المتابعون للمدونة

الأحد، 30 أكتوبر 2011

مرارة

لن أسامحك أبدا.. لأني سأظل أحبك أبدا!

موسيقى الشعر: 2- البداية

موسيقى الشعر العربيّ.. دروس مبسطة للهواة
بقلم: محمد حمدي غانم
 2- البداية
نبذة تاريخية
أخذ نبذة عن تاريخ الموضوع الذي تدرسه يزيل الرهبة ويجعلك تألفه وتتهيأ لاستيعابه.. كما أن الأمر لا يعدو كونه حدوتة شيقة، فلم لا تسمعها؟
والآن لكي نبدأ قصة العروض، ينبغي أن نعود إلى البداية الأولى.. بداية اللغة نفسها.. ثم بداية الشعر.

نشأة اللغة:
يقول سبحانه:
(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {33}) البقرة.
ويقول سبحانه:
(الرَّحْمَنُ {1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ {4}) الرحمن.
إذن فنحن الآن نعلم نشأة اللغة: كأسماء وبيان.. كألفاظ وبلاغة.. لقد تلقينا منحة إلهية مبدئية عند الخلق، سواء على مستوى الاستعداد البدني (أعضاء السمع والنطق، ومراكز السمع والنطق واللغة والإدراك في المخ) أو على مستوى اللغة نفسها كأسماء ودلالات وأساليب.. وكانت هذه الدفعة التي انطلق منها الإنسان في تطوره اللغوي والأدبي والفكري.

نشأة الشعر
ولكن.. كيف نشأ الشعر إذن؟.. هل تعلمه الإنسان منذ البداية أيضا؟
الأقرب إلى الظنّ أنّ الأمر بدأ بالجمل المسجوعة، حين احتاجَ الكُهّانُ إلى مناجاةِ الآلهةِ وكتابةِ الحكمـة، فأرادوا فتنةَ الناسِ بأسلوبٍ برّاق، فراحوا يُذيعونَ عليهم ما زعموا أنّه أسرارُ الغيب في جُمـلٍ مُقَفَّاةٍ مُوقّعـة (تسمى السجع، تشبيها لها بسجعِ الحمامة).. مثل هذه الجمل كانت تميل إلى استخدام الكلمات الغامضة والفضفاضة والتشبيهات الموحية، لإثارة خيال الناس والتأثير في مشاعرهم.. لعلها أشبه الآن بما يسمى زورا بـ "شعر النثر".
ولو شئت رأيي، فإن اتساق بعض هذا الكلام المسجوع مصادفة على نغمة معينة أمر تطرب له النفس، حتّى ليحاول المرء التزامه.. وأظنّ أنّ أوّل ما كان من الشعر كان يشبه شعر التفعيلة المعاصر، ونظرا لصعوبة حفظه بسبب خفوت موسيقاه، ضاع في عصور الشفاهة.. ثم استقام الأمر أكثر واكتمل البناء فظهر الشعر العمودي الموزون المقفى، والذي سهل حفظه بسبب موسيقاه ورونقه وطربه، وسهولة التغني به على إيقاعات الموسيقى.
ويُقالُ إنَّ الشعرَ العربي بدأ كلُّه ببحرِ الرجـز، تتغنّى به القوافـلُ على وقعِ أقـدامِ الإبل في الأسفار الطويلة "تَتَمْ تَتَمْ" (مُتَفْعِلُـن) ومنها أتَتِ التّفعيلةُ (مستفعلن).. وقد بدأ الشعرُ بالمقطوعات القصيرة، ثم كُتِبَ في صورةِ قصائدَ على يدِ (المهلهل) و(امرئ القيس) منذ أكثر من 150عاما قبل الإسلام.
طبعا كلُّـها افتراضاتٌ تحتملُ الصوابَ والخطأ، لأن الشعرَ العربي الذي وصلنا هو شعرٌ مُكتملٌ ناضج، لا يُمكنُ أن يكونَ هو بدايةَ الشعرِ العربيِّ على الإطلاق.
***
وقد كان العرب يكتبون الشعر بالسليقة، فيخرج موزونا مستقيم الموسيقى، بدون أن يرهقوا أذهانهم بقواعد يتعلمونها.. تماما كما كانوا يجيدون الكلام الفصيح بدون دراسة النحو والصرف، فكل هذه العلوم قُننت بعد ظهور الإسلام، عندما دخل الأعاجم الإسلام فبدأت سليقة اللغة تضيع، فانقطع علماء اللغة لجمع وتدوين قواعدها في النحو والصرف والإملاء.. والعروض كما سنرى.

نشأة العروض:


السبت، 29 أكتوبر 2011

وداعا أحمد الشربيني






لي مع الأستاذ أحمد الشربيني رحمه الله ذكريات كثيرة، فأنا أقابله في الندوات الأدبية منذ أكثر من 17 عاما في معظم أنحاء المحافظة.. كما أني كنت أواظب على حضور الندوة التي أسسها بنادي شباب الشعراء.
أما عن شعره، فيكفيني أن أقول إنني أطرب له، فهو يمتاز بالعاطفة الجياشة ولا يخلو من عمق الفكرة والنقد الاجتماعي.. ومن المؤكد أنه أثّر فيّ رغم أني كاتب فصحى في الأساس ومقل في العامية.. وقد كنت أقولها صراحة إنه الوحيد من الجيل القديم في قصر الثقافة الذي أطرب لشعره.
وقد كان أ. احمد الشربيني سريع البديهة، وتخرج منه صور وتشبيهات بديعة وطريفة أثناء تعليقه على الأعمال الأدبية.. وأذكر أننا كنا في قصر ثقافة دمياط منذ عامين، وقرأ علينا أحد الشباب قصيدة غير موزونة، فعلق البعض على كسر أو اثنين بها، فقال أ. أحمد بصراحة إن القصيدة تخلو من أي وزن نهائيا، وإنه من غير المنطقي الكلام عن أي كسور بها، وأشار إلى نافذة مفتوحة وقال:
- لا يمكن أن أقول مثلا إن هناك ثقبا أو اثنين في هذه المساحة!
وطبعا هذا تشبيه واحد فقط من سيل التشبيهات المبتكرة الذي تسمعه منه في جلسة واحدة.
لقد فاجأني موت أ. أحمد الشربيني بنفس قدر ما صدمني، فلأول مرة أكتشف أن عمره 63 عاما، فحيوته وشبابه المتجدد وقربه الحميم من جيل الشباب كانت تعطيني انطباعا دائما أنه لم يتجاوز الخمسين من عمره بأي حال من الأحوال!.. لقد كان من أولئك المحظوظين الذين يستطيعون الاحتفاظ بجذوة حماسهم وحيوتهم متوهجة رغم مرور الزمن، دون أن يتراكم عليها رماد السنين وهموم الحياة.
رحمك الله يا أ. أحمد الشربيني.. ستظل ذكرياتك حاضرة معنا دائما.

إلقائي لقصيدة "الشهد المر"

هذا هو إلقائي لقصيدة "الشهد المر":



وقد سبق نشرها مكتوبة هنا:

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

موسيقى الشعر.. 1- مقدمة

موسيقى الشعر العربيّ.. دروس مبسطة للهواة
بقلم: محمد حمدي غانم
1- مقدّمة
تهدفُ هذه الدروسُ إلى شرحِ موسيقى الشعرِ بأسلوبٍ مبسّطٍ، لمحبّي الشعر..
ولكن قبل أن نبدأ، علينا أولا أن ندلي بدلونا في قضيّة هامّة، تتعلّق بما إذا كانت هناك جدوى من تعلّم موسيقى الشعر أم لا.
فمنذ ظهور الحركات الفوضويّة والعبثيّة، انقلبت موازين الفنون والآداب ـ بل والدين نفسه والحياة كلّها ـ رأسا على عقب، وظهرت تيارات ترفض كلّ قديم وتدعو إلى كلّ بدعة.. وتدريجيّا بدأت تظهر مدارس شعريّة تدعو إلى التحرّر من الشكل العمودي ذي البيتين، والتحرّر من القافية، ثمّ التحرّر من الوزن، ليصير الشعر مجرّد كلمات نثريّة عاديّة، وذلك بدعوى تحطيم القيود وإتاحة المجال للشاعر لكي يحلّق في آفاق الإبداع.
هنا يجب ملاحظة ما يلي:
1-  إنّ الإبداع صنو الإعجاز.. بمعنى أنّني أعجب بك لأنّك تستطيع أن تفعل ما لا أستطيع أن أفعله.. فلو رأيت رجلا يمشي على الأرض فهذا عادي، ولكن لو رأيته يمشي على حبل فهذا مدهش.. ولو لعب حركات بهلوانيّة على الأرض فهذا مبهر، ولكن لو لعبها فوق الحبل فهذا مذهل!.. هذا هو الأمر نفسه بالنسبة للشعر، فهناك من يتكلّم، وهناك من يتكلّم ببلاغة.. هناك من يتكلّم كلاما موسيقيّا لكنّه عاديّ، وهناك من يتكلّم كلاما موسيقيّا جميلا.. هناك من يضمّن كلماته فكرة، وهناك من يحمّل موسيقاه عاطفةً وقضيّة.. وكلّ على حسب عبقريّته.
2-    من يدّعون أنّ "القيود الموسيقيّة" ضدّ الإبداع لا يفقهون شيئا عن قدرات المخّ البشريّ.. ولو عمّمنا دعواهم هذه، لما سار إنسان على قدميه، ولما فاه بحرف!
هل نسيتم المجهود المذهل الذي بذله آباؤنا ليعلّمونا الجلوس، ثمّ الحبو، ثمّ الوقوف، ثمّ الخطو، ثمّ المشي، ثمّ الجري؟
هل نسيتم كم من أوقات أمضتها أمهاتنا تعلّمنا كيف ننطق الحروف ثمّ الكلمات، ثمّ الجمل، وكم من السنوات الدراسية أمضيناه لكي نتعلم كيف نصوغ جملا فصيحة سليمة؟
إنّ كلّ شيء نفعله في حياتنا هو عمليّة في غاية التعقيد، بذلنا سنوات لنتقنها.
هل تدري كمّ العمليات المعقّدة التي يقوم بها المخّ البشريّ لكي تخطو خطوة واحدة؟
في البداية تفكّر في الحركة، وتوجّه بصرك نحو الموضع الذي ستخطو إليه، حيث تقدّر الطاقة اللازمة لدفع قدمك إلى هناك (وذلك بناء على تجارب سابقة كثيرة في تقدير الأبعاد)، ثمّ تتّخذ القرار، فيعطي المخّ إشارة لعشرات العضلات في رجلك لتحرق جزءا من مخزونها من الغذاء، لتتولّد الطاقة اللازمة (مع توجيه الرئتين لتوفير الكمّيّة اللازمة من الأكسجين لحرق هذا الغذاء، والقلب لضخ الدم المناسب لحمل هذا الأكسجين إلى العضلات وتخليصها من فضلات عملية الاحتراق)!!
أعتقد أنّ الإخوة دعاة التسهيل، لو فكّروا في كلّ هذا التعقيد، لاختاروا على الفور القعود في أماكنهم، دون أن يتحرّكوا خطوة واحدة!!
3-  كما أنّ الشاعر لا يفكّر أبدا في الموسيقى وهو يكتبها.. إنّها تأتي تلقائيّة منسجمة مع ما في ذهنه من أفكار ومعاني.
ولكي تتخيّلوا ذلك، يجب أن ألفت انتباهكم أكثر إلى قدرات المخّ البشري:
فالمرأة التي تتعلّم أشغال الإبرة (التريكو)، تَخِزُ أصابعها بالإبرة مرارا وتكرارا، رغم أنّها تركّز بكلّ حواسّها في هذه العمليّة.. ولكن مع شهور من التدريب، نجد أنّها تغزل التريكو بمهارة وسرعة فائقتين، بينما هي تتابع ببصرها التلفاز، أو تتحدّث مع ابنتها!
مثال آخر أقرب صلة: الكلام العاديّ الذي نقوله في أيّ نقاش:
هل تتصوّر أنّ تفوّهك بهذا الكلام عمليّة في غاية التعقيد؟
فأنت تكوّن معنى في ذهنك، ثمّ تبحث من بين ملايين الكلمات في ذاكرتك عن الكلمات التي تخدم هذا المعنى، محاولا صياغتها في إطار لغوي مفهوم للطرف الذي تخاطبه.. علما بأنّ كلّ كلمة لديك لها أكثر من معنى، وأكثر من إيحاء.. تذكّر كيف كنّا نكّون الجمل بصعوبة في طفولتنا، وكيف كنّا نخطئ في مدلولات الكلمات (كأنّ يقول الطفل مثلا: لقد رأيتك غدا!).
كلّ هذا يفعله المخّ البشريّ في أجزاء ضئيلة من الثانية، بحيث لا ينتبه محدّثك إلى أنّك قد تأخّرت في الردّ عليه.
يا صديقي: حتّى كتابة النثر العاديّ هو في حدّ ذاته معجزة، لأنّك تحاول أن تختار كلمات مناسبة للفكرة، تصوغها في نسق يحققٌّ التالي:
-       يعطي معنى منطقيّا.
-       يحافظ على قواعد الصرف والنحو.
-       يكون بليغا.
-       يكون مبتكرا (لو كنت مبدعا).
وهي عمليّات ذهنيّة في غاية التعقيد، لم يتّضح مدى تعقيدها إلا حينما حاول المبرمجون وعلماء الكمبيوتر محاكاتها برمجيّا!.. وما زالوا عاجزين حتّى الآن عن أن ينتجوا برنامجا يفهم المعاني، أو يترجم ترجمة غير حرفية من لغة لأخرى!
فهل لو أضفنا بُعدي الوزن والقافية، نكون قد حبسنا عبقريّتنا وقيّدنا إبداعنا؟
لا بالطبع..
لأنّ كلّ ما نفعله، هو ببساطة استغلال قدرة المخّ البشريّ على التدرّب، ليصبح الوزن والقافية شيئا عاديّا تماما بالنسبة لنا، مثل المشي والكلام بل وأسهل.
أظننا الآن متفقون على أهمية دراسة موسيقى الشعر.. وأحب أن أطمئنكم مجددا إلى أن هذه الدروس تهدف إلى تدريب الهواة على موسيقى الشعر، أكثر من تلقينهم مصطلحات علم العروض.
نفعكم الله بها.

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

الفرصة الضائعة

الفرصة الضائعة

لم تكوني بالذكاء الذي تتصورينه يا صغيرتي!
كان يجب أن تتركيني أقترب منكِ لأعرف عنك ما أريد معرفته.. فبدون هذا يظل الحب عندي مجرد خيالات هائمة وأشعار حالمة!
لكنك للأسف، ضيعتِ وقتي ووقتك دون أن نبرح خانة الصفر، ولم تنتبهي إلى أن معاييري العقلية الصارمة، أقوى من طوفان مشاعري مليون مرة!
قَطْ ظللتِ تدفعينني إلى خانات مسدودة واختيارات خاطئة، حتى تبدد حماسي وغامت رؤاي وتسربت آخر أحلام شبابي، وصرتُ عاجزا عن أشاركك إلا يأسي وإحباطي!
فهل كان ذنبي أنك لم تفهميني جيدا؟
أم أن ذلك كان بسبب الحواجز التي وضعتِها أنتِ بيننا، فحجبت عنك من أنا، وحجبت عني من أنتِ؟
خسارة فعلا.. كنا قاب قوسين أو أدنى من أن نكون معا.. لكنك رأيت هذا أسهل من أن يتحقق دون أن تعذبي نفسك وتعذبيني!


قسوة

لم تعرفي الضعف يوما..
لهذا لن تعرفي الحب أبدا!

لستِ أنتِ

لستِ أنتِ

لستِ أنتِ
في جحودكِ لستِ أنتِ
في بحورٍ من دموعي ما عبرتِ
في المتاهةِ بابتعادكِ قد غزلتِ
في شجوني، في جنوني إذْ رحلتِ
لستِ أنتِ
ما عرفتُكِ منذ أن بدّلتِ ثوبَكْ
ما عرفتُكِ منذ قد جلّدتِ قلبَكْ
ما عرفتكُ بعد أن أنكرتِ حبَّكْ
قد جهلتُكِ حينما بعثرتِ حبي

كلُّ ما أدريه أنَّ بريقَ هذا الوجهِ زائفْ
كلُّ ما أدريه أن الموتَ بالإعصارِ زاحفْ
كلُّ ما أدريه أن الحلمَ مرتعشٌ وخائفْ
كلُّ ما أدريه حقا ذاكِ أنكِ لستِ أنتِ

فلتجيبي:
كيف قلبُكِ قد أطاعكِ حينَ صدقَ الحبِّ خُنتِ؟
كيف هان عليك قلبي، عندما عنّي رحلتِ
كيف كلُّ الحبِّ مات؟
أنت قلتِ الحبُّ مات!
أنت سَنَّهْـتِ  الرحيقْ
أنتِ لغّمتِ الطريقْ
أنتِ من ألقيتِ عقلي في ضبابٍ، لا يفيق
والسفاسفَ كيفَ رُمتِ؟
هل بحقٍّ كنتِ أنتِ؟
صدقيني لستِ أنتِ
صدقيني أنتِ متِّ
في فؤادي أنتِ متِّ
بين آلامي دُفنتِ
فالوداعَ بلا رجوع

محمد حمدي غانم، 1995

ملحوظة للمهتمين بعلم العروض:
أستخدم في هذه القصيدة أحيانا التفعيلة "فاعلاتكَ"، وهي من تفعيلات بحر مهمل يسمى المتوفّر (فاعلاتكَ فاعلاتكَ فاعلاتكَ) موجود على دائرة المؤتلف مع البحر الكامل والبحر الوافر.. وأعتبر أن التفعيلة فاعلاتن هي زحاف يلحق بهذا البحر.. لهذا أرى أن العلاقة بين (الرمل والمتوفر) تشبه إلى حد بعيد العلاقة بين (الكامل والرجز) و(الوافر والهزج).. شخصيا أذني تستسيغ التفعيلة فاعلاتك جدا وهي تبسط الأمور، لدرجة تجعل من المستحيل علي أن أكتب على الرمل، إلا إن تدخلت بعد كتابة القصيدة لتحويل كل مقطع تأتي فيه التفعيلة "فاعلاتك" إلى تفعيلة الرمل "فاعلاتُ".. هنا لم أحب أن أفعل هذا، وفضلت أن أترك القصيدة على البحر المتوفر كما كتبتها.

فقد

كان يمكنك أن تشعلي النار في جمر حماسي الذي خمد.. وكان يمكنني أن أطيب جرحك وأمسح دموعك.. لكنك اخترتِ أن يواصل كل منا طريق حزنه وحيدا!

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

عتاب

عتاب

حبي:
أيُّ شرٍّ قد حداكَ كي تُمنّيني الخيالْ؟
أيُّ وهمٍ ذاكَ أقفو في لياليكَ الطِّوالْ؟
ثُمَّ أيُّ رجيمِ هجرٍ قد أذِنتَ به لحربي؟
فلتلبي
أين جناتُ الوصالْ؟

هل علمتَ بأن بدري قد تبنّاه الخسوف؟
هل علمتَ بأن شمسي قد تناءت في عُـزوف؟
أو علمتَ بأن يأسي باتَ يُقعي الآنَ قربي؟
يا لقلبي!
لا يرى إلا الحُتوف!

محمد حمدي، 1994

لمن الملك اليوم يا ملك ملوك أفريقيا؟


مشهد نهاية القذافي مؤلم للغاية لمن كان له قلب، ففي النهاية نحن بشر ولسنا وحوشا مثله، ويجب ألا تجرفنا شهوة الانتقام إلى التلذذ بتعذيب البشر مهما أجرموا (وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة).
ولكنه في نفس الوقت مشهد فيه عظة لكل متجبر أو مشروع متجبر، يظن أنه سيفلت من العقاب في الدنيا (وبعضهم لا يؤمن بالآخرة أصلا)!
هذه نهاية طبيعية لطاغية فاجر، ارتكب في حق شعبه والكثير من شعوب العالم ما نعرفه وما لا نعرفه من الجرائم، ونام آمنا مكر الله، غافلا عن دعاء المظلومين عليه في جوف الليل، وكأنه لم يسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللَّه حجاب)
(ويقول الله جل جلاله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)
فليكن الدرس الذي نتعلمه معا الآن، هو أن الشعوب أقوى من طغاتها، وأن الله أكبر من القوى العظمى وواضعي الخطط العالمية.. وفي لحظة ما، لا بد أن يعتدل الميزان ويقام العدل، مهما طال عهد الظلم والفساد.

الأحد، 23 أكتوبر 2011

إلقائي لقصيدة "القاسية"

هذا هو إلقائي لقصيدة "القاسية":



وقد سبق نشرها مكتوبة على هذا الرابط:


وتتهاوى العروش



لو كان لباقي الحكام العرب وصبيانهم من العلمانيين عقل، فربما يفيدهم هذا المقال:

السبت، 22 أكتوبر 2011

عذاب الذكريات

رغما عني، أعاني أعراض انسحاب حادة مؤلمة، فقد انقطعت عني كل أخبارها فجأة بعد طول إدماني لها!
سأحتاج للكثير من الوقت حتى أصفي منها دمي!

الزهرة الأخيرة

الزهرة الأخيرة

أرجوكِ..
ليس عندي سوى زهرةٍ وحيدة تناضل للبقاء منذ أن طغى الخريف..
فلا تنزعيها مني بمثل هذه القسوة.
إنها حلم أعيش عليه.
رحيقها ـ أو باقي رحيقها ـ مخدر آلامي.
أوراقها ـ أو باقي أوراقها ـ كتاب ذكرياتي.
وهي هي كلها ـ أو ما بقي منها ـ حياتي.
فأرجوكِ.. لا تنزِعيها مني..
إذن لانتزعتِ روحي، وانتزعتِ قلبي، وما أبقيتِ.
ستتركينَ مكاني فراغا خاويا معدما بحجم الألم..
فوقه تحلّق علامة استفهام كبيرة كأنشوطة إعدام..
نقطتها دمعة قانية من نزيف قلبي..
وتحتها لحد يفتح ذراعيه مُرحبّا يُفضي إلى الجحيم.
أرجوكِ دعي لي زهرتي..
أنا لستُ على استعداد لأفقد آخر أمل في حياتي، بكلمة قاسية منكِ، تهوي على أحلامي كالطعنة القاتلة.
فدعيني أحلم..
دعيني أعِش في حضن الزهرة، أتمثل فيها بسمة فرح لم يقدّر لها يوما أن تكتب على شفتي في حبك!
دعيني أخدع نفسي وأصدق وهمي وأشطط في خيالي وأشطح للمستحيل، دون وازع من عقل أو تفكير..
دعيني أطِر بلا جناح.. بلا سماء.. حتى لو كبلتني أثقال وجبال!
يهددني السقوط نعم، ولكنّ الأفق يجذبني إليه مع وعد بنجاة.
إذن دعيني أسعَ للوعد..
ودعي لي الزهرة..
لعلي أهديها لكِ يوما إذا أدركها الربيع!

محمد حمدي
1995

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

صحاري الوهم

حينما طلبت منها أن تحمل عني جبال همومي، طمأنتني أنني أستطيع أن أحطم وجعي على صخرة تحملها ولا أبالي.
لقد أذنبتُ بالتأكيد حين صدّقتُها، فقد كانت أقل نضوجا وأكثر هشاشة من أن تحتمل حتى أحلامي!

الخميس، 20 أكتوبر 2011

إلقائي لقصيدة "أنا وهو"

إلقائي لقصيدة "أنا وهو":


سبق نشر هذه القصيدة مكتوبة هنا:


الله أكبر، هلك القذافي



(فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ)


هل يتعظ باقي الطغاة؟

سذاجة

 أكدت له أكثر من مرة أن كتاباتها هي من وحي خيالها، وليست موجهة لأي أحد.. كانت بارعة جدا في براءتها لدرجة أنه اضطر إلى تصديقها!

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

جنون

المجنون: هو شخص يفهم الأمور بمنطق يخالف ما اتفق عليه الناس.. بسبب هذه الحقيقة البسيطة، كان الجنون أول تهمة يوصم بها الأنبياء والمصلحون والمفكرون والمبدعون!

سقم

من النساء من تستخدم أدوات التجميل، وتلبس الملابس غير المحتشمة، ثم تلعن الرجال إذا التهموها بنظراتهم!
ومنهن من تتودد إلى الرجال حتى يسقطوا في عشقها، ثم تتأفف وتتعالى عليهم إن حاولوا الاقتراب منها!
علم النفس يصنف هاته النساء ضمن الشخصيات النرجسية الهستيرية!

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

خريف

الدنيا خريف، والجو رهيف.. قفل لي على كل التخاريف :)
النسيم عليل الليلة، ودرجة الحرارة معتدلة.
الخريف فعلا أجمل فصول السنة في مصر.. على الأقل ليس فيه رياح الخماسين وترابها.

كلمة حق

الشاعر الحقيقي هو الذي يصدر عن تجربته، وينحت من شعره الخلود لصدق مشاعره، فما يخرج من القلب يصل إلى القلب ويستقر فيه.
أما الشاعر الذي يكتب ما لا يحس به حقيقية، ويفتعل الأحاسيس، فهو مخادع منافق، وعليه أن يحذر قوله تعالى في سورة الشعراء:
(وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ {224} أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ {225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ {226} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ {227})

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

خداع

ترى كم قلبا كسرتِ في غفلة وأنتِ تتلاعبين بمشاعر من عشقوك؟!!

مرآة الحقيقة

آسف لأنني خدشت تصورك الرائع عن نفسك.. ليس ذنبي أن مجرد وجودي في الحياة يذكرك بأنك لست ذلك الملاك الرحيم المخلص الوفي، الذي لا يمكن أن يتلاعب بعدة قلوب في نفس اللحظة!

الأحد، 16 أكتوبر 2011

أشـــــواك

أشـــــواك

قدّم إليها شوكة، فنظرت له مندهشة وسألته:
-       ما الذي يمكن أن أفعله بشوكة؟
قال لها:
-       نفس ما تفعله كلّ زهرة.. تدافع بها عن نفسها.
وابتسم مضيفا:
-       وأنت أجمل زهرة.. وأنا أوّل الطامعين!
وخزته بالشوكة، فتأوّه.. وضحكَت!
***
في اليوم التالي قدّم لها شوكة أخرى، فسألته مبتسمة:
-       هل ستصير هذه هديّة يوميّة؟
-       بالتأكيد!
-       ولماذا لا تفعل نفس ما يفعله كلّ المحبين على ظهر هذه الأرض؟
-       وهو؟
-       أن تحضر لي وردة؟
تنهّد قائلا:
-  لأنّ الوردة الوحيدة التي وجدتها، مزروعةٌ في قلب حقل من الأشواك، وعليّ أن أقطف لك منه كلّ يوم شوكة، إلى أن أصل يوما إلى هذه الوردة!
-       حبٌّ هذا أم جنون؟
-       ومنذ متى كان الحبّ عاقلا؟!
-       ألا تخاف أن تؤلمني؟
صمت متحيّرا دون أن يُحير جوابا..
ولكنّ خفقات قلبه الملتاثة كانت تصمّ أذنيها!
***
حدث ما كانت تتوقعه ويخشاه:
أدمتها أشواكه في النهاية.. ولمّا يَصِل بعدُ إلى الزهرة!
وفي غمرة غضبها، رشقته بكلّ الأشواك وتركته وذهبت..
رحلت بعيدا إلى بلاد كلّها مروج وبساتين.. حيث الحبّ لا يعرف الجنون!
أمّا هو، فقد بقي في حقل الأشواك حيث هو، ليعيش باقي حياته وحيدا.. مجرّد قُنفذ منبوذ!!
ولكنّ عزاءه الأخير كان زهرةً وحيدة.. لا تذبل أبدا.. ولا يصل إليها أحد!

محمد حمدي، 2004

أشواق وأشواك

من وحشة صمتكِ ينبت الصبار في قلبي وييبس الصبر

الحب وحده لا يكفي

لم تكن لدي قَطُّ ذرة شك في حبي لكِ.. لكني لم أصل يوما إلى القناعة الكاملة بأنكِ شريكة حياتي التي أبحث عنها!
كان عليك أن تفهمي هذا التناقض وتساعديني على حله.. لكنكِ فعلتِ عكس هذا على طول الخط!

السبت، 15 أكتوبر 2011

افتقاد

كل النساء بعدك بلا طعم يا سُـكّرتي!

د. محمد النشائي مرشح محتمل للرئاسة

العالم المصري د. محمد النشائي مرشح محتمل للرئاسة

هل تعلم أن د. محمد النشائي ينوي ترشيح نفسه لرئاسة مصر؟

هل تعلم أنه أنسب المرشحين المحتملين حتى الآن، وأنه يركز على حل مشاكل مصر بالمنهج العلمي والمنطقي في التفكير، وأولوياته هي إصلاح الاقتصاد والتعليم والبحث العلمي، وإنشاء المشاريع العلمية والتقنية والصناعية؟
هل تعلم أنه ينتقد الديمقراطية الغربية ولا يأخذها على علاتها، ويحترم الإسلاميين، ويقدّر النصارى، وهو الأقرب إلى الليبراليين بحكم حياته وعمله في الغرب.. كما أنه يكره الجمود الأيدلوجي، ولديه المرونة الكافية لقبول أي حل منطقي لأي مشكلة يطرحه أي تيار حتى لو كان اشتراكيا أو رأسماليا أو إسلاميا؟
فهل تعلم أصلا من هو د. محمد النشائي؟
د. محمد النشائى عالم فيزياء شهير على مستوى العالم وهو مصرى الأصل، سافر إلى ألمانيا فى الخامسة عشرة من عمره ليستكمل تعليمه، وتخرج فى جامعة هانوفر الألمانية عام 1968، وعمل قرابة ثلاث سنوات في بعض الشركات العاملة في مجال تصميم الشوارع والكباري ثم ذهب إلى إنجلترا وحول مساره من دراسة الهندسة الإنشائية لدراسة الميكانيكا التطبيقية، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص من جامعة لندن....
عمل النشائي محاضراً في جامعة لندن ثم سافر للمملكة العربية السعودية ثم أمريكا ليلتحق بالعمل في معامل لاس آلاموس، وهناك تحول للعلوم النووية، وبعدها انتقل لجامعة كمبريدج، واستطاع بعد قيامه بالعديد من التجارب والأبحاث تصحيح بعض الأخطاء والمفاهيم العلمية التي حوتها نظرية النسبية العامة لأينشتين، ثم قدم نظريته الشهيرة التى أطلق عليها نظرية «القوى الأساسية الموحدة» وظل النشائى يعمل أستاذاً بقسم الرياضيات والطبيعة النظرية بجامعة كمبريدج ببريطانيا لمدة 11 عاماً، نجح خلالها في تأسيس أول مجلة علمية في العلوم غير الخطية وتطبيقات العلوم النووية، وتصدر هذه المجلة في ثلاث دول هي أمريكا وإنجلترا وهولندا.
وقد أحدثت أبحاث النشائى ثورة في مجالات العلوم بما فيها العلوم الذرية وعلوم النانوتكنولوجي التي تدرس في المنطقة المحصورة ما بين العلوم الذرية والعلوم الكيميائية، كما استخدمت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أبحاثه في بعض تطبيقاتها، وقام مركز الفيزياء النظرية التابع لجامعة فرانكفورت الألمانية، والذي يعد أكبر وأشهر مراكز الأبحاث الطبيعية في أوربا بتكريمه كأستاذ متميز لدوره في تطوير نظرية يطلق عليها اصطلاحيا «الزمكان كسر كانتورى» نسبة إلى العالم الألماني جورج كانتورى.
وللنشائي عدد ضخم من الأبحاث المنشورة في مجلات علمية دولية لها تطبيقات مهمة في مجالات الفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات، وقد أوردت الجمعية الأمريكية للرياضيات أكثر من مائة بحث من أبحاثه، في حين أن متوسط عدد الأبحاث التي أوردتها المجلة نفسها لأي من العلماء المتخصصين لا يزيد على العشرين بحثاً، وهو ما دفع علماء نالوا جائزة نوبل في الفيزياء لترشيحه أكثر من مرة لنيل الجائزة نفسها.وقد أحدثت أبحاث النشائى ثورة في مجالات العلوم بما فيها العلوم الذرية وعلوم النانوتكنولوجي التي تدرس في المنطقة المحصورة ما بين العلوم الذرية والعلوم الكيميائية، كما استخدمت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أبحاثه في بعض تطبيقاتها، وقام مركز الفيزياء النظرية التابع لجامعة فرانكفورت الألمانية، والذي يعد أكبر وأشهر مراكز الأبحاث الطبيعية في أوربا بتكريمه كأستاذ متميز لدوره في تطوير نظرية يطلق عليها اصطلاحيا «الزمكان كسر كانتورى» نسبة إلى العالم الألماني جورج كانتورى.
ألا تستحق مصر رئيسا كهذا، لينقلها من ضيق أفق الحكام العسكريين، إلى رحابة فكر العلماء المبدعين؟

صفحة الشاعر