أهم أقسام المدونة

الصفحات

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

لستِ أنتِ

لستِ أنتِ

لستِ أنتِ
في جحودكِ لستِ أنتِ
في بحورٍ من دموعي ما عبرتِ
في المتاهةِ بابتعادكِ قد غزلتِ
في شجوني، في جنوني إذْ رحلتِ
لستِ أنتِ
ما عرفتُكِ منذ أن بدّلتِ ثوبَكْ
ما عرفتُكِ منذ قد جلّدتِ قلبَكْ
ما عرفتكُ بعد أن أنكرتِ حبَّكْ
قد جهلتُكِ حينما بعثرتِ حبي

كلُّ ما أدريه أنَّ بريقَ هذا الوجهِ زائفْ
كلُّ ما أدريه أن الموتَ بالإعصارِ زاحفْ
كلُّ ما أدريه أن الحلمَ مرتعشٌ وخائفْ
كلُّ ما أدريه حقا ذاكِ أنكِ لستِ أنتِ

فلتجيبي:
كيف قلبُكِ قد أطاعكِ حينَ صدقَ الحبِّ خُنتِ؟
كيف هان عليك قلبي، عندما عنّي رحلتِ
كيف كلُّ الحبِّ مات؟
أنت قلتِ الحبُّ مات!
أنت سَنَّهْـتِ  الرحيقْ
أنتِ لغّمتِ الطريقْ
أنتِ من ألقيتِ عقلي في ضبابٍ، لا يفيق
والسفاسفَ كيفَ رُمتِ؟
هل بحقٍّ كنتِ أنتِ؟
صدقيني لستِ أنتِ
صدقيني أنتِ متِّ
في فؤادي أنتِ متِّ
بين آلامي دُفنتِ
فالوداعَ بلا رجوع

محمد حمدي غانم، 1995

ملحوظة للمهتمين بعلم العروض:
أستخدم في هذه القصيدة أحيانا التفعيلة "فاعلاتكَ"، وهي من تفعيلات بحر مهمل يسمى المتوفّر (فاعلاتكَ فاعلاتكَ فاعلاتكَ) موجود على دائرة المؤتلف مع البحر الكامل والبحر الوافر.. وأعتبر أن التفعيلة فاعلاتن هي زحاف يلحق بهذا البحر.. لهذا أرى أن العلاقة بين (الرمل والمتوفر) تشبه إلى حد بعيد العلاقة بين (الكامل والرجز) و(الوافر والهزج).. شخصيا أذني تستسيغ التفعيلة فاعلاتك جدا وهي تبسط الأمور، لدرجة تجعل من المستحيل علي أن أكتب على الرمل، إلا إن تدخلت بعد كتابة القصيدة لتحويل كل مقطع تأتي فيه التفعيلة "فاعلاتك" إلى تفعيلة الرمل "فاعلاتُ".. هنا لم أحب أن أفعل هذا، وفضلت أن أترك القصيدة على البحر المتوفر كما كتبتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.