أهم أقسام المدونة

الصفحات

السبت، 12 فبراير 2011

خطاب لمبايعة وائل غنيم

خطاب لمبايعة وائل غنيم
شعر: أحمد بلبولة

بعيدا هنا في أقاصيكَ يا حُزنُ
أجلسُ وحدي ، فهل ثَمَّ طيرٌ يحطُّ على كِتْف "وائلْ"؟
يُبلِّغُه أنني والغريبانِ وجهي وصوتي نبايعُهُ
ليقودَ الشعاعَ إلى حيثُ لا يقدرُ الضوءُ أو تستطيعُ الأيائلْ
لقد وصلَ الحبُّ للقلبِ حينَ نفضنا الرسائلْ
لماذا بكيتَ وقد سقطَ السابقونَ الأوائلْ؟
أمِن رحمةٍ لِنْتَ يا صاحبي؟.. قُم وحرِّض رفاقَكَ حتى النهايةِ
إنا سنبكي جميعا إذا لم تواصلْ
ظهورُكَ في الصدرِ حتى نُتِمَّ الذي قد بدأنا معا
ففي لغةِ القادةِ الخالدينَ بساطةُ منطقِكَ المتلعثمِ
في سَمْتِهم عُودُكَ الأخضرُ المتآكلْ
عرفتُكَ؛ إذ سقطَتْ بظهورِكَ أوراقُنا اليابساتُ
وطارتْ عن الغصنِ أشباحُهُ
واستوت قامةُ الواقفينَ إليكَ لِتُسمعَ إنجيلَها لطريقِ الخلاصِ
فَقُمْ ضاحكا للشهادةِ حتى تكونَ العدالةُ أنصعَ من بسمةِ الشهداءِ
وأكرَمَ من ترَّهاتِ التفاوضْ
سِرْ كي يرى السائرونَ وضوحَ الأملْ
وإن كانَ جندُ الفراعينِ ضدَّكَ لا تلتفتْ
إنَّ بحرَ الشعوبِ سيُـفْرَقُ لكْ
إن صوتا أتى من ضميرِكَ أصدقُ من لغةِ الكهنوتِ
وأعلى مقاما من الطُّغمةِ الفاسدةْ
وأقولُ توقّعْ كثيرا سيحدثُ للأمّةِ الصاعدةْ
فالطغاةُ نهايتُهم راعدةْ
قُمْ وخلِّ الشهادةَ نُصْبَ العيونْ
وغَنِّ النشيدَ لآخِرِهِ كي نكونْ
إننا أمة تستحقُّ الذي ثارَ من أجلِه الثائرونْ
كُن مسيحا ولكنْ أضِفْ للمسيحِ مُحمَّدْ
حديثُكَ سرَّب لي الخوفُ أن تتسامحَ أو تترددْ
ولا غروَ حينَ ترقُّ البطولةُ أو حينَ يبكي البطلْ
فالنبي حنونْ
دمٌ قد أريقَ يناديكَ خُذْ ببلادِكَ واعبرْ خلالَ الجنونْ
لقد أقسمَ الدمُ وهو يسيلُ بيومٍ سيعرفُه المجرمونْ
وقُلْ إن مصرَ لأكبرُ من أن نساومَ فيها
ومن أن نقايضْ
ومستقبلَ الشعبِ أرفعُ من أن يظلَ رهينَ صديقينِ
أو لنظامِ يراوضْ
إذا الشعبُ قامَ فإنَّ الدساتيرَ تسقطُ من نفسِها
وتموتُ العرائضْ
ترفّعْ عن اللَّغَطِ المتعمَّدِ كي يحجبَ الشمسَ عنَّا
وقلْ إن تاريخَنا سوفَ ينبعُ منَّا
وسوفَ نقودُ البلادَ بما قد علِمنا
ظهورُكَ قادَ القضيةَ نحوَ النهايةِ خُطوةْ
وقد كسَرَ النرجسيةَ إذْ كنتَ قدوةْ
وأشعلَ نارا وأخمدَ فتنةْ
فلا تلتفتْ للوراءِ فمصرُ التي قد تركْتَ عجوزٌ مُسِِنّةْ
أجلْ صدقَ الآنَ أنكَ قائدُ تلكَ الجموعِ
وصاحبُ أحلامِها في السَّفَرْ
لقد كانَ من معجزاتِ ظهورِكَ فينا افتضاحُ التناقضِ
بين الإلهِ وبينَ البشرْ
وبين الذي كانَ يصنعُه الحُكْمُ فينا على عينِه والقدرْ

أحمد بلبولة
9/2/2011

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.