أهم أقسام المدونة

الصفحات

الاثنين، 31 مارس 2014

تقطيع أسهل للبحر الخفيف والبحر المنسرح


تقطيع أسهل للبحر الخفيف والبحر المنسرح 

منذ سنوات، وأنا أتحاشى الكتابة على البحر الخفيف، على الأقل في صيغته الكاملة (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن) فهو مربك لأذني وليس خفيفا علي الإطلاق!

لكن لسبب ما جاءتني قصيدة "الأمنيات سؤال" على البحر الخفيف، فكتبتها على الصيغة (فاعلاتن مستفعلن فعلاتن).

ثم راودني سؤال موسيقي عماذا سيحدث لو أضفت سببا خفيفا في بداية الشطر، لأجعل أذني أكثر راحة مع الموسيقى؟

وقد جربت هذا، لأحول القصيدة بقليل من التعديلات إلى صيغة رائعة من البحر المنسرح.

هذا البحر في صيغته الرئيسية "مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن" مربك جدا بسبب التفعيلة مفعولاتُ، فهعي تفعيلة طويلة وتنتهي بمتحرّك، وهذا ما جعله يكاد يكون مهملا وتندر الكتابة عليه.. لكني في هذه التجربة اكتشفت أن ترفيل هذا البحر بزيادة "فع" في نهايته مع استخدام الزحاف "مستعلن" سيحوله إلى "مستفعلن مفعولاتُ مستعلاتن" وهو ما يكافئ: "مستفعلاتن مستفعلن فعلاتن" وهي صيغة راقصة وسهلة جدا عند الكتابة عليها!

وبالنسبة لمن لا يريدون ترفيل التفعيلة الأخيرة، يمكنهم الكتابة على الصيغة:

مُستفعلاتنْ مستفعلنْ فعِلنْ

أو: مُستفعلاتنْ مستفعلنْ فاعِلنْ

في الحقيقة لقد أجحف العروض العربي التفعيلة "مستفعلاتن" حقها (وشقيقتها متفعلاتن)، فهي تفتح أبوابا موسيقية رائعة.. وقد سبق أن كتبت قصيدة "أذوب شوقا" على وزن "متفعلاتن متفعلاتن متفعلاتن" حيث أقول في مطلعها:

طيورُ رُوحي إذا تَراها تَهيمُ عِشقا
ودِفءُ نبضي إذا تولّتْ يصيرُ حَرقا
وبالبحث وجدت أن "مستفعلاتن مستفعلاتن" هي صيغة بحر تركي كتب عليه بعض الشعراء العرب، ومنحه البعض اسم "البحر اللاحق"، وسمى البعض الصيغة "متفعلاتن متفعلاتن" باسم "بحر السمر"، ورآها البعض مجرد صيغة من صيغ "مُخَلَّع البسيط"، والحقيقة أنها صيغة أسهل وأرشق من التقسيم "متفعلن فاعلن فعولن"، كما أن مسار الصيغتين سيختلف مع عدد مرات تكرار متفعلاتن، واختلاف زحافات مخلع البسيط.

وهو ما يعيدني إلى بداية كلامي عن أن التفعيلتين مستفعلاتن ومتفعلاتن تقدمان تقسيمات موسيقية راقصة لبحور تبدو في تقسيمها الخليلي صعبة ومربكة!

كما أني أعدت النظر في تقطيع البحر الخفيف بدوره، لعل مشكلتي معه تكون نابعه من طريقة تقطيعه الخليلية، فاكتشفت صيغة مدجهشة له سهلة للغاية، وهي:

فاعلن فاعلن فعولن فعولن

والتي تكافئ (فاعلاتن متفعلن فاعلاتن)

مع قدرة فاعلن على التحول إلى فعِلن، وفعولن إلى التحول إلى فعولُ

وقد جربت التقطيع (فاعلن فاعلن فعولن فعولن) فكتبت عليه ببساطة، لأنه يجعل الإيقاع أوضح في الأذن:

أيها المُبْـتَلى بِحبِّ الجَمالِ

إنّها تَنتهي بدربِ المُحالِ

أستطبتَ إذنْ شرودَ الليالي

أم حلا لَذْعُهُ عذابُ الخيالِ؟

 

 

هناك تعليقان (2):

  1. اسمح لي يا صديقي
    تقطيعك لبحر الخفيف بهذه الصيغة
    فاعلن فاعلن فعولن فعولن
    هو إخلال بالبحر حيث أن زحافات البحر لا يمكن اعتبارها معياره الأساسي
    وخاصة أنك تضيع واسعا ربما يكون الأمر جيدا على مستوى الاستساغة الشخصية لشكل البحر وتسهيلا للكتابة عليه بعد الاستساغة ولكن على مستوى الكتابة العامة ربما يكون معرفة كل احتمالات التفعيلات يفتح المجال متسعا لكل الأذواق وعلى مستوى الدرس لا يصح التأصيل لزحاف بحر والبناء عليه حسب ما أرى .
    وأيضا بحر المنسرح تعلمه على يد الكتب النظرية كنظرية علماء القرآن والحديث فأن تلقي القرآن والحديث على يد كتاب يسمى القائم بها صُحُفيا وليس عالما فالعلم الأصلي شرعيا أو قريبا من الشرعي كعلوم العربية بما فيها الشعر كأصل لغوي مدروس وجب دراسته على عالم في فروع الدين وعلى شاعر أو أديب في فروع الأدب والشعر وكان الخروج بنظرية في العروض قائمة على الكتب وحدها دون الشعر هي نظرية فراغية قائمة في فراغها الخاص لو سمحت لي .
    في الختام أعتقد أن الشعر العربي هو صاحب النظرية وليس العروضيين ولا كتبهم وهي قليلة الإيضاح شديدة التقعير بعيدة عن الشعر في كثير من الأحيان .
    مع كل التمنيات بالتوفيق
    أخوك سامح

    ردحذف
    الردود
    1. لا أحد يمنعك من الكتابة على البحر في أي صيغة يا صديقي، لكني أختلف معك أن الصيغ الموسيقية المطردة تظهر أولا تم تتسع، مثل هذا بحر الرجز لأن أول ظهور على إيقاع الإبل متغعلن متفعلن ثم اتسع إلى مستفعلن، فمتفعلن اصل مستفعلن وليس العكس، وعلى هذا أرى أن فاعلن فاعلن فعولن فعولن هي أصل الخفيف ثم اتسع إلى فاعلن فالاتن فعولن فعولن
      حبذا لو حررنا خيالنا من صيغ الخليل، وأعدنا رؤية الإبقاع العربي بعين موسيقية.
      تحياتي

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.