صبغة الله وكتاب مرقوم
قال تعالى: (صبغة الله ومن أحسن
من الله صبغة ونحن له عابدون)
عندي تأمل في كلمة صبغة..
قال الأخفش وغيره: صبغة الله أي دين
الله.. وروى شيبان عن قتادة قال: إن اليهود تصبغ أبناءهم يهودا، وإن النصارى تصبغ
أبناءهم نصارى، وإن صبغة الله الإسلام.. وقال مجاهد: أي فطرة الله التي فطر الناس
عليها.. قال أبو إسحاق الزجاج: وقول مجاهد هذا يرجع إلى الإسلام، لأن الفطرة
ابتداء الخلق، وابتداء ما خلقوا عليه الإسلام.. وقال ابن عباس: صبغة الله أحسن
صبغة وهي الإسلام، فسمي الدين صبغة استعارة ومجازا من حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين، كما يظهر أثر
الصبغ في الثوب.
والآن إلى تأملي: توجد المادة
الوراثية للإنسان التي تحمل صفاته الفطرية على الكروموزومات، وترجمتها الحرفية
"الأجسام الملونة"، وتترجم بالعربية إلى "صبغيات".. أفليس
شيئا لافتا أن يسمي القرآن الفطرة صبغة (وواضح من تأويلات المفسرين أنها كانت
تسمية غير معتادة، اختلفوا في تفسيرها)؟
المعلومات في الصورة من كتاب
"العصر الجينومي" من كتاب عالم المعرفة.
ملحوظة:
عندي تأمل مشابه عن قوله
تعالى:
(كلا إن كتاب الفجار لفي
سجين، وما أدراك ما سجين، كتاب مرقوم)
و (كلا إن كتاب الأبرار
لفي عليين، وما أدراك ما عليون، كتاب مرقوم، يشهده المقربون)
الرقْم في لغة العرب هو
الصورة أو النقش (وقيل كتاب مرقوم أي مختوم).. أليس لافتا أن العرب سموا نقش
الأعداد أرقاما، ثم صارت تقنية الحاسوب اليوم تسمى بالتقنية الرقمية Digital.. هل سنرى
أعمالنا يوم القيامة مكتوبة فقط أم بالصوت والصورة؟.. هل هي مسجلة علينا ورقيا أم
رقميا، أم ما هو أحدث؟... الله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.