خمس وزارات بدلا من قصره على وزارة التربية والتعليم فقط:
1- وزارة الشباب والرياضة:
تتولى أندية الشباب مسئولية تدريس التربية البدنية وتدريب التلاميذ على الألعاب المختلفة لفرز المواهب مبكرا.. يتم تحويل مدرسي التربية الرياضية إلى هذه الوزارة.
2- وزارة الثقافة:
تتولى قصور الثقافة وبيوت الثقافة مسئولية تدريس اللغة العربية الأدبية (الشعر وعلم العروض، القصص والروايات والمسرح، النقد وفنون المقال)، واللغة الانجليزية الأدبية، والمواهب المختلفة (رسمـ موسيقى، غناء، تمثيل... إلخ)، إضافة إلى التاريخ والقومية والفلسفة والجزء البشري من الجغرافيا.. يتم تحويل كل المدرسين المعنيين بهذه المجالات إلأى هذه الوزارة.
3- وزارة الأوقاف والكنائس:
تتولى المساجد مسئولية تدريس أساسيات اللغة العربية (النحو والصرف والمعاجم والنصوص التراثية)، وعلوم القرآن والحديث والتاريخ الإسلامي.
بالمثل تتولى الكنائس مسئولية تعليم أساسيات اللغة العربية والدين المسيحي.
4- وزارة التعليم (وأقترح تغيير اسمها إلى وزارة العلوم):
تتولى المدارس مسئولية تدريس العلوم (الأحياء والفزياء والكمياء والرياضيات والشق العلمي من الجغرافيا) وما يتعلق بها من لغة العلم والترجمة والاصطلاح في العربية والانجليزية، معه توفير المعامل التجريبية المتخصصة والأجهزة العلمية المساعدة لكل هذه المجالات.
5- وزارة الإعلام:
تشترك مع الوزارات الأخرى لإنتاج الأفلام العلمية والتاريخية والوثائقية والتثقيفية والبرامج التعليمية، والدراما التي تخدم هذه المجالات كالخيال العلمي والأفلام والمسلسلات التاريخية والدينية... إلخ. 

هذا التقسيم سيسمح لكل طالب بتنمية مواهبه كما يريد، وتخفف كثافة الفصول إلى النصف (كنا قد وصلنا إلى الثمن، والآن نصل إلى 1/16)، مع ملاحظة أن هذا التوزيع سيجعل كل دارسي القسم الأدبي في الثانوية العامة يخرجون من المدارس نهائيا ويتوزعون على الوزارات الأخرى، وبهذا تستطيع المدارس الثانوية التوسع في المعامل، ويستطيع طلاب القسم الأدبي أيضا الممارسة العملية في الورش الفنية والمسارح في وزارة الثقافة، ولا خوف من الازدحام في هذه الأماكن لأن معظم الدراسة ستكون عبر الإنترنت، مع توزيع الطلبة على مواعيد مختلفة للذهاب إلى قصور الثقافة.. لدينا مؤسسات كثيرة ومبانٍ فارغة أكثر من المدارس فلماذا لا نستغلها، ولماذا لا نعطي العيش لخبازيه ونستفيد من كل مؤسسات الدولة؟

أنثاي أنا

الأربعاء، 20 مايو 2020

زيارة.. فيلم قصير


استمتعت بمشاهد فيلم "زيارة"، بطولة أحمد الريدي وصديقي المهندس حسام عبد المنعم.. حسام يعمل في الإخراج أيضا، لكن هذا العمل ليس من إخراجه.. ومن المؤسف أنني لم أشاهد هذا الفيلم من قبل رغم أنه من إنتاج 2012.. بالتأكيد لم تكن الأحداث السياسية الملتهبة في ذلك الحين تسمح لأحد بترف مشاهدة الأفلام والمسرحيات.

تعرفت على حسام في فريق المسرح بكلية الهندسة، وقد حاولنا في إحدى السنوات عمل مسرحية عن الانتفاضة الفلسطينية أعطاني فكرتها وكتبت منها فصلين، لكن لم نستطع إكمالها بسبب عدم التزام الزملاء الممثلين في الحضور :).. أظن أن قفشاتي عن الفيلمين المصريين الشهيرين: "الرقّاصة لا تزال في جيبي" و "مهمة في تل أنابيب" لم تنل استحسانهم :D :D :D

ثم حاول حسام بعدها بعام عمل مسرحية اسمها "المواطن مصري" أرسلها لي فأشرت عليه بإضافة بعض الأفكار، لكن لا أذكر إن كان قد قدم المسرحية أم لا، لأني لم أكن موجودا في القاهرة حينها، لكن أذكر أنه قال لي إن لقطة "وديتو الناس فين" من إعلان فيلم "طباخ الريس" ذكرته بفكرتنا المشتركة في المسرحية!.. لكن طبعا بعد مشاهدة الفيلم اتضح أن الفكرتين مختلفتان تماما.

نعود إلى فيلم "زيارة".. هو فيلم قصير مدته ربع ساعة، مأخوذ عن مسرحية للكاتب الراحل ألفريد فرج، وهو من عمالقة كتاب المسرح المصري والعربي، بسيط وعميق في آن، ومدهش حتى الامتاع، ومتأثر بالتراث العربي والإسلامي.. قرأت له الكثير من الأعمال في الفترة التي كنت ما زلت فيها أمسك الكتاب الورقي، قبل أن تصير كل ثقافتي رقمية في السنوات الأخيرة.. هو اختيار موفق بالتأكيد، أضاف قيمة عالية للعمل عوضت إمكانيات الإنتاج المحدودة، وتمحور العمل حول شخصيتين فقط.
لحسام والريدي أكثر من عمل معا بهذه الصيغة، وهو جهد مشكور في محاولة تقديم فن هادف بأبسط الإمكانيات، وسط تجاهل شركات الإنتاج الضخمة التي تصب الغثاء صبا على رؤوس المشاهدين في الوطن العربي.

استدعى العمل إلى ذهني ملحوظة سبق أن ذكرتها عن كتاب الخيال العلمي الجدد، وهي في الحقيقة تصلح للتعميم على كل كتاب الدراما:
مشاهدة الدراما وحدها هي أفضل وصفة لصنع كاتب دراما فاشل!
كاتب الدراما الحقيقي يجب أن يقرأ أمهات الأدب والفن والفكر أولا قبل أن يحاول تقديم خلطته للجمهور.. فالدراما في أغلب الأحيان تفقد الكثير من عمق الأدب والفكر، وتستسهل إبهار المشاهد بالقدرات الإخراجية والألوان والأصوات والحركة والضحك والمواقف التي تتلاعب بمشاعره مباشرة، دون اهتمام بعمق الفكرة ورقي الحوار، ووسط كل هذه الزخرف يتم تمرير رسائل سياسية أو استهلاكية للعقل الباطن، بالاعتماد الرئيسي على تشويه شخصيات معينة وتلميع أخرى، دون السماح للمتلقي بأي هامش للاختيار أو التفكير.. وهذا يجعل هذه الأعمال الدرامية مجرد تسلية تصل في أغلب الأحيان إلى كونها تسلية هدامة!
هذا دون أن تضع في الاعتبار المط والتطويل في الأعمال الدرامية خاصة المصرية منها لتملأ 30 حلقة أو أكثر بدون مضمون، لأنها تباع بالساعة للقنوات الفضائية! (هذا يجعل المسلسلات المصرية في الثمانينات أفضل وأعلى فنية بسبب تركيزها وقصرها وخلوها من كثير من الهلس والفحش الذي تحشى به المسلسلات اليوم)
كم أعاد لي فيلم "زيارة" الكثير من الذكريات الجميلة!
أرشحه لكم لمشاهدته: 

 

الثلاثاء، 19 مايو 2020

ألف وردة

دور الصديقة

غرتك الأماني

عشان خاطري

الاثنين، 18 مايو 2020

الإعراب فرع المعنى


الإعراب فرع المعنى

استكمالا للفائدة النحوية السابقة: من النادر في النحو أـن يكون هناك تشكيل خاطئ، لكن المعنى يتغير بتغير الإعراب.
ولو أخذنا البيت السابق كمثال:
(كنسيم أوهى من عطر، وأشد عنادا من إعصار)
حينما شكلها عقلي تلقائيا بالضم، صار المعنى:
أنتِ كنسيم أوهى من عطر
وأنت أشدُّ عنادا من إعصار
وهو إعراب صحيح والمعنى صحيح أيضا.
ولكنه لم يكن ما أقصده بالضبط، إذ أنني أراها أبلغ أن أصف النسيم بهذا التناقض وأرسم الصورة الكلية حوله، فعلميا، نفس الهواء قد يكون نسيما وقد يصير إعصارا (بسبب اختلاف الضغط الجوي والحرارة إلى آخر هذه التفاصيل).. فالنسيم ليس وديعا دائما، ويمكن أن يتحول إلى إعصار بدون سابق إنذار.. وهذا هو السبب في انتباهي لعدم اتساق التشكيل بالضم مع المعنى الذي أردت إيصاله.
لعل هذا يكشف لكم كيف تتكون الصور والخيالات في ذهني، فهناك دائما خلفية علمية منطقية تتحكم في تشكيل اللغة الشعرية التي أستخدمها.. فمهما بدت الصورة غريبة، فلها في ذهني تسلسل منطقي وتفسير علمي.. وهناك نوع من الترابط بين بعض الصور المتتالية التي أستخدمها، حتى إن لم يكن ظاهرا، لأني أميل إلى رسم صورة كلية متماسكة.
إذن، فكما أوضحت، كلا الإعرابين صحيح وله معنى، لكني قصدت أحدهما تحديدا، وهذا يستدعي أن أضع التشكيل المناسب لألفت القارئ إلى هذا المعنى.. هذه هي وظيفة النحو، وواضح تماما أنها وظيفة هامة، وأن التشكيل ليس مجرد شكليات.

جميل الوجه

هدوخ قلبك

الأحد، 17 مايو 2020

اسم ممنوع من الصرف معطوف على اسم مقصور


انتبه: اسم ممنوع من الصرف معطوف على اسم مقصور

فائدة نحوية في قصيدة لكنك أنثى:
في هذا البيت (كنسيمٍ أوهى من عطر وأشدّ عنادا من إعصار) شكّلتُ كلمة أشد بالضم (ولم أستطع تصحيحها  لأنها صورة).. والصواب "أشدَّ" بالفتح، لأنها معطوفة على مجرور (أوهى صفة لنسيمٍ) لكن علامة الجر هنا هي الفتحة لأن أشدّ اسم ممنوع من الصرف (صيغة أفعل التفضيل نكرة غير معرفة بأل ولا بالإضافة).
سبب الارتباك هنا، أن هذه الكلمة معطوفة على "أوهى" التي لم تظهر عليها علامة الإعراب لانتهائها بالألف (اسم مقصور)، وهذا أحد المواضع التي تخدع الذهن خاصة مع وجود العطف الذي يجعل الكلمة بعيدة عن المؤثر الإعرابي، فلجأ ذهني تلقائيا إلى الرفع لعدم وجود سبب ظاهر لاستخدام تشكيل آخر.
لاحظوا أن ممارسة اللغة تجعل المخ البشري يشكل الكلمات تلقائيا بدون إعراب.. فنادرا ما أتوقف أمام كلمة لأنظر موضعها الإعرابي وأقرر تشكيلها.. أنا أكتب بالفصحى عفويا فتخرج منضبطة التشكيل في معظم الحالات، ما عدا حالات قليلة جدا تحتمل مثل هذه الالتباسات، أكتشفها عند القراءة الثانية أو الثالثة.. احتاج هذا إلى تدريب طويل وممارسة عملية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث كنت أتعمد قراءة الروايات بالتشكيل النحوي الكامل، وكان هذا بطيئا ومملا في البداية، ثم صار شيئا عاديا أفعله بلا تفكير مع الوقت.. وفي فترة الجامعة صرت أكتب المقالات والقصص والروايات بالتشكيل الإعرابي، خاصة أني كنت أكتب على الحاسوب وتصحيح التشكيل أمر سهل بدون شطب وتشويه كما يحدث على الورق.. لم أعد حاليا أشكل النثر (ما عدا وضع الشدة وتشكيل بعض الكلمات غير المألوفة)، لكن طبعا هذا أمر حتمي في الشعر فبدون أن أضع التشكيل سيكسر كثير من القراء العاديين موسيقى البيت.

السبت، 16 مايو 2020

تطوير التعليم ج7



المقطع السابع عن تطوير التعليم:
أناقش فيه ضرورة إيجاد مسار جديد للتعليم الحرفي بعد سن العاشرة يستمر لأربع سنوات (إعدادي حرفي)، وهو يختلف عن التعليم الفني الذي هو جزء من التعليم الأكاديمي يحتاج لإجادة العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم.. في الواقع معظم من يدخلون التعليم الفني الموجود حاليا يجب تحويلهم إلى التعليم الحرفي بعد المرحلة الابتدائية مباشرة، ومعظم من يدخلون الثانوية العامة اليوم يجب تحويلهم للتعليم الفني.. هنالك فوضى عارمة في التعليم المصري ولا أحد يوضع في مكانه المناسب، والنتيجة أن معظم من يحملون شهادات جامعية يعملون حرفيين في النهاية!

ما أطرحه في هذه الفكرة مهم للبناء عليه في الأفكار الأخرى مثل مشروع الترجمة العلمية والمدارس الثانوية الطبية، والتعليم غير المدرسي عبر شهادات مؤهلة شبه مترابطة... إلخ.. كل هذه الأفكار غير عملية في حالة وجود نصف الطلبة غير المؤهلين ذهنيا للتعليم الأكاديمي، لأنهم يجبرون مصمم المناهج ونظم التعليم على مراعاة مهارات الطالب المتوسط وهم يقللون هذا المتوسط... القافلة تسير على حسب استطاعة أضعفها، بينما هؤلاء الأضعف أقوياء وموهوبون لكن في مجالات أخرى غير أكاديمية.

 


الجمعة، 15 مايو 2020

نهر الخير

كان أبي يحمل السماء على كتفيه ليفسح لي مساحة تحتها ألهو فيها وأصنع عالمي.. اكتشفت هذا حينما وجدتني أحمل الدنيا كلها يوم وفاته!
الذكرى الخامسة لرحيل أبي رحمه الله وغفر له في فجر الجمعة 15/5/2015.
أسألكم الدعاء له دعوة صادقة بظهر الغيب عل هذه الليلة تكون ليلة القدر.
كان أبي أجملَ ما يكون وهو يلاعب الأطفال.. في الصورة محمد حمدي غانم الصغير ابن أخي، حفظه الله وأبويه وإخوته.
 

لكنك أنثى

الخميس، 14 مايو 2020

الزمار

هل أصابني كورونا في أكتوبر 2019؟


هل أصابني كورونا في أكتوبر 2019؟

في بداية شهر أكتوبر الماضي، أصبت بأعنف دور برد في حياتي كسّحني حرفيا.
كانت حرارتي مرتفعة لأيام، وكان سيتال يخفضها مؤقتا ثم تعود للارتفاع بمجرد زوال تأثيره، مع سعال شديد جعلني أشرب الكثير من دواء الكحة، كما أصبت بالتهابات في معظم مفاصل جسمي في الصدر والظهر وجانبي الحوض والقدمين، وأسوأها على الإطلاق كان في الركبتين، وعزوت ذلك حينها للنقرس لأنه يهاجمني مرة كل عام، مع أني أعرف أنه من غير الممكن أن يهاجم كل هذه المفاصل معا مرة واحدة خاصة أنني أتناول أدويته منذ عامين.
وقد طلبت مني ابنة خالتي د. نيفان فؤاد حفظها الله إجراء عدة تحاليل، فجاء تحليل حمض اليوريك طبيعيا (مسبب النقرس)، ولا توجد أي مؤشرات للروماتيزم، والكبد والكليتين على ما يرام، لكن سرعة الترسيب كانت عالية بشكل جنوني ما يشير إلى وجود التهابات شديدة جدا في الجسم، مع وجود صديد شديد في تحليل البول، ما يشير إلى التهابات في المثانة أو الحالبين.. والغريب أنني وسط كل هذا لم أصب بزكام ورشح يذكر على عكس دور البرد المعروف.
وقد كتبت لي د. نيفان عدة مضادات للالتهاب لمواجهة أورام المفاصل والالتهابات وكنت آخذ نوعين أو ثلاثة من مضادات الالتهاب يوميا لمدة شهر كامل، تعذبت فيه عذابا شديدا ليس فقط للسير على قدمين بل حتى للنوم على ظهري أو جانبي!.. هذا أسوأ دور برد أخذته في حياتي على الإطلاق.
الآن عندي ظن أن هذا لم يكن دور برد وإنما عدوى كورونا، وأنه لم يظهر فجأة في ديسمبر في الصين، ولكنه كان يجوب العالم متخفيا قبل هذا بشهور قبل أن تنتبه الصين إلى زيادة عدد الوفيات واكتشفت وجوده في التحاليل.. وليس شرطا أن أكون قد أصبت بنفس السلالة السائدة حاليا، فما أسمعه في الإعلام الآن أن هناك عدة سلالات من هذا الفيروس أشرسها التي تهاجم أمريكا حاليا وأوقعت حتى هذه اللحظة 83 ألف قتيل!
ولو صح هذا، فمن المرجح أن مضادات الالتهاب قد منعت الفيروس من التمكن من الرئتين والحمد لله، الذي يسر لي الشفاء على يدي د. نيفان جزاها الله خيرا وحفظها هي وزوجها صديقي الودود د. طارق جمعة وأبناءهما من كل داء.
هذا هو التفسير المنطقي بالنسبة لي، فقد ظلت متعجبا طوال الشهور الماضية من ذلك الدور الجهنمي الذي كسّحني حرفيا وحولني إلى ما يشبه عجوزا في التسعين لا يقوى على شيء، والذي ما زلت أعاني من بعض آثاره على ركبتيّ حتى اليوم، فلم أستطع الجلوس للتشهد شبه مستريح إلا مع بداية رمضان الحالي ولله الحمد، بعد الاستمرار في تناول اللبن والبيض وفيتامين د ومقويات الغضاريف يوميا لمدة 7 أشهر لإعادة بناء العظام والمفاصل.
ملحوظة: الفيروسات مخلوقات شديدة التدمير، لأنها تحقن مادتها الوراثية في الخلايا الحية لتسخرها في إعادة إنتاج نفسها، وهذا يعني: تدمير الخلية الحية وإيقافها عن عملها، وأيضا إيقافها عن تجديد نفسها (لأنها تنتج الفيروس بدلا من أن تعيد إنتاج نفسها).. وهذا معناه أن تمكن الفيروس من أي جهاز في الجسم سيؤدي إلى تعطيل بعض مهامه الأساسية مثل انهيار التنفس في الرئتين أو تخريب الكبد والكليتين، أو تدمير المفاصل.. لهذا استلزم الأمر كل هذا الوقت لأعيد ترميم الركبتين خاصة مع وزني الزائد (كان الأمر أسهل مع باقي المفاصل).. ولهذا أعمل جديا على خفض وزني، وعازم على الوصول إلى الوزن المثالي بإذن الله، لأن لذة الأكل لا يمكن أن تنسيني العذاب الذي تعذبته في تلك المحنة!
ملحوظة على الملحوظة، ومنعا لبعض التعليقات المتوقعة والقيل والقال: لا داعي للقلق على الجهاز الآخر الذي ذكرته في البداية.. كل شيء يعمل بأفضل مما يرام (نظريا على الأقل) !
لكن، هل كورونا هو الاحتمال الوحيد لما أصابني؟
رغم وجود بعض الأخطاء في نظامي الغذائي سابقا، فإن تفسير ما حدث لي بنقص فيتامين د أو الكالسيوم أو زيادة حمض اليوريك والنقرس لا يفسر ارتفاع الحرارة والسعال، إلا لو كنت قد حققت المعجزة وأصبت بالبرد مع النقرس مع ضعف العظام في توقيت واحد!
وما يعزز شكوكي في هذا الأمر أن أمي حفظها الله أصيبت بمشاكل شبيهة في المفاصل في نفس التوقيت وهو أمر ظللت أبدي استغرابي منه، لأني لست ممن يستسلمون لتفسير المصادفات بسهولة.. كورونا معروف عنه أنه يسبب آلاما شديدة في المفاصل، مع مشاكله الأخرى.
وما يرجح الأمر أكثر، أن ابن عمتي أ. محمد الهواري رحمه الله، توفي قبلها بثلاثة أشهر بعد أن أجروا له كل أنواع الكشوف والأشعة والتحاليل في دمياط والمنصورة والقاهرة ولم يعرف أحد سبب انهيار رئتيه المتسارع، حتى فشل في التنفس وتوفاه الله بدون سبب واضح في ذلك الحين، وعزوا الأمر للتدخين، لكن التدخين لن يدمر الرئتين بهذا الشكل وهذه السرعة وفي سن الخامسة والأربعين، بدون عامل آخر.. حدث هذا بعد شهر من وفاة أخيه الأكبر أ. شوقي الهواري رحمه الله، وهذا ما يزيد شكوكي عن الأمر.
وطبعا لم يكن أحد يعلم شيئا عن كورونا في ذلك الحين، وإن جاء في خاطري حينها انفلونزا الطيور.
أظن أن عمل إحصائيات لكل حالات الالتهابات الرئوية الغامضة التي استعصت عن العلاج والتفسير سيكشف متى بدأ بالضبط ظهور هذا الفيروس في العالم.. سرعة انتشاره الحالية رغم إجراءات الإغلاق، تدل على أنه كان ينتشر في الخفاء ببطء في بلدان العالم المختلفة، ولم ينتبه أحد إليه إلا بعد إعلان الصين عن اكتشافه وتفشيه.
وقد أخبرت د. نيفان بهذه الشكوك، فأعادت النظر في تحاليلي القديمة، ووجدت في صورة الدم نتائج على وجود عدوى فيروسية (شبيهة بالتي يسببها كورونا حاليا) مثل نقص الليمفاويات Lymphopenia، لكنها أخبرتني أن ما يمكن أن يحسم هذا الأمر هو تحليل الأجسام المضادة، لكني طبعا لا أجرؤ على الاقتراب بإرادتي من أي مؤسسة طبية في هذه الظروف!.. حفظ الله جميع العاملين فيها والمتعاملين معها.
رحم الله شوقي الهواري ومحمد الهواري، وأيا كان السبب فالعمر مقدر، وأدعو الله أن يعوضهما في الجنة بأجمل مما تركا في الدنيا.
لا أدري يقينا ما أصابني وأصابهما، لكنها تجربة تستحق التأمل، فربما تكشف أهمية مضادات الالتهاب وموانع التجلط في مواجهة هذا الفيروس وباقي عائلة الانفلونزا، وهو أمر سمعته من أكثر من طبيب يعمل في مكافحة كورونا في أوروبا وأمريكا.. وكما ذكرت، يمكن استخدام الزنجيبل كمادة وقائية لأنه مضاد قوي للالتهاب وأيضا مضاد للتجلط مع فوائد أخرى (لم أصب ولله الحمد بأي دور برد منذ أكتوبر الماضي حتى اليوم، حيث تختفي أي أعراض خفيفة في غضون ساعات بفضل الله)، لكن لو ظهرت أي أعراض لكورونا فيجب التزام المنزل وطلب مساعدة الأطباء فورا، وأخذ العلاجات التي يصفونها.
كما أن هذا الأمر يكشف ثغرة في المطارات والموانئ والمنافذ البرية، (شوقي ومحمد كانا من سكان مدينة دمياط الجديدة وبها ميناء) وهي عدم وجود إجراءات وقائية طبية احترازية، بالتحليل العشوائي يوميا طيلة العام وكل عام، لعينات من العاملين والمسافرين في هذه الأماكن للكشف عن أي عدوى بكتيرية أو فيروسية، لأن هذه هي المنافذ الرئيسية لانتقال العدوى إلى أي دولة، ومن المتأخر جدا اتخاذ هذه الإجراءات بعد أن تعلن دولة أخرى وجود وباء فيها، لأن الوباء كما قلت يمكن أن يأخذ فترة حضانة طويلة، خاصة إن كان ضعيفا مثل كورونا، يحمله 80% من المصابين بدون أي أعراض وتهزمه أجهزة مناعتهم طبيعيا لكن بعد أن يكونوا نشروه في المجتمع والدول الأخرى التي يسافرون إليها!
وأخيرا دعواتكم لأخي محسن وأسرته (موجودون في قطر) لأن فحصهم جميعا جاء إيجابيا لكورونا.. شفاهم الله وعافاهم ونجاهم، ولا أرانا فيهم مكروها برحمته ولطفه وقدرته.

الثلاثاء، 12 مايو 2020

أنا وأنت والمصباح السحري

كورونا والنقطة العمياء


كورونا والنقطة العمياء

في الحلقة الرابعة من الموسم الأول من المسلسل الأمريكي النقطة العمياء BlindSpot الذي عُرض عام 2015، يحاول أحد أطباء مركز مكافحة الأوبئة نشر عدة أوبئة فتاكة في نيويورك، وحينما يواجهه البطل، يقول له:

"نحن نقوم باختراع كل هذه اللقاحات والمضادات الحيوية والعلاجات لأمراض لا يجب أن يتم علاجها أبدا.. هذا الكوكب لم يُخلق لدعم 8 مليارات نسمة!.. وظيفتي هي حماية العرق البشري.. إذا لم نفعل شيئاً, فتدميرنا مؤكد.. الأمر بالفعل خارج عن السيطرة.. في حياتك, سنرى المجاعة والقحط والفقر, على نطاق لا يمكن تخيله.. على أحدهم أن يكون لديه الشجاعة للقيام بما يجب فعله لإنقاذ الجنس البشري.. كل هذه الأمراض التي نحاول إيجاد علاج لها هي في الحقيقة المحاولة الأخيرة

من الكوكب المحتضر لإنقاذ نفسه ومحو الشيء الذي يهدد فعلا بتدميره، وهو نحن!"

المشكلة أن أعمال هوليود روجت لمثل هذه الأفكار بطرق مختلفة في العديد من أعمالها، وهي أفكار تلاقى هوى في نفوس الداروينيين والماديين، ولا ريب أن منهم من يراها أفضل حل للتخلص من العجائز والمرضى والضعفاء والكثافة السكانية الزائدة!!

اليوم يواجه العالم كله فيروسا جديدا اكتشفوا أنه ليس سلاسة واحدة بل ثلاث سلالات رئيسية يتفرع منها 14 سلاسة فرعية، وهو ما يضع احتمالا قويا أن شخصا ما أو جهة ما قد فتحت صندوق باندورا وأخرجت كل هذه الفيروسات وأطلقتها عمدا على البشرية!

كل كارثة كبيرة تصيب البشرية صرنا نكتشف أن هوليود من روج لها أولا.. فمثلا: فكرة تفجير مبنى التجارة العالمي بطائرة كانت منقولة حرفيا من إحدى حلقات مسلسل Lone gun men!

وإذا افترضنا حسن النية في كتاب الخيال العلمي وأفلام الحركة، وأنهم يتسابقون في ابتكار الأفكار الشريرة من أجل الحبكات الدرامية فحسب، فهذا لا ينفي خطورة هذه الأفكار على ضعاف النفوس من البشر، الذين مهما قلت نسبتهم، يثبتون كل مرة أنهم قادرون على إحداث دمار هائل وتخريب حيوات ملايين البشر!

والأسوأ أن ضعاف النفوس ليسوا فقط مجرد أفراد مختلين نفسيا، لكن منهم أيضا تنظيمات إرهابية وأجهزة مخابرات وحكومات دول كبيرة قد تستبيح كل الوسائل القذرة لإضعاف خصومها وكسب معاركها، وللأسف يبدو أن خيال الكتاب الخصب يوفر لهم كل ما يحتاجونه من الأفكار الشيطانية مجانا!

منجة

الاثنين، 11 مايو 2020

فن تقليب المواطن!

هل تعلم أنك إذا لم تستهلك أي كهرباء من عداد الكارت طوال الشهر (كأن تكون مسافرا مثلا) فسيخصم العداد منك 9 جنيهات تحسب عليك بالسالب لو لم يكن لديك رصيد وتتراكم لتخصم بعد شحن الكارت؟!
أي أنك لو استهلكت 1 كيلووات فقط في الشهر، فسيخصمون منك جنيها واحدا خدمة عملاء إضافة إلى 22 قرشا سعر الكيلو، أما إذا لم تستهلك شيئا فسيخصمون منك 9 جنيهات كاملة في سابقة ليس لها مثيل في أي شرع أو قانون في العالم كله!
وكمثال عملي، في شقتي وشقق إخوتي 6 عدادات لا تستهلك شيئا طوال سفرهم (وشقتي مغلقة بسبب إضرابي عن الزواج كما تعلم)، أي أن الشركة تتوقع أن تخصم منا شهريا 54 جنيها، أي حوالي 650 جنيها سنويا، أي حوالي 1300 جنيها تخصم من الكروت عندما نشحنها كل عامين، مكافأة لنا على أننا لا نستهلك أي كهرباء!!
حينما انتبهت لهذا بعد أول 300 جنيه تبخروا من الكارت، صرت أحاول استهلاك كيلووات واحد من كل شقة شهريا بتشغيل موتور المياه أو السخان أو التكييف لمدة ساعة أو ساعتين شهريا، لأحرمهم من جزء من هذه الخصومات غير القانونية وغير الدستورية وغير الشرعية!.. أي أنهم دفعوني لاستهلاك كهرباء بلا ضرورة للحفاظ على مالي!
راقبوا عداداتكم وفواتيركم جيدا، فهي كالثقوب السوداء التي تبتلع أموالكم دون أن تدروا!
 

بانت سعاد

الأحد، 10 مايو 2020

كيلووات ثمنه 450 جنيها!


شركات الكهرباء، ما وجدت فرصة لسلب نقودك إلا اغتنمتها!

إحدى فواتير الكهرباء في بيتنا جاء الاستهلاك فيها 101 كيلووات، علما أنني أدخلت القراءة على موقع الشركة 100 ك فقط.. هذا الكيلو الزائد ثمنه حوالي 20 جنيها :D  فقد جاءت الفاتورة حوالي 57 جنيها بدلا من 37 جنيها لو كانت القراءة 100 ك.. لو أن هناك من يراعي مصالح المواطن، فطبيعي أن يقرّب القراءة إلى الشريحة الأقل، لكن ما يحدث طبعا هو العكس، فيضيفون الكيلو الذي يجعلك تدفع أكثر!

أعرف أن 20 جنيها ليس مبلغا كبيرا في ذاته، لكنه كبير بالنسبة للشركة التي تستطيع جمع ملايين الجنيهات بلعبة بسيطة كهذه!

وبالنسبة لي، يخضع الأمر لحسابات اقتصادية، لأننا أنفقنا آلاف الجنيهات لتركيب عدادات كارت جديدة للشقق التي لم يكن لها عدادات، ولتركيب لوحتها وتوصيلاتها لأن مواسير الكهرباء في البيت قديمة ولم تستوعب الأسلاك الإضافية، إضافة إلى تكلفة تغيير المصابيح والسبوتات المتوهجة القديمة وحتى مصابيح النيون في البيت كله، علما بأن العمر الافتراضي لمصابيح الليد قصير والإنفاق عليها متجدد (كان لدينا بعض المصابيح المتوهجة والنيون القديمة عاشت لعشرات السنين!)،  وتعويض كل هذه التكلفة يحتاج سنوات من التوفير في الفواتير بالبقاء في الشرائح المدعومة.. مثل هذه الألعاب من الشركة يربك حساباتي الاقتصادية!

لكن دعكم من هذا، فإذا كان هذا الكيلو يكلف 20 جنيها، فهناك كيلو يكلف 450 جنيها!!.. أي نعم، فالكيلو الأول بعد الألف يلغي الدعم نهائيا، وتتم المحاسبة على الكل بسعر 145 قرشا للكيلو، أي حوالي 1450 جنيها بدلا من حوالي ألف جنيه على الألف كيلو!.. أي أن الشركة تستطيع تحصيل 450 جنيها إضافية لو أضافت بضع كيلوات لرفع القراءة فوق الألف!

بالنسبة لي، عداد الكارت أدق، لكن عدم تجاوز حدود الشرائح يحتاج متابعته وترشيد الاستهلاك تبعا للحاجة.. لهذا نشرت لكم من قبل عدة مواضيع تحت عنوان #الدليل_الدمياطي_لاستهلاك_الكهرباء_الواطي لتستطيعوا التحكم في فواتيركم في مواجهة استغلال هذه الشركات!

 

لا تغتري

السبت، 9 مايو 2020

تطوير التعليم ج6


أوضح في هذا التسجيل إجابة السؤال: نصف المدرسين فقط سيكونون موجودين في المدرسة كل يوم، فكيف يمكن أن يشرحوا لكل الفصول؟
 

الجمعة، 8 مايو 2020

مهلبية بعسل النحل


مهلبية بالعسل

انتهت علاقتي بالسكر الأبيض منذ أعوام، فقد صرت أشرب جميع المشروبات والعصائر بدون إضافة السكر إليها، وإن لزم الأمر (كما في حالة عصير المانجو مثلا) أضيف إليها بعضا من عسل النحل.

آخر شيء كنت أضع فيه السكر هو المهلبية، وهو أمر يضايقني لأنها تحتوي أيضا على النشا، لهذا قررت الليلة التخلص منه، وطلبت من أمي حفظها الله أن تستخدم عسل النحل بدلا منه، لكن ليس أثناء غلي اللبن، وإنما بعد صب المهلبية في المطبقية، تضيف إليها ملعقة من العسل وتقلبها جيدا قبل أن تتماسك المهلبية.

والحمد لله، صارت المهلبية ألذ بكثير بهذه الطريقة فلا يوجد أحلى من العسل، وهو يحتوي على أنواع السكر المختلفة لكنه أكثر إفادة من السكر الأبيض.

كان في الخطة أن أضع أيضا حبة البركة في المهلبية وأنا أشرب اللبن مؤخرا بحبة البركة، لكن أمي نسيت إضافتها.. سأتركها إلى التجربة القادمة بإذن الله :)

 

دلال


الخميس، 7 مايو 2020

تطوير التعليم ج5


مفاجأة: وزارة التربية والتعليم تعلن أنها تدرس فكرة شبيهة جدا بأفكاري عن تقليل عدد أيام الدراسة أسبوعيا إلى يومين فقط، لتقليل تكدس الفصول، لكن اقتراحاتي تتلافى عيوبا كثيرة في اقتراحاتهم.. هذا ما أناقشه في هذا الفديو..الموضوع هام جدا لأنكم قد تفاجأون بتطبيقه على أولادكم في شهر سبتمبر القادم.. فاسمعوا وعوا، وشاركوا هذه التسجيلات على صفحاتكم وناقشوها مع أولادكم ومعارفكم، وراسلوا الوزارة بمقترحاتكم.

الثلاثاء، 5 مايو 2020

تطوير التعليم ج4


المقطع الرابع عن تطوير التعليم، وهو مقطع قصير، أقدم فيه نبذة قصيرة عن نشأة التعليم اللامدرسي، وأطرح فيه اقتراحا بتولي الدولة مسئولية امتحان طلبة المدارس والجامعات الخاصة بمراقبين من غير مدرسي هذه المدارس، لإقصاء إدارة المدارس الخاصة عن عملية التقييم، واكتفائها بعملية التعليم، لضمان الثقة في جودة الشهادات التي تمنحها هذه الجهات.

قلبها وعقلها


حينما تتألم المرأة تلوم قلبها، ويلوم الرجل عقلها!

ولا يدركان أن كليهما على حق إلا بعد فوات الأوان!

الاثنين، 4 مايو 2020

ملف المستقبل والخيال غير العلمي


سلسلة ملف المستقبل تحولت إلى خيال غير علمي!
 

أنهيت قراءة رواية "كائنات" العدد 17 من سلسلة الأعداد الخاصة لنبيل فاروق، وللأسف بعد كل ما ذكرته في منشور سابق تعثرت بمزيد من المغالطات العلمية الفجة، وشعرت بالدهشة وأنا أراجع في ذهني البدايات العبقرية لسلة ملف المستقبل، وما انتهت إليه من تفاهة وسخف وإفلاس!

سأخبركم ببعض الأخطاء الحيوية القاتلة، التي لا عذر لنبيل فاروق فيها لكونه طبيبا والأحياء جزء من تخصصه:

- قام الجهاز بتكبير البكتريا إلى حجم فيل ونظرا لأن عمل الجهاز الأصلي كان تقليل المسافات الجزئية بين الذرات، فعكس هذه الفكرة يعني التكبير بزيادة تباعد الذرات.. في الحقيقة هذا يقلل كثافة الكائن ويجعله عرضة لضغط جوي أكبر لا يمكنه احتماله، ويجعله هشا للغاية كفقاعة منتفخة، ويجعل فكرة البكتريا الوحش مجرد هراء، لأن النفخ فيها سيقتلها، كما أنها ستظل بنفس وزنها الأصلي وتطير في الهواء كأي بكتريا مجهرية!.. ولن أتكلم هنا عن أن تباعد الذرات سيفسد عمل المركبات الحيوية ويغير آليات تفاعلها مع أي غذاء تلتهمه كالبشر، وكما قلت، أي إنسان يستطيع نفخها كريشة فيقضي عليها، ولو أنها ابتلعت إنسانا كاملا، فيستحيل أن تهضمه لأن كثافته ما زالت أضعاف كثافتها بلاميين المرات.. ما زلنا نتكلم هنا عن خلية واحدة انتفخت إلى حجم فيل، تحاول هضم 100 ترليون خلية في جسم الإنسان وهذا مستحيل!

- استغل نبيل فاروق فكرة الانقسام الثنائي للبكتريا ليضاعف أعدادها داخل معمل الأبحاث.. ولو تجاهلت الفرض الأول، وسايرت افتراضه الخاطئ عن أن البكتريا تضخمت بزيادة كتلتها، فإن انقسام البكتريا يحتاج للغذاء لإنتاج نسخة جديدة مماثلة، لأن الكتلة لا تنشأ من العدم، وكل ما التهمته هذه البكتريا المحبوسة داخل مركز الأبحاث هو 4 أشخاص فقط، ويستحيل أن تنتج مئات البكتريا الجديدة بنفس الحجم العملاق، إلا إذا افترض أن كل انقسام ينتج عنه اثنتان من البكتريا بنصف الحجم، وهذا سيجعل البكتريا تكثر وتتقزم باستمرار ولا تشكل خطرا كما يريد ليصنع الدراما!

- الأسخف من كل هذا هو أنه جعل البكتريا تواصل وتستدعي بعضها وتتصرف كمخلوق عاقل، مع أنها خلية واحدة فقط بلا مخ ولا أعصاب ولا آذان ولا عيون ولا أنوف .. مجرد كتلة من البروتوبلازم لها أهداب تمنحها بعض الحركة العمياء في الوسط الذي تعيش فيه فتلتهم ما يسمح غشاؤها بعبوره للداخل من مواد كيمائية وحيوية.. مجرد عامل قمامة نشط ينظف الأنظمة البيئية من المخلفات المجهرية، ويؤذي الإنسان إذا أهمل نظافته.. وأي افتراض غير هذا يدمر الدراما، فالبكتريا لا تحدد أعداءها ولا تحاصرهم ولا تضع خططا.

- الأسوأ من هذا كله أنه لجأ إلى فكرة سخيفة، تكون مقبولة أحيانا عند الحديث عن مخلوق فضائي غامض قادم من كوكب مجهول له خصائص لا نفهمها، فبعض كتاب الخيال العلمي يجعلونه يكتسب خبرات المبشر الذين يلتهمهم.. لجأ نبيل فاروق إلى هذا مع البكتريا وحيدة الخلية التي لا تملك مخا ولا أعصابا ولا أي شيء على الإطلاق، فجعلها تكتسب خبرات رجال الأمن لتقوم بقطع الكهرباء وإغراق الممرات بالمياه إلى آخر الخزعبلات التي كتبها!

وأخيرا، أنهى نبيل فاروق كل المأزق بمنتهى التهريج، حينما جعل نشوى خبيرة الكمبيوتر، تعدل عمل جهاز التصغير والتكبير، ليؤثر فقط على المخلوقات وحيدة الخلية ويعيد تصغيرها.. كيف يمكن لخبيرة كمبيوتر أن تفعل هذا؟.. ما أدراها هي بالأحياء وكيف تجعل الجهاز يميز؟.. لم يخبرنا!!

والأغبى من هذا أنها قالت إنها أوصلت الجهاز بنظام الإنارة ليطلق الأشعة من كل مصابيح المركز!.. ما نعلمه عن المصابيح أنها أجهزة منفصلة العامل المشترك بينها هو أسلاك الكهرباء، فكيف أوصلت أشعة الجهاز إلى المصابيح عبر أسلاك الكهرباء؟!.. وهل المصابيح في أي تصور علمي أو غير علمي، التي تطلق الضوء في نطاق تردد الطيف المرئي، يمكنها أن تطلق أشعة جهاز فريد من نوعه يقوم بتكبير وتصغير الأشياء؟.. ولماذا لا تصغر الأشعة المصابيح نفسها، وأي أشعة هذه التي تختار الأحياء دون الجمادات وتنتقي منهم فقط المخلوقات الأولية؟

يمكنني أن أرشح هذه الرواية كأسوأ رواية خيال علمي قرأتها في حياتي بعد رواية 300 دقيقة لتامر إبراهيم التي كتبها وعمره 18 سنة.. نبيل فاروق بعد خبرة 30 سنة من كتابة الخيال العلمي انحط إلى مستوى أحد تلاميذه حينما كان يجرب نفسه ككاتب في مراهقته!

فهل شاخ نبيل فاروق مبكرا ورد إلى أرذل العمر الإبداعي (لكي لا يعلم من بعد علم شيئا)؟.. أم أنه الاستعجال والاستسهال والكتابة التجارية.. الرواية بدأت بفكرة مدهشة، وكان يمكن أن تنتهي كرواية عبقرية لو أنه ختمها بعد أول ثلاثة فصول، لكنه قرر المط والتطويل بسخافة ليخرج عددا خاصة بدلا من قصة طويلة أو رواية قصيرة!.. والأسوأ أن نبيل فاروق كما يقول عن نفسه، لا يراجع أي عمل كتبه، ويلقيه مباشرة للمطابع بدون أي احترام لعقول قرائه، لمجرد أن يوفر وقتا يكتب فيه المزيد ويكسب أكثر!

كان أحمد خالد توفيق على حق حينما أنهى سلسلة ما وراء الطبيعة في ذروة نجاحها، مكررا التعبير الشهير: أن يقول القراء لماذا توقف، خير من أن يقولوا ليته توقف!

 

تل السكر


السبت، 2 مايو 2020

نبيل فاروق وصنم العجوة

 
وقعت عيني على الرواية رقم 17 من سلسلة الأعداد الخاصة لنبيل فاروق.
بدا اسمها غريبا: "كائنات"، وشعرت أنني لم أقرأها من قبل رغم صدورها منذ أكثر من 15 سنة، فقررت أن ألقي نظرة عليها، وقد بدت أحداثها مدهشة بالنسبة لي ما ينفي أي احتمال أن أكون قرأتها من قبل ونسيتها كما نسيت كل تفاصيل الروايات الأخرى مع بعد الزمن.. فلا بد من وجود حدث أو فكرة في أي رواية تذكرني أنني قرأتها من قبل أو تستدعي تأملا فكريا أو نقديا وردني وأنا أقرؤها، وهذا ما لم أجده في هذه الرواية.. هذا جميل، إذن فلأتسَلَّ بقراءة أجزاء منها قبل الإفطار يوميا، فهذا يعيد لي طعم رمضان حينما كنت أقرأ هذه الروايات قبل الإفطار في مراهقتي.
طبعا وجدتُ الكثير من الأخطاء العلمية في الرواية وهي شائعة عند كتاب الخيال العلمي كلهم وليست قاصرة على نبيل فاروق فقط.. على سبيل المثال لا الحصر:
اخترقت نشوى (ابنة نور الدين محمود) الحاسوب المركزي لتوجيه كل طاقة المولدات الكهربية في القاهرة الكبرى (وربما الجمهورية كلها) إلى جهاز التصغير لعكس عمله وإعادة تكبير أبيها وأمها مرة أخرى.. هذه فكرة سخيفة منتشرة في أعمال الخيال العلمي يقوم بها البطل أو الشرير لسحب الطاقة كلها واستخدامها لغرض ما.. وسأتجاهل هنا ما سبق أن قلته من أنه لا توجد دولة عاقلة تضع كل مولداتها معا في شبكة واحدة بهذا الغباء، وسأركز على نقطة أخرى: فحتى لو افترضنا أن هناك جهازا قادر على استيعاب كهرباء مصر كلها دون أن يتبخر، فيؤسفني أن أخبركم أن المهندسين يصممون أجزاء الشبكة الكهربية على أقصى حمل متوقع مع هامش أمان، ويختارون الكابلات والمحولات والقواطع على هذه الحسابات.. وبالتالي، فإن كل الكابلات في مسار تحويل الطاقة إلى البطل أو الشرير ستنصهر في الحال بمجرد مرور كل هذه الطاقة فيها، وستحترق المحولات وتنهار محطات الطاقة وتخرج عن الخدمة، ولن يصله أي شيء من الكهرباء التي يريدها :).
وأنا نيابة عن كل مهندسي الكهرباء، أعتذر لكتاب الخيال العلمي عن هذا الخطأ الفادح في التصميم، فالحكومة لن تسمح بتصميم أبراج الضغط العالي بحجم الجبال لتحمل كابلات سمك كل منها كيلو مترا على الأقل (بعرض قرية صغيرة) حتى تحتمل نقل الطاقة الكافية لتحقيق أغراض البطل أو الشرير!
وعلى كل كاتب خيال علمي أن يتعب قليلا في ابتكار حلول عملية لحبكته الدرامية، كتخليق نقطة تفرد singularity تسحب الطاقة من كون مواز لإمداد الجهاز باحتياجاته، أو تقوم نشوى مثلا باستخدام الجهاز لتصغير الشمس ثم تستخدمها كمصدر للطاقة لعكس عمله :D :D :D وحينها سيرفع لهم المهندسون القبعة ما داموا بعيدين عن تصاميمهم العملية :)
طبعا هناك عشرات التفاصيل الصغيرة غير المنطقية في الرواية، منها مثلا ترك جهاز التصغير ومخترعه بلا رقابة بعد التجربة الأولى التي أدت إلى تصغيره هو نفسه واختفائه، ومثل عدم محاكمة نشوى وسجنها بعد اختراقها شبكة الكهرباء وسرقة الكهرباء وقطعها عن الدولة كلها لعدة دقائق، ومثل خروج فريق أمني للبحث عن البكتريا الضخمة ومعهم فقط مسدسات الليزر بعد أن ثبت من أول مواجهة عدم جدواها!!
ولكن ماذا تتوقع وأنت تقرأ رواية أحد أبطالها (أكرم) الذي يصفه الكاتب في كل صفحة من كل رواية منذ أن انضم إلى السلسلة بالهجمية والجهل العلمي وكراهية التقنيات الحديثة رغم أنه مهندس بترول أصلا!!، بينما نور الدين مقدم المخابرات هو العبقري الذي يحل كل الألغاز العلمية الغامضة التي يعجز عن حلها العلماء المختصون!!
ما علينا.. نصل الآن إلى السطر الذي وضعت خطا تحته في الصورة المأخوذة من الرواية:
"قبل أن يتغير منهجنا، ونتخلص من سياسة حكم الفرد الواحد، وننضم إلى سباق العلم والتطور"
 
 
وهو كلام لم يكن فريدا من نوعه في كتابات نبيل فاروق، الذي طالما مجد صنم العجوة الديمقراطي وانتقد مبارك تلميحا أو تصريحا وتنبأ في ندواته بالثورة عليه قبل حدوثها بست سنوات على الأقل، ففوجئنا بأنه كان من أوائل من التهموا صنم العجوة بقضمة واحدة بعد أن جاءتهم الثورة بمن لا تهوى أنفسهم!

وبالمناسبة لم يختلف أحمد خالد توفيق عنه في هذا، إلا أن أحمد خالد ندم وحاول في كل مقالاته أن يعلن رفضه لما آلت إليه الأمور.
وأؤكد بعد كل هذا النقد أنني أنا لا أنكر دور روايات ملف المستقبل و ع×2 وكوكتيل 2000 وباقي كتابات نبيل فاروق في تشكيل عقليتي العلمية والنقدية وحبي للعلم والهندسة والقراءة والثقافة، ولكن مستوى سلسلة ملف المستقبل هبط بشكل مريع بعد العدد 100 وصارت تجارية بحتة مليئة بالتطويل والعنف والأفكار الساذجة والمغالطات العلمية، وهي من سمات الشيخوخة التي تصيب أي كاتب مع تقدمه في العمر واضطراره للاستمرار في الكتابة بنفس الغزارة لإشباع السوق!
وقد صاحب هذا التدهور تنازل نبيل فاروق عن كثير من مبادئه التي كان يرسخها في أعماله الأولى، ربما لمغازلة السينما والتلفاز واتحاد الكتاب، وربما كان هذا نفس ما فعله أيضا في النصف الأول من رحلته، حيث كان يكتب ما يريده الناشر حمدي مصطفى رحمه الله، فلعلها كانت قيم هذا الرجل المحترم، تقمصها نبيل فاروق ببراعة في مرحلة من حياته، قبل أن يغير لونه تبعا للمصلحة، وهو ما تؤكده مواقفه السياسية المخزية الحالية!

صفحة الشاعر