نيل مصر في خطر
(6/6)
في الحقيقة، كل الأفكار السابقة هي مشاريع عملاقة، وهي تحتاج
إلى:
1- إرادة سياسية قوية. (تحقق بعد الثورة بفضل الله، بعد أن
تخلصنا من بلادة المخلوع ونظامه الديناصوري)
2- إدارة واعية علميا واقتصاديا (لأول مرة في تاريخ مصر،
صار لدينا رئيس مهندس حاصل على الدكتوراه أستاذ جامعة درس ودرّس في جامعات أمريكية
وله بحوث علمية)
3- تمويل ضخم، وهو غير متوفر، وإن كانت هناك طرق لجلب
استثمارات خارجية مع منحها نسبة من حق الانتفاع من هذه المشاريع، مثل شركات تصنيع
أو تجميع الخلايا الشمسية وأجهزة التكييف وآلات الري الحديثة والمواسير المستخدمة
لتغطية الترع والقنوات، ومحطات تحلية المياه... إلخ.
4- وعي شعبي، ليدرك الناس وخاصة الشباب ـ مخاطر مستقبلهم
القريب، لأن هذه المشاريع ستحتاج إلى أيدٍ عاملة وعمل شاق سيكون أحيانا في
الصحراء.. وأنا أنتظر اليوم الذي أرى فيه ملايين الشباب الذين تضيع الدولة أعمارهم
في تعليمها العقيم المهدر لميزانياتها والمفضي إلى البطالة، يُجنّدون إجباريا من
سن 18 عاما ليعملوا في هذه المشاريع العملاقة ويستصلحوا الصحراء ويبنوا مساكنهم
فيها.. وهذا أفضل تعليم وتدريب وعمل وخبرة يمكن أن يكتسبوها في حياتهم، وسيوفر لهم
المأكل والمسكن وفرصة الزواج والأمل في الغد، بدلا من أن نفاجأ في عقد أو عقدين من
الزمان بأننا نموت عطشا وجوعا ونهاجر جماعيا من مصر!
أما إذا استحال تنفيذ أي من المشاريع المذكورة أعلاه،
فعلى كل منا أن يتفرغ للعبادة، لنستعد للإبادة في أقرب فرصة، مع أول فيضان كاسح،
أو سنوات جفاف قاحلة، أو في حروب دموية في منابع النيل تستمر لعقود!!.. أو حتى مع
استمرار تجريف الزراعة والصناعة وزيادة البطالة في مصر وتلوث النيل زيادة السكان
واضمحلال فرص الحياة في دولة لا تنتج شيئا، وليست لديها أي فرصة لمواجهة تحديات
المستقبل!
محمد حمدي غانم
14/9/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.