أهم أقسام المدونة

الصفحات

الجمعة، 31 ديسمبر 2010

العثور بين الذكريات على: قلب خايف

العثور بين ركام الذكريات على: قلب خايف

اضطررت مؤخرا إلى إجراء حملة قومية ضخمة لإعادة تنظيم حجرتي، بعد أن امتلأت بالكراكيب.. ودفعني هذا إلى فتح كارتونة ممتلئة بمسودات تحوي الكثير من كتاباتي عبر 18 عاما مضت، وكان من عادتي أن أحتفظ بكل ورقة كتبت عليها شيئا مهما كان قليل الأهمية.. وأثناء عملية إعدام كل هذه الذكريات الشجية، عثرت على زجلية بدون عنوان بين أوراق استنتجتُ أنها تعود إلى العام 2000، لأنها ملازمة لمسودات انتهاك حدود اللحظة وحكاية البحر وغيرهما.. وقد سعدت بهذا الكشف الأثري الثمين، فأنا لا أذكر هذه الزجلية، ولا أدري لماذا لم أكتبها على الحاسب أو أبيضها مع باقي أعمالي الأخرى.. سأسمي هذه الزجلية "قلب خايف".
كما وجدت أيضا بيتين ونصف بيت، كانت محاولة افتتاحية لقصيدة "عالم الأحزان يبقى" ويبدو أنها لم تعجبني حينها فأهملتها:
لو كنتُ أعرفُ أنني سأسير في وجه الرياحْ
وسأدخل المدنَ القديمةَ خاوياتٍ من أمانٍ أو صباح
أحبو على دربٍ مَشَيْـنا فيهِ.....
لا أدري.. تبدو لي الآن مقدمة جيدة إلى حد ما!
وجدت أيضا تعليقات مكتوبة من الصديق العزيز "شريف محمد حمدي" (اطمئنوا : ليس ابني J) على ديوان بدائي قديم لي اسمه "لا أيها العمر الجاف" كتبته عام 1994.. مثلا: شريف كان معجبا جدا ببيت أقول فيه: "تقتلني لوعة أشواقي كأسودٍ تأكلُ بجنينِ"
طبعا كنت محظوظا جدا أن عثرت على إنسان يعجب بمثل هذا الكلام الركيك (الباء في بجنيني لا محل لها أصلا، لكني لم أستطع ضبط الوزن وكسر القافية بدونها).. وأعجبه أيضا بيت يقول: "قد صرت جبانا مقهورا خفاشا نوري يُعميني".. يبدو لا بأس به J
طبعا لولا هذا التشجيع لكنت توقفت عن كتابة هذا الكلام مبكرا.. شكرا يا شريف J.
على فكرة: شريف هو القائل في واحدة من قصائده القليلة التي أحببتها جدا ولا أستطيع نسيانها مهما مر الزمن:
أرقصُ فوقَ الشوكِ القاتلِ وأقهقهْ
أحملُ طودَ الحبِّ الهائلِ كالأبله
وتساوت عندي عاصفة الموت الباسل والنسمة!
في الحقيقة ذكرتني تعليقات شريف بكل الذكريات الجميلة التي أمضيناها معا نقرأ ونكتب ونتناقش ونحلم، وكل الرحلات التي قطعناها بالدراجة بين الحقول، والمرات القليلة التي ركبنا فيها الحمير J.. كانت أياما جميلة.. شريف مهندس أيضا، ومبرمج أيضا.. لقد اتحد طريقانا منذ أن جمعت الصداقة بيننا في الصف الثاني الثانوي وحتى اليوم، رغم تباعد المسافات.
بالمناسبة أيها النذل: رقم هاتفك دائما خارج الخدمة، وأنت لا ترد على البريد.. كلمني في أقرب فرصة.
في الإدراج التالي بإذن الله، سأنشر زجلية "قلب خايف".

هناك تعليقان (2):

  1. اخي وصديق الدرب
    اولا اعتذر عن الاختفاء القسري ولكني عدت اخيرا من مغامرة مرهقة في البعد الموازي (المتحدة) :)
    ثانيا - لست ادري لماذا اجتاحني حنين جارف لتلك الايام الجميلة , و لماذا شقت دمعة نهرا بسيطا علي خدي , ليت زماني تجمد عند هذه الزكريات ولم يبارحها
    , بكل صدق العالم اشتقت لهذة العصاري و براءة الطبيعة وهمس الحقول واشعارنا البكر ودراجتك الاثرية , واشتق لذاك الفتي التي لم تشغله الحياه بعصفها و ضجيجها , او فلتقل اشتقت للطفل في ذاتي واشتقت لصاحبه الذي اعطاه الامل واشعره بوجوده.
    كثيرا ما فكرت انني لو حزت ألة زمن في يوم ما فانا ساضعا في (دوارة) برمجية لانهائية من اول تعارف لنا حتي افتراق دراسة الجامعة.
    بالمناسبة احييك علي المدونة وبالتاكيد ساقوم بصنع واحدة لي قريبا.
    بالتوفيق يا اخي والقاك قريبا.
    شريف

    ردحذف
  2. أخي وصديقي شريف حمدي:
    نورت مدونتي، والحمد لله أنك بخير.
    وأرجو ألا تبالغ في الحنين إلى الماضي، وإسباغ الروعة على الذكريات، فكل وقت له بهجته ومشاكله، وأنا أرى أننا الآن أفضل حالا، وحققنا جزءا من أحلامنا.. ربما ضاع جزء كبير آخر، لكن هناك دوما متسعا لمزيد من الأحلام، التي سنحقق بعضها بإذن الله، وهذا ما يعطي للحياة طعما ومعنى.
    فقط أرجو ألا تُدخل آلة الزمن في حلقة تكرار مفرغة، وإلا فسأضطر لضغط Ctrl+Break لإخراجك منها أو أستخدم Task Manger لإنهاء البرنامج وهذا خطر عليك :)
    فقط لا تنس الاستمتاع ببهجة الحاضر، بسبب حنينك إلى الماضي وتطلعك إلى المستقبل.
    تحياتي

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.