المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 4 يونيو 2019

النازعات والناشطات


هل تدبرتم هذه الآيات الكريمة من قبل؟
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا {1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا {2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا {3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا {4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا {5} يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ{6} تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ {7} قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ {8} أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ {9} يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ {10} أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً {11} قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ {12} فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ {13} فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ {14})

هناك تفسيرات مختلفة لمعاني هذه الكلمات التي يقسم بها الله سبحانه وتعالى، وأغلب الظن أن المقصود بها الملائكة، فهي النازعات غرقا أي تنزع أرواح الكفار بشدة، وهي الناشطات نشطا أي تجذب أرواح المؤمنين برفق كحل أنشوطة الحبل، وهي السابحات والسابقات والمدبرات.. وهنا يأتي جواب القسم على أن الساعة حق والبعث حق: (يوم ترجف الراجفة .... قلوب يومئذ واجفة).

لاحظوا أن القسم ليس شرطا أن يكون في نفس زمن جواب القسمة.. بمعنى أن الله سبحانه يقسم بأشياء في الدنيا على وقوع أحداث الآخرة.. وهناك تفسيرات أخرى للنازعات والناشطات بأنها الكواكب والنجوم التي تغيب وتشرق وتبطئ وتسرع، وتسبح في الفضاء وتنتقل ظاهريا من بروج إلى بروج، وأنا أميل إلى هذا الرأي، لأن الله سبحانه في معظم آيات القرآن يقسم بأشياء يعرفها المؤمن والكافر ولا خلاف عليها كالليل والنهار والشمس والسماء والطارق... إلخ.. ليلفت النظر إلى ما في هذه الظواهر والأجرام من إعجاز في الخلق يثبت قدرته، ويوجب للعقل التيقن من صحة ما أقسم بها سبحانه عليه.

وعندي يقين أن هذه الآيات البديعة ما زالت تخفي أسرارا وإعجازا لم يتجل لنا بعد، فتدبروها:
((وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا {1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا {2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا {3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا {4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا {5})

صفحة الشاعر