الفوضى ومصالح من يقفون وراءها

الفوضى ومصالح من يقفون وراءها

بات واضحا لي أن عيال الشوارع يحاولون فرض إرادتهم علينا، لإقناع الناس أنهم هم من يحرك البلد ومن يأتي بالحكومات ويعزلها، ومن يقرر المسار الذي يسير عليه البلد، أو ربما هم يحاولون إرضاء غرورهم ليقنعوا أنفسهم أن الشعب الذي لفظهم في الاستفتاء والانتخابات هو شعب جاهل فعلا كما اتهموه.

وللأسف: أنا أرى أنهم يؤدون إلى عكس ما يطالبون به عن جهل أو عمد، فهم السبب في مد الفترة الانتقالية من ستة أشهر إلى عام (الدستور أولا، والأحزاب غير جاهزة والشباب غير مستعد للانتخابات)، وبما يفعلونه الآن يمكن أن يهدوا كل المسار الذي سرنا عليه، لنبدأ عاما انتقاليا جديدا تحت رئيسهم المؤقت المزعوم الذي لم يختره الشعب ولن يدعم قراراته، لتستمر حالة الفوضى والصراعات والتردي الاقتصادي، الذي يتيح للفلول ومجرمي عصر مبارك مواصلة تهريب ثرواتهم وحرق أدلة إدانتهم، والعمل على إنجاح الثورة المضادة.

كما أن هذه الفوضى تهدف أيضا إلى إتاحة الفرصة لأمريكا وأوروبا والموساد لإيجاد طريقة تتخلص بها من التيار الإسلامي الذي بات واضحا أنه سيسطر على الشرق الوسط كله، بما يعنيه هذا من تراجع سيطرة الغرب علينا وخسارة ما ينهبه من ثرواتنا.

كما أن بقايا الطغاة العرب مستفيدون من هذه الفوضى أيضا، فلو ظهرت الثورة المصرية أمام شعوبهم بمظهر مبهر وحققت كل أهدافها، فستطيح بهم شعوبهم!