أهم أقسام المدونة

الصفحات

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

هل تستطيع حقّا أن تبدأ بنفسك

هل تستطيع حقّا أن تبدأ بنفسك؟
(من كتابات ما قبل الثورة)

لا تبدأ بنفسك فحسب، بل ابدأ بكل شيء، فأنت أضعف من أن تصلح نفسك، إن لم تكن قويا بما يكفي لإصلاح المجتمع!
***
أنا من ألدّ أعداء الادعاء بأنّه لو بدأ كلّ إنسان بنفسه فسينصلح المجتمع!
وليس هذا لأنّ جواب الشرط خاطئ.. بل لأنّ الشرط نفسه مستحيل الحدوث!
فما الذي يضمن هكذا فجأة، وبلا أيّ اتفاق صريح، أن يبدأ كلّ إنسان بإصلاح نفسه؟
منذ ظهور الإخوان المسلمين في نهاية عشرينيات القرن الماضي في مصر، وهم يرفعون هذا الشعار.. فماذا حدث؟
حدث أنّ الأمور تدهورت إلى أقصى حدّ!
وبدلا من أن كانت هناك بعض مظاهر الفساد في الأوساط المحتكّة بالمحتلين، صار العري والاختلاط وشيوع حبّ المراهقة وارتفاع نسب الزنا والاغتصاب والعنوسة والطلاق والإجرام ظواهر أصيلة في مجتمعنا اليوم!!!!
فماذا كان السبب يا ترى؟
لماذا لم يستطع كلّ إنسان أن يبدأ بنفسه؟
ببساطة: لأنّ أعداءنا كانوا يفهمون تماما أنّ ما يحرّك المجتمع هو مؤسساته وليس أفراده.. لهذا لم يخرج الاحتلال من الوطن العربيّ إلا بعد أن غرس مؤسساته اللعينة وتركها تنمو: الدستور.. القانون.. المجالس النيابية.. البنوك.. المدارس (وما زال التعليم يسير حتّى اليوم بسياسة القسيس دانلوب)... إلخ.
حتّى الصحف ودور النشر، سيطر عليها العلمانيون منذ نشأتها، وتمّ التضييق على التيارات الإسلاميّة في النشر، وحُجبوا بل واعتُقلوا وعُذبوا وطردوا خارج البلد لإخراسهم!
ثمّ جاء القطاع العامّ ليكرس عبودية الناس للنظام في لقمة العيش.
ثمّ جاء التلفاز ليقتحم عقول أطفالنا ونسائنا في بيوتنا.
وبينما كان بعض الأخيار يدعون الناس فردا فردا، فيستجيب القليلون فيخطئون ويصيبون، يقتربون ويبتعدون، كانت الأغلبيّة الساحقة تتمّ برمجتها بالإعلام والتعليم والقطاع العام وشكل المؤسسات والقوانين والنظم!
هذه هي الصورة باختصار.
***
والآن فلنتساءل:
هل تستطيع حقّا أن تبدأ بنفسك؟
هل ستفعل ذلك، لتكتشف:
-   أنّك لا تحارب فقط شهوات نفسك واستسلامك للأمر الواقع.
-    ولا تحارب فقط تيارات الأفكار المغلوطة التي تهبّ على أسرتك مع كلّ حرف في كتاب أو مجلة أو صحيفة، وكلّ فيلم ومسلسل وأغنية مصورة أو حتّى إعلان في التلفاز، وكلّ حقيقة مبتورة أو مفتعلة وكلّ شعار زائف تمّ زجّهما في مناهج التعليم.
-    ولا تحارب فقط الضغوط الاقتصاديّة الساحقة التي تدفعك إلى قبول وظيفة قد لا تتقبّلها نفسيّا أو يرفضها ضميرك.
-   بل يتعدّى الأمر ذلك إلى محاربة المجتمع لك لشذوذ أفكارك وتوجهاتك.. هذا إن لم تتكفّل الأجهزة الأمنيّة بقمعك وتأديبك لتعود إلى الصراط المستقيم!!
بعد كلّ هذا هل تستطيع حقّا أن تبدأ بنفسك؟
***
إنّ رجلا عاش فاسقا خُتم له في أواخر أيّامه بخير، هو معلّق برحمة الله في دخول الجنّة.. ولكن بم يفيدني أنا هذا، ما دام كلّ آتيه يوم القيامة فردا؟
إذن فهذه النقطة لا تشغل تفكيري، ورجال الدين أبرع فيها وأحقّ بها منّي.
أمّا ما يعنيني فهو سلوك هذا الفرد في المجتمع:
هل أفنى طفولته يتشبع بجراثيم الفساد؟
هل أفنى شبابه في اللهو والعبث؟
هل خرّج إلى المجتمع جاهلا مسطحا ـ وإن حمل شهادة ـ خائر القوى، خامد العزيمة، سلبيّا، فرديّ التوجّه، لا يحمل همّا لقضايا أمّته؟
بل هل تجاوز هذه النقاط ليتحوّل إلى التدمير المباشر لنفسه ومَن حوله بالإجرام والانحراف وإشاعة الفاحشة؟
أمّ أنّه تمّ تأسيسه منذ طفولته المبكّرة ليكون إنسانا صالحا لنفسه ومجتمعه، يستخدم عقله ويتبع ضميره وينهل من مصادر المعرفة، ويجتهد في العمل إن لم يمتلك القدرة على الخلق والإبداع؟
هذه هي الأسئلة التي تعنيني.. وإجاباتها لا تبدأ من الفرد.. فالفرد لا يربّي نفسه!
أنا لا أعظ أحدا، ولا أسائل أحدا عن عيوبه وأخطائه.. فليحتفظ كلّ منّا بعيوبه لنفسه أو فليقاومها بكلّ سبيل.. المهمّ ألا تشغلنا عيوبنا عن استغلال ما صلح فينا للمحاربة في سبيل الحقّ والخير والفضيلة.
فلا يقل لي قائل إذن: اهتمّ بعيوبك وأصلحها أولا.. فأنا لا أنكر عيوبي، ولست راضيا عنها.. ولست بدعا في امتلاكي للعيوب والنقائص، ومن كان منكم بلا عيب فليرمني بالتهم!
ورغم أني لا أنسى أبدا الآية الكريمة:
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)
فإنني لا أتوقّف عن نشر ما أؤمن به، متمثّلا القول المأثور:
(لو امتنع أصحاب المعاصي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لانتهى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)!
ثمّ إنّني أرى أنّ إصلاح العيوب الفرديّة الناشئة أصلا عن المجتمع ـ ولا يُعفي هذا الفرد من المسئوليّة ـ يبدو أصعب بمراحل من تغيير المجتمع نفسه!!!.. فهناك تغذية مرتدة تراكمية Positive Feed Back واضحة بين الفرد والمجتمع، ولا يمكن تغيير أحدهما بدون تغيير الآخر.. إلا بالطبع إذا هجر الفرد المجتمع وعاش راهبا في صومعة، لتنحصر مشكلته في هذه الحالة في محاربة نزعات نفسه!
وبصراحة ووضوح: لو كنت أمتلك هذه القدرة الجبارة على اختيار مصيري ضدّ إرادة المجتمع ومؤسساته ونظمه، لما كان هناك أيّ داعٍ لأن أكتب هذه الكلمات أساسا.. كنت سأغيّر المجتمع بمنتهى البساطة.. بنفس سهولة أن أفرقع إصبعي هكذا J!!
***
وإنّني أتفق تماما ودائما مع الطرح الذي يعيد المسئوليّة الأكبر في فساد الشباب، إلى المناخ الفاسد المحيط بهم، وغياب دور القدوة.
وأنا أزيد على ذلك، مسئوليّة المؤسسات العقيمة التي تستلب حرياتنا، وتدفعنا دفعا إلى الفساد، مثل
 الإعلام والتعليم والمؤسسات الاقتصاديّة، وشكل الدستور والقانون والسلطات الدكتاتوريّة.. فقد عمل كل ذلك على تفتيت سلطة الأب والعائلة والقبيلة وشيوخ المجتمع وعلماء الدين، وإهدار أعمار الشباب بالنظر إليهم كأطفال معطّلين عن العمل والاستقلاليّة والزواج.
وسأضرب مثالا بما تلاحظونه الآن في دول الخليج، من تضاعف مظاهر الفساد بصورة ملحوظة.. واسألوا أنفسكم التالي:
-       هل كانت هذه الظواهر بنفس الانتشار قبل دخول الفضائيّات للخليج؟
-  هل كانت بنفس الانتشار قبل نظر المجتمع للشهادة الجامعيّة كقيمة عظمى، ممّا عمل على انتشار البطالة وتأخّر سنّ الزواج وازدياد العنوسة؟
-  هل كانت كذلك قبل أن يتقلّص دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعوديّة، وما يعادلها من أجهزة الرقابة على الأخلاق في غير السعوديّة؟
لقد صار الأخيار في كل بلادنا مهمّشين مكمّمين مكتوفي الأيدي، بينما قلّة منحرفة تملك كلّ شيء: الإعلام والتعليم والثقافة والاقتصاد والقانون، وهمّ يحضّون الشباب على الرذيلة، فتشيع أبشع ظواهر المراهقة والانحراف.. وهي مظاهر يقلع ويتوب عنها غالبية الشباب مع النضج، ولكنّها رغم هذا لا تنتهي أبدا، لأنّ غيرهم يحلّ محلّهم باستمرار، مع تجدد تيار النهر.. ولكنه للأسف نهر عطن فاسد!
وما دور رجال الدين والمصلحين إلا كمن دخل غرفة بها صنبور ماء مفتوح، فراح يكنس الماء منها إلى ما لا نهاية، دون أن يحاول إغلاق الصنبور!!
ألا يجب أولا أن نغلق صنبور الأخطاء؟؟
***
لكنّ الإسلاميين يقولون باستمرار: إنّ ما أوصلنا إلى ما نحن فيه هو ضعف الإيمان.
إنّهم على حقّ تماما، لكن علينا أن نتساءل:
وما الذي جعل الأجيال الجديدة أضعف إيمانا أصلا؟.. ألسنا نولد على الفطرة؟
بلى، ولكنّ هناك ما يشوّه هذه الفطرة.. انظر لقول نوح عليه السلام:
(وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا {26} إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا {27})
والذي يؤكده رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
(ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
فالأهل لهم دور في تشكيلنا.. والمجتمع له دور في تطويعنا.. هذا هو ما أتحدّث عنه.
مع ملاحظة أنّ حتميات الوراثة والتربية والبيئة لم ترفع التكليف عن أيّ منّا.. هذا معناه أنّ لدينا القابلية لمواجهة كلّ هذه العوامل.. كأفراد.
ولكن هل الإسلام مجرّد دين أفراد؟.. أمّ أنّه دين عالميّ جاء بشريعة ليصنع حضارة شاملة؟
بل هو دين أفراد وشريعة ودولة وحضارة.. إذن فهو لا يترك مسئولية التغيير لهوى كلّ فرد على حدة!
***
ولكي نفهم كيف يمكن أن يحدث التغيير المنشود، علينا أن نتأمّل هذه الآية الكريمة معا:
(إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم)
كثيرون يعتقدون أنّ التغيير في هذه الآية مسئوليّة الفرد.. وهذا يعني استحالة التغيير!
ففي كلّ مجتمع، هناك شرائح عمريّة معيّنة، وهناك شرائح اجتماعيّة واقتصادية، وهناك أخيار وأشرار وأصحاب وصالح و... و...
فكيف سيُجمع كلّ هؤلاء فجأة في نفس الوقت على إصلاح ما بأنفسهم (ما لم تقع كارثة أو حرب تدفع الجميع إلى التغيّر)؟
لا بدّ هنا إذن من توفّر جهات عليا تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعاقب المسيء على إساءته وتكافئ المحسن على إحسانه، وتنظم العمل الجماعي من أجل الإصلاح.
هنا يكون التغيير على مستوى (القوم).
أمّا أن نفهم الآية، كما لو كانت تقول: إنّ الله لا يغيّر ما بقوم، حتّى يغيّر كلّ منهم ما بنفسه، فهذا سيدخلنا في حلقة مفرّغة، وانتظار أبديّ!
فلا يوجد عصر أو مجتمع يخلو من المنحرفين.. بل لا يوجد إنسان واحد ـ حتّى لو كان صالحا ـ لا يقترف الأخطاء في بعض الأحيان.
ولو تركنا كلّ إنسان وضميرَه، فلن نضمن أبدا حدوث أيّ تغيير في المجتمع.
إنّ المجتمعات تنهض على أكتاف الشباب.. وظروف مجتمعاتنا الحالية تفسد عقول وضمائر وشخصيات هؤلاء، فتضيع طاقاتهم هدرا في مراهقات وسذاجات.. بعد ذلك قد يتوب هذا أو ذاك.. في الأربعين أو الخمسين أو الستين، وقد يُختم له بخير ويدخل الجنة.. ولكنّه لم يغيّر شيئا من الواقع من حوله!
لهذا فإنّ المنطق يقول: لكي يتغيّر المجتمع، يجب أن يحدث التغيير في الأفراد بطريقة متزامنة، بحيث نضمن نشوء جيل جديد له هدف، وتتوافر الظروف التي تدفعه للسعي نحو هذا الهدف.. وهذه الظروف لا تتوافر إلا بوسائل صناعة الوعي: الإعلام والتعليم ونوعية الصفوة والقدوة، ونوعية المؤسسات ومدى تحكمها في وقت الفرد وسلوكه.. وقبل كلّ شيء: مدى تدخّل الأبوين في تربية الطفل وصياغة سلوكه وأهدافه في الحياة.. وهو ما حطمته المدنية الحديثة بشتى السبل (ومنها التعليم الإلزاميّ وعمل المرأة المؤسسيّ).
***
قرأت يوما هذا التعبير وأعجبني:
"في التفاعلات الذرية، يبدأ التغيير (الانشطار) من ذرة واحدة، ثم تنتقل الطاقة إلى باقي الذرات"
لكن رغم إعجابي بهذا التشبيه، يجب أن أدخل هنا بعض التعديلات:
فالتفاعل المتسلسل لا يبدأ لأنّ ذرّة قرّرت هذا، ولكنّ لأنّ مادة مفجّرة (TNT) حفّزت هذا التفاعل!
هنا أيضا نلاحظ أنّ الذرّات (الأفراد) واقعة تحت طاقة (إرادة) خارجيّة، تملك سلطة توجيه التفاعل (القرار).
والآن فلنتساءل:
من الذي يستطيع أن يلعب دور المادة الحفازة في المجتمع؟
بتفكير بسيط، سنجد أنّهم أفراد من نوعيّات خاصّة جدّا: المصلحون والدعاة والمفكرون والعلماء... إلخ.
وطبعا لا يكون الأمر سهلا، حيث لا بدّ أن يحدث صدام بينهم وبين أصحاب المصالح والسلطان، الذين يبذلون كلّ المساعي لعزلهم عن الناس، أو استقطابهم لصفّهم لتزييف وعي الجماهير.
***
خلاصة القول: دائما وأبدا هناك قلّة من الصفوة تحرّك المجتمعات.. بعضها يملك المال، وبعضها يملك السلطة، وبعضها يملك الحكمة.. وبغضّ النظر عن تعارض مصالح هذه الصفوة أو اتفاقها فيما بينها، فإنّها في النهاية هي المسئولة عن قيادة المجتمع وتحريك الاقتصاد وترسيخ المؤسسات وتشكيل وعي الناس وأهدافهم.
ويمكننا تطبيق هذا النموذج على كلّ فترات التاريخ، وكلّ بلدان العالم.
ولكنّ شيئا جوهريّا طرأ عليه في الحضارة الغربيّة الحالية.. ذلك هو النمطيّة الشاملة في صياغة المجتمع:
فباختراع الطباعة، تراجع تكافؤ الفرص الذي كانت تمنحه الخطابة والمخطوطات في نشر الوعي، فقد سعت الحكومات للسيطرة التامّة على المطبوعات وحرمان المعارضين منها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد تمّ تحريك التيارات والمدارس الأدبيّة في اتجاهات مدمّرة، ليس فقط لشخصيّة الأديب، بل وللمجتمع.. ولتجدنّ الغالبيّة الكاسحة من المدارس الأدبيّة نشأت أساسا لنشر الإلحاد والإباحيّة وتغيير القيم الراسخة تاريخيّا في المجتمعات.
ثمّ جاءت الصناعة لتفتّت العائلة إلى أسر صغيرة تهجر موطنها بحثا عن فرصة العمل، بعد أن ساعدت الزراعة والحرف المتوارثة على تماسك العائلات الكبيرة لقرون.
ثمّ جاء التعليم الإلزاميّ لينتزع بقايا سلطة الأسرة في اختيار الطريقة التي تربّي وتعلّم بها أبناءها، لتتمّ برمجتهم عبر سنوات طويلة على إرادة واضعي المناهج.
ثمّ جاء التلفاز ليزيّف الوعي منذ الطفولة غير الواعية، فكانت الضربة القاضية لكلّ مجتمعات العالم، وقد شهدت اليونسكو بأنّ للتلفاز الدور الأكبر في القضاء في سنوات معدودة على ثقافات المجتمعات التي ترسّخت عبر قرون!
في ضوء كلّ هذا أقول إن علينا أن نلعب اللعبة بالطريقة العكسيّة.
علينا أولا أن نتحرّر من فكر الغرب وفلسفاته الملحدة وآدابه البذيئة وفنونه الإباحيّة ومؤسساته السلطويّة.
باختصار: ليس لنا من الغرب إلا العلم والتقنية، أمّا الفكر والأدب والفنّ والإدارة والسياسة والقانون والدستور والاقتصاد والمؤسسات الماليّة والتعليميّة..... إلخ، فإلى مزبلة التاريخ!
وعلينا أن نعيد تقييم الحضارة الإسلاميّة ونُظِمها، لنبتعث منها أنماطا أخرى بديلة لكلّ هذه الأمور، تتناسب مع العصر، وتعيد للفرد حرّيّته وللأسرة سلطتها وتسمح لنا بالانطلاق.. ولاحظوا أنّنا بعد تبنّي كلّ مؤسسات الغرب عدنا إلى الوراء ولم نزدد إلا ضعفا، على عكس ما أنبأنا به العلمانيون منذ قرن أو يزيد!!
ما زلت أقول وألحّ:
نحن نحتاج إلى منظومة حضارية جديدة..
منظومة حضارية تنقذنا من براثن تعليم عقيم وإعلام مفسد واقتصاد ربوي وقوانين ضد الحق!
بغير هذا لا معنى لأيّ شيء!
***
ابدأ بنفسك: تدخلك الجنة بإذن الله.. لكنّها لا تكفي وحدها لتصلح مجتمعك!
***
محمد حمدي، 2004

هناك تعليقان (2):

  1. اسمح لى بالاختلاف معك، صحيح أن تغيير الفرد هو شئ صعب لكنه ليس مستحيلا
    و لنا فى الصحابة عبرة حيث تحولوا من كفار عبدة للأصنام همج غلاظ القلب إلى أخلص عباد الله و حملوا أمانة الدين بعد ذلك
    و يقول بن مسعود رضى الله عنه "أنت الجماعة و إن كنت وحدك"
    أما عن فتنة الإعلام و دوره فى إفساد المجتمع فلا ينكر هذا عاقل و لكن أين جهاد النفس الذى قال عنه الرسول أنه الجهاد الأكبر و حسبنا من قوله تعالى "الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ"
    معك ان الفتن من حولنا كثيرة و مهلكة و لكن لا سبيل للنجاة الا بتغيير الأفراد أنفسهم و إلا فإنها الدائرة المغلقة

    ردحذف
  2. شكرا لتعقيبك.. لكن الصحابة لم يبدأوا بأنفسهم.. الصحابة بعث فيهم رسول مدعوم بالوحي والمعجزات ظل يجاهد فيهم أكثر من عشرين عاما إلى أن أقام دولة الإسلام.
    كما أن الثورات العربية الحالية تكسر الدائرة المغلقة.. هذا هو التغيير الجماعي الذي كنت أتكلم عنه :)
    تحياتي

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.