أهم أقسام المدونة

الصفحات

الجمعة، 27 مايو 2011

الذين يبيعون ثورتهم بمصالح غيرهم!!

الذين يبيعون ثورتهم بمصالح غيرهم!!

الساذج فقط هو يظن أن الفرقاء في مصر وهم مختلفو المرجعية ما بين مسلمين ومسيحيين وقوميين وشيوعيين ويساريين وليبراليين وقوميين ووطنيين ـ يمكن أن يجلسوا معا ويتفقوا على دستور في عدة أيام أو حتى عدة شهور.
في الحقيقة من يظن هذا لا يفهم أي شيء في السياسة والأيدلوجيات!
إن الذين يريدون وضع دستور أولا، هم في الحقيقة لا يريدون إجراء أي انتخابات في مصر، لأن الخلافات على الدستور ستستمر لسنوات، وسيرفض الشعب أكثر من صيغة للدستور في أكثر من استفتاء، وأنا أصلا أتوقع أن يستمر العمل بالإعلان الدستوري الحالي لعدة سنوات قادمة.. بينما الهدف الرئيسي من تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، هو السماح للشرطة وأمن الدولة ومؤسسات الاستبداد القديمة بإعادة إنتاج نفسها قبل حدوث أي تغيير حقيقي في الدولة، وبهذا يتم تصفية الثورة بهدوء وتشويه كل الرموز السياسية واحدا تلو آخر، وفي النهاية تموت الثورة وتختلط الأمور في حالة ضبابية، ويظل كل المنتفعين القدامى مستمتعين بامتيازاتهم.
لاحظ أن كل من يدعون إلى تأجيل الانتخابات هم بالفعل من المنتفعين من نظام مبارك، ولديهم مناصب هامة إداريا وإعلاميا واقتصاديا، ومنهم من يتقاضى مرتبات خرافية، وهم يعرفون أن الشعب لو قال كلمته في الانتخابات فسيتم كنسهم جميعا، ولو تم تطبيق الشريعة الإسلامية فسيخسرون كل مكاسبهم من الدعارة السياحية والإعلامية وتجارة السجائر والخمور والعمولات والتوكيلات وسرقة ونهب أموال الشعب.. لهذا فلا حل أمامهم إلا في وجود سلطة استبدادية ترعاهم، ولهذا ستجدهم يطلقون كل الدعوات المتعارضة التي تحقق أهدافهم:
-  فهم من طالب الجيش بإطالة الفترة الانتقالية، وهم نفسهم من يطالب الآن بتنحي المجلس العسكري وتسليم السلطة لهم (وفي كلتا الحالتين لا انتخابات).
-  وهم من طالبوا بإعلان دستوري مختصر، فلما أعلنه المجلس العسكري بعد نتيجة الاستفتاء على سبيل تقليل توترهم، سخروا منه وطالبوا بدستور جديد.
-  وهم من يطالبون بتأجيل الانتخابات التشريعية بحجة صعوبة الوضع الأمني، لكن لا توجد مشكلة في نظرهم في خروج الشعب لاختيار مجلس رئاسي مدني أو لجنة لوضع الدستور الجديد، مع أن نفس الظروف الأمنية لن تتغير في الحالتين!!
في الحقيقة كل هذا نوع من إثارة الغبار لبث الفوضى والبلبلة.. هؤلاء يريدون منع الانتخابات لأجل غير مسمى، إلى أن يتم تكوين سلطة قمعية جديدة ينافقونها لترعى مصالحهم.
والسؤال هو: ما مكسب الشاب الذي يصدق أكاذيبهم وتضليلهم من العمل في خدمة مصالحهم؟

هناك تعليقان (2):

  1. المطالبة بتنحي المجلس العسكري وتسليم السلطة لمجلس مدني هي مجرد مراهقة سياسة، لأننا لوافترضنا تنحي المجلس العسكري، فهو لن يسحب قواته من على الأرض وسيظل في الشوارع لتأمين الدولة، وبالتالي من الذي سيعطيه الأوامر؟.. مجلس مدني فيه بعض السياسيين المشبوهين والممثلين والشباب المراهق الذين لا يؤيدهم الشعب أصلا؟.. وهل سيقبل قادةالجيش بهذا؟.. وإن حدث خلاف بين المجلس المدني والعسكري، فمن الذي سيحمي المجلس المدني من أن تجمعهم قوات الجيش وتلقيهم في السجن؟.. ليس وراءهم شعب يحميهم ولا هم منتخبون لتكون لهم شرعية دولية فتدافع عنهم أمريكا، ولا يملكون أي قوة على الأرض!!
    إن هناك أناسا يحترفون الكلام بلا فهم، وللأسف هم تربية مبارك، وحتى لو ظنوا أنهم يثورون عليه، فهم لا يفعلون إلا ما يريد!!

    ردحذف
  2. راي سديد أخي الفاضل.. ولكن أين سمعت هذا الكلام نن قبل؟.. أين؟ :)

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.