هكذا أتذوّقُك
مَن قالَ يا حسناءُ إنّي عاشقٌ؟
أناْ عاشقانْ:
قلبٌ يُهدهدُ حزنَ طفلةِ عمرِهِ
ويُذيقُها طعمَ الحنانْ
عقلٌ أسيرٌ سارَ مشدوهًا يَلُمَّ
الدرَّ يَزهو بينَ أفكارٍ حِسانْ
وأراكِ أنتِ مليكتي
مأسورةً في ليلتي
مكسورةً
مجروحةً
عيناكِ خائفتانْ
تَعدِينَ بينَ مواجعي
كغزالةٍ معزولةٍ في الغابِ،
تبحثُ عن أمانْ
مرعوبةٍ مني
لا تَبعُدي عني.. دعيني أقتربْ
ما فادَ من حبّي الهَـرَبْ
فأنا كمثلِكِ خائفٌ
أن تَحْطِمي قلبي وأنتِ تُودّعينَ
مواكبَ الأحزانْ
وأراكِ لا تَدرينَ عنّي أيَّ شيءٍ
ما علمتِ بأنّني أناْ صاحبُ الأشجانْ؟
لمّا سمعتِ القلبَ يشدو في غرامِكِ
بافتتانْ؟
وأراكِ رغمَ الغيمِ في غيبِ الزمانْ
تَبدينَ شاردةً وحاضرةً
وغامضةً وواضحةً
فأقولُ رغمَ تَمزُّقي:
عيناكِ نورستانْ
في زهوِ زهرِكِ يَغمرُ الدنيا
الربيعُ وترقصُ الأفنانْ
وأنا وأنتِ فراشتانْ
والحلمُ بستانٌ حَوالَينا سَـقَـتْهُ
يَدَانْ
أوّاهُ إني أعشقُكْ
أناْ هكذا أتذوقُكْ
خدّاكِ ضِحكاتُ "الجِيلي"
ويَروعُ قلبي نَقرتانْ
أعدو إليكِ لأجتلي
فإذا هما غمّازتانْ!
شفتاكِ كالكاكاوِ مازجَهُ الحليبُ
وهذه البسماتُ فيها النكهتانْ
وأنا كقطعةِ سُـكّرٍ، أَسكَرْتِنِي
فَسقَطْتُ في الفنجانْ!
مُترنحًا أطفو على سُحبِ البُخارِ
الحارِّ حُلوًا
ثم أهوي قُبلةً عَطشَى إلى النيرانْ
رغمي تُقلّـبُني مَلاعقُ حُسنِكِ
الفتّانْ
فأذوبُ شوقًا لستُ أعرفُ مَا أنا
ضاعَ الوجودُ تَماهَت الأكوانْ
تتناغمُ الأمواجُ بينَ نسائمِ
الأحلامِ حَيرَى
ليسَ في شهدِ الهَوَى شُطآنْ
وتقبّـلينَ الكأسَ فاتنتي
وتَرتشفينَ سُكَّرَ لذّتي في عشقِكِ
الولهانْ
فأذوبُ ثانيةً وثالثةً ورابعةً....
لآخرِ رشفةٍ في منتهى الإذعانْ!
ما عدتُ أعرفُ مَن أنا
أأنا أنا أم أنتِ؟
أم لسنا أنا أو أنتِ؟
أم قد ذابَ من فرطِ الهوى
الاثْـنانْ؟
فترفّقي حُوريتي بحبيبِ قلبِكِ إنّهُ
يَسرِي لديكِ الآنَ في الشِّريانْ
ما زالَ مِن أزَلٍ هناكْ
يَشتاقُ للقلبِ الملاكْ
يَنسابُ وَهْـنًا في كُراتِ دِماكْ
وبها كما الأطفالِ يلهو ضاحكًا
ويُبعثرُ الألوانْ
فتَضخُّهُ لرحابِ قلبِكِ نبضتانْ
فيَضيعُ في أحلامِهِ إذْ يَحتويهِ
حنانْ
هل أشرقَ البدرانِ في ليلِ الدُّجَى؟
هل أشرقَ البدرانْ؟
أم أنني مِن لَهفتي في مُنتهَى الهَذَيانْ؟
أم أنني في دهشةٍ تَجتاحني عينانْ؟
عيناكِ أجملُ كوكبٍ وأنا شِهابْ
لكنّني أدنو ولستُ أَهابْ!
أشتاقُ تأخذُني أسيرًا،
جاذبيّـتُكِ التي حتمًا ستسحقُني بلا
إرهابْ
وإليكِ أهوي لم أُفِـقْ
بالضوءِ ألمعُ في الأُفُـقْ
وأذوقُ نيرانَ الجَوَى
أناْ في غِلافِكِ أحترقْ
أجتاحُ ليلَكِ بالهَوَى
وبحُرقَتي أمحو السَّحابْ
أفنى ـ وأعرفُ ـ إنما
يكفي فؤادي أنني
أحيا بعينيكِ انعكاسًا حينما
في دهشةٍ شاهدْتِني
ألهو بأقواسِ الضياءْ
كي أرسمَ اسمَكِ في السماءْ
وأُضيفَ: "أهواها بلا أسبابْ"
اللهَ حينَ رأيتِني
فتلعثَمَتْ في دِفءِ قلبِكِ خفـقتانْ
وتوقّـفَتْ عن نهرِ حزنِكِ دمعتانْ
هل قد علمْـتِ الآنَ حقا أنّني
أناْ صاحبُ الأشجانْ؟
أوّاهُ إني أعشقُكْ
أناْ هكذا أتذوقُكْ
هل قد سمعتِ القلبَ يشدو في غرامِكِ
بافتتانْ؟
محمد حمدي غانم
4/2/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.