مدونة م. محمد حمدي غانم: معجزة الأوركيد

الأوركيد: 28 ألف معجزة بتوقيع إلهي ظاهر للعيان!

يوجد على سطح الأرض حوالي 28 ألف نوع من زهور الأوركيد (السحلبيات)، كل منها تعتبر معجزة في ذاتها تتحدى خرافة داروين ليس فقط لجمالها وعطورها، ولكن أيضا لأنها تبدو كتصميمات فنية بارعة تحمل توقيع من أبدعها.. صحيح أن كل خلق الله سبحانه وتعالى معجز من أبسط أميبا وحيدة الخلية أو فيروس يتطفل على غيره من المخلوقات لنسخ نفسه، إلى تعقيد المخ البشري الهائل، ولكن الملاحظ في الأوركيد أنها معجزة ظاهرة للعيان لا تحتاج لعالم متخصص يستخدم المجهر ليدرس التركيب الداخلي.

طبعا من المستحيل هنا أن أغطي معجزات 28 ألف نوع مختلف من الأوركيد، ولكن سأشير إلى لمحات بسيطة توضح لماذا تنسف زهور الأوركيد خرافة داروين:

فكثير من هذه الزهور مصممة لتبدو كأن أنثى حشرة معينة تقف عليها لتجذب الذكور إليها.. والمذهل أن هذه الزهور تطلق رائحة تشبه رائحة أنثى الحشرة، بحيث يستحيل على الذكر مقاومة هذا الإغراء، فيذهب إلى الزهرة ظنا منه أنه في موعد غرامي، ليكتشف أن الزهرة خدعته لتلتصق بجسده حبوب اللقاح.. ونظرا لأن الخدعة محكمة، يقع الذكر في نفس الفخ مرارا وتكرارا فينقل حبوب اللقاح من زهرة أوركيد إلى أخرى!

هذا التصميم الوظيفي المعقد مستحيل أن تفعله صدفة، لأن المطلوب من هذه الصدفة أن تصمم زهرة في شكل أنثى حشرة وتمنحها نفس رائحة فرمونات الحشرة، والأهم من كل هذا أن تكون الصدفة قد صنعت بالفعل إناث وذكور هذه الحشرة حتى تستطيع هذه الزهرة مواصلة الحياة!!

هذا التعقيد هو ما جعل نقل زهور الأوركيد من مواطنها صعبا (بدون لجوء العلماء إلى التلقيح الصناعي).. إضافة إلى أن بعض زهور الأوركيد تعيش في علاقة تكافلية مع فطريات تنمو على جذورها، وبدون هذه الفطريات لا تنمو بذور الزهرة!

والمذهل أكثر أن هذه الزهرة لا تحاكي شكل ورائحة حشرة واحدة قط.. فمنها ما يشبه النمل أو النحل أو الزنابير... إلخ!

لكن الإبداع لا يتوقف هنا.. فهذه الزهور كما قلت تبدو كلوحات فنية للتصميمات الإلهية الأخرى.. فبعض هذه الزهور يبدو كوجه قرد، وبعضها يبدو كوجه نمر، وبعضها يبدو كأنواع من الطيور والفراشات... إلخ!! (انظروا الصور)

إن زهور الأوركيد ترسل رسالة لا لبس فيها للإنسان، بأن هناك خالقا مبدعا وضعها في معرض الحياة كلوحات فنية باذخة الجمال عليها توقيعه ليراه ذوي الأبصار والعقول.. سبحانه وتعالى عما يصفون.