أحمد خالد توفيق في ذمة الله، رحمه الله وغفر له:
كنت غاضبا منه بسبب كتاباته التي ساهمت في إسقاط أول تجربة ديمقراطية في مصر في 30 يونيو، ولم يشفع له عندي كل مقالاته التي كتبها في السنوات الخمس الماضية وانتقد فيها الواقع القبيح الذي ساهم في وصولنا إليه، والتي يشي آخر ما نشره منها بتقززه التام من الواقع المصري وتشاؤمه من الغد.
لكن رغم كل هذا أنا حزين جدا عليه، لأن كتابات د. أحمد كانت
جزءا ثابتا من حياتي منذ كان عمري 16 عاما وحتى اليوم، وقرأت تقريبا كل أدبه
ومقالاته، ودارت بيننا حوارات عبر عشرات الرسائل، وقابلته في طنطا لنكمل بعض هذه
الحوارات.. فمهما كانت كراهيتي لبعض أفكاره التي ما زال فيها بعض التجني على الإسلاميين
حتى آخر مقال له ربما بسبب الوسط الثقافي الموبوء الذي لا يكاد أحد ينجو منه،
ويعتبر هو من أقل من فيه تجنيا وشططا.. فرغم كل هذا، لا أستطيع أن أمحو تأثيره في
عقلي وشخصيتي، وقد قلت له مرة إنني وباقي قرائه نحاكمه بما غرسه فينا من منهج
للتفكير العلمي والمنطقي وعدم أخذ المسلمات بدون تفنيد لمجرد أنها عادات أو شعارات
سائدة أو لأن قائلها أهل للثقة أو مشهور أو محبوب أو ذو سطوة وحظوة.
أذكر أيضا أنني نصحته بالتوقف عن التدخين الذي كان
الإفراط فيه واضحا جدا على شفتيه.. ولم يرد على هذه الجزئية طبعا.. ولعل هذا كان
مع أسباب أخرى كالضغوط النفسية والفكرية والسهر للكتابة سبب مشاكل قلبه، فمنذ عدة
سنوات ركب جهازا لتنظيم ضربات القلب.. لكن مهما كانت الأسباب فالعمر مقدر، ولا مفر
من الموت.لقد قدم د. أحمد الكثير مما أفاد جيلنا، وغيرنا ونحن نظن أنه يمتعنا..
وقد أخطأ أيضا في حق الثورة وحق الوطن بل أجرم جرما شديدا .. وليس منا من هو أعدل
من الله سبحانه ليحسابه.
رحمه الله وغفر له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.