ليلى وأخواتها
(المسكوت عنه في نحو العشق)
أخواتُ ليلى قد أَطَشْنَ صوابي = أنَّى المَحَلُّ لهنَّ
مِن إعرابي؟
يَفْتِنَّ مُبتدأً ويُدعَى عاشقًا = يَجعلنَه خبرًا
بِلَيلِ عذابِ
أسماءُ عشقٍ جارحاتٌ للقلوبِ، طِلابُهنَّ مُضَيِّعُ
الطُّلاّبِ
أفعالُ أمرٍ ناصباتٌ للجَوَى = بجوابِهنَّ مَفَارقُ
الأصحابِ
ذاتُ العقولِ الناقصاتِ، فلا عَجِبْتَ وحُسنُهنَّ مُبدِّدُ
الألبابِ
رباتُ سحرٍ والخدودُ مصايدٌ = للمدّعينَ العقلَ مِن
أربابِ
فإذا نَصَبْنَ أَصَبنَ، إنَّ الفخَّ في الخجلِ البريءِ وبسمةِ
الأهدابِ
مَن قالَ "عدلٌ إنْ
تعادلَتِ القُوَى = وتصادمَ الإرهابُ بالإرهابِ"؟
في ضَعفِ ليلى قد تبدَّدتِ القُوَى = من نظرةٍ.. أخطأتَها
يا (شَابِي)!
طُعمٌ لذيذٌ مُهـلِكٌ صيّادَهُ = هذا الجمالُ برائعِ
الأثوابِ
***
أخواتُ ليلى عِشقُهنَّ مُصابي = يُسهِرنَ ليلِي إن أردنَ
عقابي
أدواتُ جرٍّ للغرامِ، وجرُّهنَّ إلى الهَوَى هُو غايةُ
الآرابِ
أتلومُ ليلى لو تَجرُّ حبيبَها = بالهُدبِ حتى ثَغرِها
العِنّابي؟
إن شئتَ نصبًا لاحتيالِ لقائها = جازَ اجتهادُكِ دونَ أيِّ
عتابِ
ووجوبَ رفعٍ للنجومِ، بوصفِها = إن شئتَ شِعرًا مُسكِرَ
الإطرابِ
أو شئتَ جَزمًا في غُموضِ شعورِها = فاسبقْ إليها زحمةَ
الخُطّابِ
للوَصْـلِ في لُغةِ الغرامِ سبيلُهُ = مَن سارَ، يومًا
بالغُ الأعتابِ
***
يا لائمي أنِّي طلبتُ سرابي = لم تَدرِ ما حالي وما
أسبابي
أَرَمَتْكَ ليلى بابتسامةِ ثَغرِها؟ = فَلأَوقعَتْكَ بِسحرِها
الخلاّبِ
وصريعُ ليلى مَن غَدَا في عشقِها = خبرًا يُعاني الشوقَ
باستعذابِ
والعشقُ أَغْرَى بي كما أغرَى بها = ما يَجمعُ الأحبابَ
مِن أغرابِ؟
لا تَسألنَّ القلبَ عن أخواتِها = هنَّ المَنايا
مُشرِعاتُ حِرابِ
مِن كلِّ فَجِّ أُنوثةٍ مُتفجّرٍ = في فتنةٍ يأتينَ
كالأسرابِ
وإذا خَطَرنَ على ضميرٍ غائبٍ = لَخَطَفنَ قلبَ المرءِ
دونَ إيابِ
متشكّلاتٍ مُشكِلاتٍ ساكناتٍ مائساتٍ قد ملأنَ خِطابي
وتَغارُ ليلى إن رأتْ أخواتِها = يَصبُبْنَ كأسَ الشِّعرِ
في مِحرابي
ليلى تُفضِّلُ أن تكونَ لِوحدِها = في جملةٍ مبتورةِ
الأعقابِ
إن تمَّ معنى القولِ قبلَ دُخولِها = جعلَتْه نَفيًا نافرَ
الأقطابِ
وإذا تلعثمَ للجمالِ مُريدُها = أَهْوَى إليهِ الشِّعرُ دونَ
حِجابِ
يا (ليلُ) عذرًا للحبيبِ فإنّه = في حبِّـكُنَّ
مُحَطَّمُ الأبوابِ
مَن للزهورِ وعطرِها لو أصبحتْ = متسلقاتِ القلبِ كاللَّبلابِ
قدَّمتُ عُذري فانعمي بقصيدتي = هيا إلى حِضني ولا
ترتابي
للعينِ شأنٌ، للفُؤادِ مُخالِفٌ = ما ضَرَّ حبَّـكِ
عابرُ الإعجابِ
لا عشقَ ـ غيرَكِ ـ صادقٌ في مهجتي = أنتِ المُنَى يا
أجملَ الأحبابِ
محمد حمدي غانم
13/7/2017
* في البيتين:
مَن قالَ
"عدلٌ إنْ تعادلتِ القُوَى = وتصادمَ الإرهابُ بالإرهابِ"؟
في ضَعفِ ليلى
قد تبدَّدتِ القُوَى من نظرةٍ، أخطأتَها يا (شابي)
أشير إلى بيت الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي:
لا عدلَ إلا إن
تعادلت القوى = وتصادمَ الإرهابُ بالإرهابِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.