اثنان في واحد (ليس برت بلاس)
(15)
ذهب الغطاطي ليطلب من النماس رغيفا..
لا أدري هل اتعظ النماس مما حدث له (خاصة أن البروز في
جبهته جعله أشبه بوحيد القرن العشرين!)، أم خشي من غضب الغطاطي (الذي يمكن أن
يجعله مزدوج القرنين العشرين والحادي والعشرين!!).. المهم أن النماس أخرج رغيفا
طازجا طريا هذه المرة، وأعطاه له صاغرا.
قلب الغطاطي الرغيف بين يديه ونظر له بغضب وهو يسأله
بصوت يجمد الدم في العروق:
-
ما هذا؟
ارتبك النماس، وقال خمسة آلاف حرف لا يوجد بينها كلمة "لماذا"
التي يريد قولها، فأمسكه الغطاطي من تلابيبه صائحا:
-
سألتك ما هذا؟
-
رررررررر.. غغغغغغ
-
رغاوي؟
-
رررررررر.. غغغغغغ
-
كف عن هذه الغرغرة وأخبرني.
-
ررررغيف.. رغيف.
-
أعرف أنه رغيف.. لكنه طري.
كاد النماس يغشى عليه وهو عاجز عن فهم سبب غضب هذا
الوحش، فقال ما يمكن ترجمته إلى:
-
ما هي المشكلة إذن؟
-
أريد رغيفا صلبا لأدرب أسناني على
القرمشة.
زاغت عينا النماس من خلف منظاره السميك وقال وهو يكاد
يبكي:
-
ليس لدي الآن أقسم لك.
زمجر الغطاطي فصرخ النماس، وهو يخرج صرة مفاتيح ضخمة من
جيبه:
-
هذه مفاتيح كل مخابئي السرية.. يمكنك
تفتيشها لو أردت!
شعر الغطاطي بصدق الفتى، فأشفق عليه ولانت ملامحه قليلا
حتى صار أشبه بالليث الوديع، وربت على كتف النماس بمخالبه، وهو يشعر بالندم
لإفزاعه، خاصة أن هذا الموقف ذكره بأنه فاز بمنصب وزير الداخلية في ترشيحات لعدد من
الطلبة لتولي بعضهم مناصب وزارية افتراضية، وهو الأمر الذي ساءه للغاية، فهو طيب
القلب ولم يستوعب لماذا رآه الآخرون مناسبا لمنصب كهذا؟
وانفجرت الدموع فجأة من عينَيْ أبي الغطاطي، فكادت تخترق
جسد النماس كالرصاصات، وهو يقول بزيئر ودود:
-
سامحني يا نماس.. لقد كنت أمزح معك
فحسب.
قال النماس وهو يشهق مصارعا الغرق تحت هذه الدموع
الغزيرة:
-
سسسس سامحتك.. سامحتك.
ابتسم الغطاطي بارتياح وتوقفت دموعه، فأشرقت الشمس
وزقزقت العصافير ورقصت الزهور طربا.
وكبادرة امتنان، وقع الغطاطي على إيصال استلام الرغيف
دون أن يجرؤ النماس على مطالبته بهذا أصلا، ثم ألقاه في فمه ـ الرغيف لا الإيصال
بالطبع ـ ليُجهِزَ عليه بمضغتين، والنماس يتابعه وهو يرتجف من الرعب، أو ربما من البرد
بسبب ملابسه المبتلة!
ونفض الغطاطي كفيه وألقى السلام مغادرا، ليذهب إلى أعضاء
فريق المهمة المستحيلة بحثا عن خطة جديدة.
***
سألت أبا الغطاطي بِحَيرة:
-
ولماذا لم تخبطه بإصبعك الأصغر على
رأسه خبطة خفيفة ليغشى عليه وتأخذ محمد ولي وينتهي الأمر؟
انتفض الغطاطي صائحا بغضب:
-
تريدني أن أصير بلطجيا؟
أسرعت هاتفا لأهدئ من روعه:
-
العفو يا أسد الآجام، يا سليل
الكرام وحارس بيض النعام.. يا مسعف الناس بالمناديل أثناء الزكام.. ولكن النافذة
الزمنية ضيقة، ويجب أن نهّرب محمد ولي منها قبل أن تنغلق على ذيله.
سمعنا عبر الطرقة بالخارج مواء محمد ولي المتألم..
كلاهما في الحقيقة كان يموء في ألم.. ضحك أحمد عزيز ضحكة متحشرجة قائلا:
-
لا تُلقِ التشبيهات جُزافا يا فتى..
المُشبّه هنا مبهم ويحتمل شخصين، وقواعد اللعبة لا تقبل غير الدقة.
أحنقني أنه على
حق، فقلت بلهجة شريرة:
-
ما بالك يا ابن عزيز تلقي الدعابات
السمجة كفقاعات الصابون التي تظهر في القصص المصورة؟
نظر لي أحمد عزيز في رعب، وأخذ يسعل والفقاعات تتطاير من
فمه، وعليها كلمات مثل:
-
أيها الوغد.. كف عن ممارسة هذا
السحر الشرير، وإلا سخطت عليك ربة الشعر وحرمتك من رحيق الإلهام.
يا له من مجرم!.. فهمت الآن لماذا صرت منذ أن توقفت عن
هذا السحر الشرير، أبحث عن الزهور وأشمها في نهم، وتخرج الكلمات من فمي كالشهد :D
***
إلى أن يجد الغطاطي وفريق المهمة المستحيلة حلا آخر،
دعوني أَحْـكِ لكم إحدى مغامراتي مع محمد ولي.
***
من شرفات المبنى في المدينة الجامعية، كنا نرى استاد
الجامعة الذي يقع خلف المدينة الجامعية.. وذات يوم ألححت على محمد ولي بأن نذهب
للعب الكرة في ملاعب هذا الاستاد بما أننا طلبة في الجامعة والدخول مسموح لنا
ببطاقة الكلية، فشاركني حماسي، وارتدينا الزي الرياضي، وخرجنا قبل المغرب بساعة
ونصف تملؤنا اللهفة.
لكن بعد أن خرجنا من باب الجامعة توقفنا متحيرين، وهو
يسألني:
-
غانم.. أين مدخل باب ستاد
الجامعة؟.. هل نتجه يمينا أم يسارا؟
قلت له بذكاء:
-
بما أنه وراء المدينة الجامعية
مباشرة، فلا يهم أي طريق نسلك.. لو درنا حول المدينة الجامعية من أي اتجاه فسنجد
المدخل.
-
إذن فلنسأل أحد العالمين ببواطن
الأمور.
قلت بكبرياء:
-
لا داعي لإظهار جهلنا للعوام.. نحن
أفضل من هذا.
-
إذا فلنلعب حادي بادي كرنب زبادي!
حدجته بنظرة جعلته يخجل من نفسه، ثم أشرت جهة اليسار،
فهز رأسه موافقا باستسلام.
كان المسكين يثق بي ثقة عمياء، وكانت أمية لم تتعلم لغة
برايل، وما زالت تخطو خطواتها الأولى المتعثرة في الحياة على غير هدى و....
-
كفى حرام عليك.. قطعت قلبي.. اهئ
اهئ.
-
مرحى ومرحبا بالقارئ المفقوع.
-
لا مرحى ولا مرحبا.. أخبرني باسمها
وعنوانها لأرى بم يمكن أن أساعدها؟
-
تساعد من؟!!
-
تلك الفتاة العمياء.
وأعترف أنه نجح لأول مرة في منحي لقب الكاتب المفقوع!
***
اخترت أن نتجه يسارا باتجاه الدقي بدلا من السير باتجاه
كلية التعليم المفتوح إلى منطقة بين السرايات.. على الأقل شارع الدقي أكثر رقيا،
ومن الجميل أن نستكشفه.
كنا غريرين لا نعرف خريطة المنطقة بعد، وبسبب هذا المسار
أخذنا جولة مررنا فيها حول كلية الفنون التطبيقية والسفارة (التشيكية على ما أظن) ثم
سرنا في شارع الدقي وانعطفنا إلى أول شارع جانبي بجوار مدارس الأورمان.. والحقيقة
أننا وصلنا بسرعة إلى سور ملاعب الجامعة، فنظرت إلى محمد ولي بخيلاء نظرة من يقول:
-
ألم أقل لك!
حدجني الفتى بنظرة ثقة وعرفان، وأسرعنا في سيرنا بحثا عن
البوابة.
لكننا ظللنا نسير بجوار السور لأكثر من ساعة دون أن نجد أي
بوابة!
سألنا أحد الشباب من سكان المنطقة فأجابنا بأن علينا أن ندور
حول حي الدقي كله ونلف حتى نعود إلى شارع المرور ومنطقة بين السرايات مرة أخرى!
قال محمد ولي في هلع:
-
ندور حول حي الدقي؟
ونظرنا إلى بعضنا صائحين بصوت باكٍ:
-
يا داهية دقي!
ومن مكان ما من المباني القريبة انبعثت أغنية الليلة
الكبيرة:
-
الوصفة سهلة.. قوي قوي.. الوصفة
هايلة.
حتى خِلْت أن الشاب سيقول لي:
-
مع السلامة يا أبو عمة مايلة!
لكنه أشفق علينا فأشار إلى بعض الصبية الذين يتسلقون
السور ويقفزون من فوقه قائلا:
-
هناك حل أسهل.. يمكنكما أن تقفزا من
فوق السور.. كل شباب الحي يفعلون هذا!
قال لي محمد برجاء وهو يكاد يسقط إعياء:
-
فلنقفز من على السور يا غانم.. أبوس
يدك!
كنت أتمنى أن أوافق على عرض تقبيل يدي.. السيطرة حلوة
أكيد!.. لكني صحت به في غضب:
-
تريدني أن أبيع مبادئي؟.. لا يسلم
الشرف الرفيع من الأذى حتى يأكل ويسمن ويترهل ثم يذبحوه فيراق على جانبيه الدم.
نظر لي ببلاهة قائلا:
-
ألا يبدو لك أنك تكبر الموضوع أكثر مما
يحتمل؟
جررته جرا لأستحثه على مواصلة السير وأنا أقول:
-
لا.. فالحقيقة أن عندي فوبيا من
القفز من فوق الأسوار، فلي تاريخ أسود في هذه المحاولات، ودائما يتم الإمساك بي،
لهذا توقفت عن المحاولة!
كانت حجتي داحضة، فبترت النقاش بترا، وتبعني الفتى مستسلما.
ورغم أنها كانت رحلة مرهقة، فقد كانت مسلية، فقد أطلقت
يومها التعليق الفكاهي الذي انتحر شخصان بسبب خفة دمه، ويستحق أن يسجله التاريخ
بحروف من ملوتوف.. فقد سألت أحد الشباب:
-
لو سمحت.. إلى أين ينتهي بنا هذا
الشارع؟
فأجابني:
-
إلى العجوزة.
فسألته بدهشة:
-
هل ما زالت على قيد الحياة؟
وقبل أن يستوعب عبقرية هذا التعليق، عاجلته بآخر:
-
لكن كيف تحتمل العجوزة في سنها هذا مجاورة
ضجيج الدقي؟
نظر لي ببلاهة، فقلت موضحا:
-
دقي.. دقي يا مزيكا!
حملق الشاب فيّ لحظة، قبل أن يضرب كفا بكف وحوقل وهو يسير
مبتعدا.
وهو رد الفعل الذي ما يزال يحيرني إلى اليوم!
***
درنا حول سور الملاعب كاملا دون أن نجد البوابة، وعدنا من
شارع المرور إلى كوبري ثروت، لنكتشف الحقيقة الصادمة:
البوابة كانت مجاورة لبوابة المدينة الجامعية لا يفضلهما
إلا مبنى التعليم المفتوح، ولو أننا كنا سرنا يمينا من البداية لما احتجنا لكل هذه
الرحلة المرهقة.
نظر لي محمد ولي نظرة من خاب أمله، وقال ساخطا:
-
لقد كلت قدماي.. فَلنَعُد.
صحت بكبرياء:
-
على جثتي.. لن أعود بكوتشي حنين بعد
كل هذه الرحلة الشاقة.
-
ولكن المغرب قد اقترب و...
-
ولو... إنها مسألة مبدأ.
تنهد مستسلما، وتقدمنا من البوابة وكل منا يشهر بطاقة
الكلية للحارس، فقال لنا بهدوء:
-
تعاليا غدا بإذن الله.. لقد اقترب
موعد الإغلاق!
وعبثا حاولنا جداله.. على الأقل فلندخل لنقرأ السلام على
الملاعب الطاهرة ونخرج في الحال.. لكن الرجل أبى إباء الصناديد الشُمّ، حتى
استسلمنا لليأس وعدنا محبطين إلى المدينة الجامعية بدون حتى جوربي حنين!!
كان الاكتئاب باديا كأجلى ما يكون على وجه محمد ولي، فافتعلت
ضحكة ساذجة محاولا رفع معنوياته وأنا أقول:
-
لا تبتئس هكذا يا فتى.. لقد خرجنا
لنمارس الرياضة، وقد قطعنا عدة كيلومترات سيرا وهذه أم الرياضة!
هز رأسه بلا معنى ولم يعقب، فاستوقفته فجأة، وهمست له
برجاء:
- أرجوك لا تخبر أحدا بهذا الموقف.. سنصير أضحوكة المدينة الجامعية لقرنين
تاليين!
هز رأسه موافقا، لكني لا أدري لماذا خيل إليّ أني لمحت
في عينيه بسمة شريرة!
***
في إحدى خطط المهمة الانتحارية، كان عليّ أن أشتت انتبه
النماس وأجتذبه بعيدا عن الحجرة، بينما يعدو إليها الغطاطي بسرعة لاستخلاص محمد
ولي القادم من المستقبل.
لم تكن مهمتي صعبة، إذا أقنعت النماس بسهولة أن مطعم
المدينة سيقدم قطعة جاتوه مجانية بسبب وجود فائض لديهم بعد حفل لم يحضره وزير
التعليم.. قصة ملفقة طبعا أصابته ببعض الشك، لكنه قرر ألا يترك أي فرصة للندم،
وجاء معي لنرى هذا العرض المغري حتى يقطع الشك بالسكين مع قطع الجاتوه.
وكان من المفروض أن يتم كل شيء على ما يرام، لكن الحماس
تملك أحمد الغطاطي، فانطلق يجري في الطرقة كمدرعة بشرية عملاقة، الأمر الذي تسبب
في ضجة عالية وارتجاجات في المبنى كادت تحدث فيه شروخا، فاستيقظ مشرف المبنى
مرعوبا، وقفز خارجا من غرفته بملابسه الداخلية وصعد للدور الثاني وهو يسأل في ذعر:
-
ما هذا الذي يحدث؟
فاضطر الغطاطي إلى أن يعود إليه محاولا شرح أنه كان فقط
يعدو في الطرقة، والمشرف عاجز عن تصديق حرف من كلامه، ومصرّ على أن قطيعا من
الأفيال الغاضبة كان يجري في هذه الطرقة بلا ريب، أو أن هناك حربا نشبت بين الطلبة
استخدموا فيها كل الكراسي والمكاتب.
ابتسم الغطاطي ووجنتاه تحمران خجلا وقال:
-
لم يحدث شيء من هذا يا أفندم.. كل
الغرف ومحتوياتها سليمة والأمن مستتب والطلبة هادئة أمامك كما ترى.
استغرق عدد من الزملاء عدة دقائق محاولين إقناعه بصدق
هذه الرواية، حتى هدأ رَوعه، واضطر إلى أن يقبل بهذه الرواية على مضض.
لكن هذه الدقائق الثمينة الضائعة، كانت كافية لعودة النماس،
وفي يده قطعة جاتوه اضطررت إلى شرائها له تعويضا له عن تضييع وقته الثمين!
وهكذا عاد فريق المهمة الانتحارية إلى المربع صفر.. نفس
الصفر الذي في جيبي بعد شراء قطعة الجاتوه، التي التهمها النماس في نهم وهو يتأكد
من إحكام السلسلة التي قيد بها محمد ولي ومحمد ولي في الغرفة!
***
يقال إن المراكز الجيولوجية العالمية سجلت في ذلك اليوم
هزة أرضية عنيفة مركزها منطقة بين السريات بالجيزة، لكنهم ما زالوا عاجزين عن فهم
سببها حتى اليوم رغم عشرات الأوراق البحثية التي كتبت في هذا الموضوع!
***
تنويه:
واقعة جري الغطاطي في الطرقة وفزع المشرف واقعة حقيقية!
ومن بعدها صار الغطاطي واثق الخطوة يمشي ملكا، وكتب له
المشرف لافتة على باب غرفته تقول:
-
ما تبطل تجري بحنية ليقوم زلزال
وبالمناسبة: كان لي موقف آخر مع مشرف المبنى، فقد نزلت
يوما لأبلغه أن أحد الطلبة (ولم يكن من نفس المبنى لكنه يتردد عليه) يتعاطى البانجو
ويبدو على غير طبيعته.. لم أكن واشيا، لكنني أحسست بالمسئولية تجاهه وتجاه أي
مشكلة محتملة يمكن أن يسببها وهو في غير كامل وعيه، وكانت سياستي في الحياة ألا
أرى شيئا خاطئا وأقف أمامه سلبيا.
لكنني بمجرد أن قلت للمشرف:
-
هناك طالب شارب بانجو.
حتى سألني ببساطة:
-
أتقصد أحمد؟!
لم يكن الأمر يمثل له أدنى مشكلة، وانتهى الحوار ببساطة
كأن شيئا لم يكن!!.. أظن الأمر كان سيختلف كثيرا لو سمع عن طالب يعطي محاضرة دينية
بعد الصلاة أو أن طالبا يتكلم في السياسة!!
وكمثال واحد على هذه السياسة: في عام آخر في مبنى آخر، استدعى
أمن الدولة الزميل محمد سرور الطالب في كلية دار العلوم لأنه أطلق لحيته وألقى
محاضرة بعد الصلاة!!
الغريب في الأمر أنهم ظلوا لسنوات يطاردون المتدينين
ويحاصرون المساجد ويدمرون الأخلاق والقيم والعقل والثقافة، فجاءتهم ثورة يناير من
تونس عبر الفضائيات والفضاء الرقمي على غير انتظار!.. فكأنهم لكي يحافظوا على
كراسيهم، دمروا الدولة كلها بمحاربة أفضل من تنجبهم، وهذا في النهاية صنع الثورة
التي أطاحت بهم في أقل من ثلاثة أسابيع!
فهل ترونهم تعلموا الدرس، أم عادوا أغبى مما كانوا؟
***
من
أين أذنك يا جحا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.