أطـــلال عاشق

أطـــلال عاشق

كل الأشياء فقدت مذاقها بعد فقدي لك، إلا المرارة التي غَُصّ بها حلقي..

والعالم يبدو لي كما لو كان لقطة كئيبة ميتة من فيلم قديم بالأبيض والأسود..

وقلبي يترنح كالمخمور من فرط ذهوله فيخطئ في نبضاته..

وأنا غارق في الهم، أنزف الحلم، وأشرب الحزن حتى الثمالة، فيختلط الواقع بالوهم:

فلا أعرف إن كنتِ طيفا مرّ عليّ في حلم جميل..

أم خيالا عايشته في يقظتي من فرط تدلّهي به..

أم حقيقة فتَنـتْني لكن حجبني عنها المستحيل، وأنا عاجز مقيد أريد أن أفعل أي شيء.. أي شيء، فلا أستطيع..

كأني صورة عبقرية، رسمها الحزن على جدار متهدم يقف وحيدا وسط خرائب النسيان، لتخلّد لحظة آلامي إلى ما لا نهاية.. تمد إليك يدا بلا يد، وتريد الاقتراب منك بلا إرادة، وتناديك بلا صوت، وتبكيك بلا دموع، فهي خارجَ الزمان والمكان والإمكان..

وأنتِ الوحيدة التي بيدها إخراجي من أسر الصورة وسجن الجدار وقبح الأطلال إلى عالم الحقيقة.. لكنك بعيدة لا تدرين عنها وعني شيئا، متوّجة على ممالك الحسن، رداؤك السنا، وضحكتك البدر، ونظرتك السحر، وأنفاسك العطر، ولمستك الدفء، ووصيفاتك الأزهار في قصور الأفراح، وقلبك يملكه شخص غيري، فلا يسمع ندائي ولا يشعر بألمي ولا يكترث بحزني.

كل الأشياء فقدت معناها بدونك، حتى أنا، فلم أعد أدري أين أنا ولا من أنا ولا ماذا أريد.

فقط كل ما أدريه حقا أنني أحبك، أيا كنتِ، وأين كنتِ، وكيفما انتهى بنا المصير.

أحبكِ إلى الأبد.

محمد حمدي غانم

2/1/ 2011