ميكروسوفت تقر بالهزيمة وتعلن استسلامها!

ميكروسوفت تقر بالهزيمة وتعلن استسلامها!

 

في خبر حزين، قررت ميكروسوفت إنهاء الدعم الفني لويندوز 10 للأجهزة المحمولة Win 10 mobile بنهاية عام 2019، بعد فشل خطتها في أن يستحوذ نظام تشغيلها على حصة كبيرة من سوق الأجهزة المحمولة، الذي يسيطر عليه أندرويد وأي أو إس.

هذا القرار سيؤثر بالتأكيد على مبرمجي دوت نت، لأنني الآن لا أعرف مصير UWP المصمم أصلا لإنتاج برامج تعمل على كل أجهزة الويندوز بما فيها أجهزة ويندوز 10 للأجهزة المحمولة.. فهل سيتم إهمال تطبيقات UWP والعودة للتركيز على WPF أم سيتم تعديل مسار UWP بشكل ما؟.. وهل سيتغير شيء في Win 10 نفسه بعد أن أزيلت منه ميزات كثيرة كانت موجودة في إصدارات الويندوز السابقة ليصير أخف ويشبه واجهة الأجهزة المحمولة؟

من وجهة نظري، لم تعالج ميكروسوفت المشكلة بشكل صحيح.. فقد تأخرت منذ البداية عن غزو سوق الأجهزة الكفية، وبالتالي انتشرت نظم التشغيل الأخرى على أجهزة مختلفة بأسعار تنافسية وصارت لها ثروة هائلة من التطبيقات تجذب مليارات المستخدمين.. لكي تدخل ميكروسوفت هذا السوق فجأة فستصطدم بالمشاكل التالية مهما كانت قوة نظام تشغيلها:

1- لن يتخلص معظم الناس من أجهزتهم لشراء أجهزة ميكروسوفت.

2- أجهزة ميكروسوفت أغلى من أجهزة الأندرويد، وليست فيها تقنيات غير مسبوقة تغري المشتري بالمغامرة.

3- لن يكتب المبرمجون والشركات الكبيرة تطبيقات تتكلف آلاف الدولارات لنظام تشغيل لا يستخدمه إلا عدد قليل.. وبالتالي سينتظر المبرمج أن يشتري العملاء أجهزة ويندوز 10 لكن العملاء سينتظرون أن توجد تطبيقاتهم المفضلة على نظام ويندوز 10 أولا، ونظل ندور في دائرة البيضة أم الدجاجة!

لو ركزت ميكروسوفت على حل هذه المشكلات، فستقتحم سوق الأجهزة المحمولة بقوة.. والحلول من وجهة نظري كالتالي:

1- يجب أن يتمتع ويندوز 10 للأجهزة المحمولة بالميزة الأقوى في نظام الويندوز، وهي قدرته على التعرف الذاتي على مكونات أي جهاز وإعداد محركات تشغيلها Drivers.. هذا يتطلب أن تكتب ميكروسوفت بنفسها محركات التشغيل لكل مكونات الأنواع الشهيرة من أجهزة المحمول والأجهزة اللوحية (أو تدفع لكل الشركات المصنعة لكتابة هذه المحركات)، بحيث يستطيع أي مستخدم أن يوصل جهازه بالحاسوب ويتصل بالإنترنت وينزل نسخة ويندوز فون ويعدها مباشرة على جهازه أيا كان، ليحوله إلى جهاز ويندز فون مجانا!

2- أن تبيع ميكروسوفت أجهزة ويندوز 10 فون متطورة بميزات غير مسبوقة وبأسعار مغرية، تجذب المستخدمين الجدد.

3- أن توفر ميكروسوفت على متجر الويندوز كل التطبيقات الشهيرة التي يتعامل معها المستخدمون على نظم التشغيل الأخرى، حتى لو تطلب هذا أن تدفع ميكرسوفت نقودا للشركات الكبيرة لتنتج نسخا من تطبيقاتها لويندوز 10.. هذا سيغري المستخدمين بالانتقال إلى ويندوز 10 للأجهزة المحمولة، ومن ثم يجد المبرمجون الفرصة لكتابة تطبيقاتهم وتدور العجلة.

طبعا كل هذه خطوات مكلفة جدا وتحتاج جهدا كبيرا، والعائد المنتظر منها سيكون بعد سنوات، لكن هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه ميكروسوفت لتدخل هذا المجال متأخرة، بدلا من أن تعلم استسلامها النهائي واكتفاءها بدعم نظم التشغيل المنافسة!

أما بالنسبة لنا نحن مبرمجي دوت نت، فليس أمامنا حاليا سوى استخدام Xamarin لكتابة التطبيقات لأندرويد و أي أو إس.