أهم أقسام المدونة

الصفحات

الخميس، 22 ديسمبر 2011

حينما يدعي الفساق الشرف!!

حينما يدعي الفساق الشرف!!

قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)

كيف تصدقون أن من يدافع عن مايوه بنت البرادعي، والخمارات والمواخير والمراقص وشواطئ العراة وعاهرات الأفلام والأغاني المصورة، هم من ينتفضون الآن لأن فتاة مصرية تعرّت؟؟!
هؤلاء محرضون مجرمون مشعلو فتن، وكل من تبعهم في هذا التحريض بكلمة أو فعل، مسئول أمامنا وأمام الله سبحانه عن دم 15 قتيل و أكثر من 500 جريح سقطوا في هذه الفتنة.. فهل أنتم سعداء أن توصلوا مشكلة شاب ضرب، إلى مثل هذه المأساة؟
انظروا جيدا في بداية هذا الفيديو كيف تسبب جذب الشباب الصايع والبلطجية لهذه الفتاة من ثيابها إلى تمزيقها، وكيف يقوم ضابط الجيش في نهاية الفيديو بتغطيتها:


والآن فلنفكر معا في هذه الأسئلة:

س1: الرجال الأبطال الذين يظهرون في الفيديو وهم يهربون والفتاة خلفهم، وكل ما فعله أحدهم هو جذبها من يدها إلى أن تعثرت وسقطت.. لماذا لم يقفوا لمواجهة الجنود ليتيحوا لها فرصة للهرب حتى لو أدى ذلك إلى ضربهم هم؟.. هل هذه هي الشهامة والنخوة والرجولة؟!!

س2: ماذا كانت هذه الفتاة تفعل في وسط هذه المعمعة أصلا؟.. هل كانت تسب الجنود وتلقي عليهم الطوب؟.. وماذا تتوقعون رد فعل الجنود أمام هذا الاستفزاز والضغط النفسي والعصبي المتواصل وسقوط زملائهم جرحى؟

س3: إذا كان بعض المجندين أخطأوا في حق الفتاة، فقد قام الضابط بتغطيتها.. لماذا صار الكل ينبح ضد المجلس العسكري، وكأن المجلس العسكري هو من يحرك هؤلاء الأفراد بعصا ألعاب الفيديو؟.. ورغم هذا اعتذر المجلس العسكري وفتح تحقيقا في الواقعة.
ولماذا لم تذكر حسنة الضابط مثلما ذكرت سيئة الجنود (الذين هم في النهاية أفراد من الشعب المصري تم تجنيدهم لفترة وجيزة، وهم يعبرون في النهاية عن تربية المجتمع)؟.. أليس هذا هو التحريض وإشعال الفتنة بعينه؟

س4: هل الفتاة مساوية للرجل أم لا؟
إن قلتم نعم، إذن فما دامت تواجه الجيش كالرجل، فلتتحمل نتائج ذلك كالرجل.. الإسلام ينهى عن قتل النساء والأطفال في الحروب، لكنه أباح ذلك إذا تمترس وراءهم الأعداء.. أي أنّ المحارب الجبان الذي يختبئ خلف امرأة يهدر دمها!!
أما إن قلتم لا، الفتاة ليست مساوية للرجل، فالسؤال هو: لماذا إذن لا تجلس في بيتها معززة مكرمة، وتترك الرجال يصفون حساباتهم معا؟

س5: الجيش الإسرائيلي يجند النساء.. بماذا تنصحوننا حينما نواجههن في المعركة؟.. نقول لهن تفضلن بقتلنا لأننا رجال لا نقتل النساء ولا نضربهن، أم ماذا نفعل؟

س6: النساء اللاتي كن يخرجن مع الجيوش قديما، كن يتعرضن للقتل أو الأسر والبيع كإماء.. تلك قواعد تعامل بها حتى المسلمون.. فهل تقبلون بأن تتحمل من تواجه قوات الأمن نتائج تصرفاتها، فتضرب وتقتل وتسجن، مثلها مثل أي بلطجي؟.. أم تفضلون أن يجلس الرجال في البيت، ويرسلوا النساء لمواجهة قوات الأمن لأنهم لن يتصدوا لهن؟.. أم تفضلون إن يجند الجيش المصري بناتكم وأخواتكم لكي يتصدين لمثل هذه الفتيات؟!!

هذا الموضوع وهذه الأسئلة تهدف إلى شيء واحد:
لا تتركوا عقولكم تنجرف وراء عواطفكم، ولا تتسرعوا في إصدار الأحكام واتخاذ ردود الفعل، ولا تبنوا وجهات نظركم بناء على رأي طرف واحد، ولا تساهموا في التحريض والتهييج ودفع الناس إلى مصارعهم.
إننا في زمن فتنة وفوضى، والمؤامرات معلنة من أطراف عديدة يهمها تدمير الثورة المصرية وتحويلها إلى نهاية مأساوية لمصر وشعبها.. فتذكروا دائما أن تنظروا إلى الصورة الشاملة، ولا تُُعمِكم التفاصيل الصغيرة عمن يقف وراء الأحداث وإلى أين يريد أن يصل من ورائها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.