أهم أقسام المدونة

الصفحات

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

آه لو تعلم!

آه لو تعلم!

آه لو تعلم مقدار حبي لها..
إذن لغمرها الحنان والحنين، وأسكرتها البهجة وأنشاها الفتون، وأنساها كل شيء في دنياها إلا حبي لها.
آه لو تعلم مقدار حبي لها..
إذن لامتلأت فخرا أن هناك من يحبها كل هذا الحبّ.
آه لو تعلم مقدار حبي لها..
إذن للامت نفسها أشد اللوم على ضعف ملاحظتها، ولودت لو أنها عرفت هذا الحب منذ الأزل، ليكون لها المهد والحضنَ والدفءَ والحُلم، وكلّ غال وكل حبيب.
آه لو علمت مقدار هذا الحب..
إذن لما رأت في هذه الدنيا سواه.
كانت ستلمسه في كل زهرة تضوع عطرا، وفي كل نحلة تمتص رحيقا لتصنع عسلا، وكل طير يخفق أملا، وكل نجم يَهدِي أفقا، وكل بدر يسهر شِعرا.
كان حبي لها سيصير عالمها بأسره.
آه لو علمت مقدار هذا الحب..
لما أغمضت عينيها لحظةً، مخافة أن تفقد استمتاعها به برهة.
ولما فتحت عينيها لحظة، مخافة أن يكون حلما جميلا فيتبخر عن واقع سخيف.
ولظلت تأكلها اللهفة والحيرة، ويختلط لديها الحلم بالواقع بالخيال بالحقيقة بالأمل بلذة تحقيقه.
آه لو تعلم مقدار حبي لها..
إذن لأفنت نفسها حتى تمنحني حبا مثله.
لكن المشكلة هي: كيف تعلم مقدار حبي لها، وهي غافلة نائية مستكبرة؟
آه لو تعلم!

محمد حمدي غانم، 1994


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.