أهم أقسام المدونة

الصفحات

الثلاثاء، 19 فبراير 2013

كأنني أكتبها


كأنني أكتبها
إلى بطلة هاربة من أوراقي 

وأنا أكلمها، أشعر أني أكتب حوار أجمل قصصي..
هي تلك البطلة التي كانت تحاورني من سنوات في خيالي..
كأنها خرجت من خطوط قلمي.. كأني أنا من يضع على شفتيها كلماتها!
تيار مذهل من التناغم.. من التواصل الناعم.. من الراحة والسكينة.. كأني أكلم ذاتي التي تسكن حضني.
هل هي بهذه الروعة حقا؟.. أم أنها بارعة إلى حد أن تجعل من نفسها كل ما أتمناه؟
أم أنني أنا بجماليون الذي تحولت أبدع امرأة نحتها إلى أنثى تنبض بالحياة والدفء؟
أتراها غادرت للتو إحدى قصصي وقررت أن تتجسد لي؟
لكنها ليست قصة.. لا ليست قصة!
أنا أعرف أنها حقيقة أجمل من كل حقيقة، وأروع من كل قصة.. وأبعد من كل خيال!
حقيقة لم أرَها ولم أسبر أغوارها، تكاد لا تختلف كثيرا عن الوهم!
كأنها جاءت من نفس بلاد المستحيل التي تفتنني دوما وتعذبني.. وتلهمني.. وتسعدني وتشقيني..
فتصنع بذلك أجمل قصة وأروع قصيدة..
وتترك ألف تمثال لامرأة أجمل من كل الأساطير.. تصنع الأساطير..
وتذهب إلى حيث تولد الأقمار، وتمتزج العطور، وتصدح الطيور بأعذب القصائد، وتَذهَـلُ عقول الرجال دون قطرة خمر واحدة..
تذهب وتغيب في عليائها.. أبعد من كل ما تطوله يد أو يلمسه خيال..
تذهب وتبقى: ذكرى وفكرة.. قيدا وإبداعا.. دمعة وبسمة.. خوفا ولذة.. ومرارة ولذعة وحلاوة.
هذا المزيج الذي يصنع ذلك الشعور السامي المجرد، الذي قدره الخلود المعذب.
تذهب وتنسى قبل أن ترحل، أن تترك قلبا تعلق بأهدابها، وتركني وراءه شاخصا أنتظر هاهنا وحدي..
إلى الأبد! 

محمد حمدي غانم
19/2/2013

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.