أهم أقسام المدونة

الصفحات

الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

غزل سياسي!

 
 
أشاهد هذه الأيام المسلسل التاريخي "رياح الشرق" الذي يتناول فترة ما بعد سقوط غرناطة.. وواضح طبعا تأثري بالمسلسل في القصيدة، حيث إن منال سلامة إحدى بطلاته :D.
يركز المسلسل على محاكم التفتيش وأطماع إيزابيلا وفرناندو في احتلال العالم الإسلامي كله وليس فقط طرد المسلمين من الأندلس.. هذا الحلم الذي تكسر على صخرة الخلافة العثمانية التي صدت الإسبان والبرتغال والروس وحتى الصفويين الإيرانيين وعطلت غزو أوروبا للعالم الإسلامي أربعة قرون، حتى ضعفت الدولة العثمانية في أواخرها وامتلأت بالمظالم وعمتها الفوضى (كما يحدث في دورة حياة كل الدول)، فسقطت بلاد المسلمين في يد انجلترا وفرنسا (وريثتا إسبانيا والبرتغال)، وتحقق حلم فرديناندو وإيزابيلا في حقبة الاستعمار، الذي نجح في تأليب القوميات العربية والكردية واليونانية والأرمينية ضد الدولة العثمانية واستخدموهم في القتال ضدها في الحرب العالمية الأولى حتى سقطت الخلافة الإسلامية منذ قرن من الزمان، ودخل الإنجليز والصهاينة القدس بفضل خيانات العرب، ولولا صراع انجلترا وفرنسا واقتتال الغرب الداخلي في الحربين العالميتين ثم الصراع بين الشيوعية بقيادة روسيا والرأسمالية بقيادة أمريكا، لنجحوا في محو هويتنا بالكامل وإكمال ما بدأته محاكم التفتيش.. هذا الحلم الذي لم يمت لديهم قط وعاد يراودهم بعد سقوط روسيا، وإعلانهم في التسعينيات أن الإسلام هو العدو الأول، وعودة المشروع الاستعماري في الألفية والحملات الصليبية بقيادة بوش الابن (كما أسماها بنفسه)، ولولا المقاومة الأفغانية والمقاومة العراقية التي كبدت أمريكا حينها خسائر تزيد عن 4 ترليون دولار (وصلت حاليا في تصريحات ترامب إلى 8 ترليون دولار لأن الحرب في المنطقة لم تتوقف بعد)، لكانت كل دولنا الآن مستعمرات أمريكية!
حرب إيزابيلا وفريديناندو لم تتوقف بعد، وانهيار بلادنا مستمر، والمسلمون يقتلون ويشردون في كل مكان في العالم، وتم وصمهم بالإرهاب لأنهم يدافعون عن أنفسهم وأرضهم ودينهم ضد مجرمي الحرب السفاحين الذين يحتلونهم ويبيدونهم بالطائرات!
لقد منحتنا الخلافة العثمانية 4 قرون من الحماية، ومنحنا الغرب قرنين من صراعاته الداخلية، لكن الآن الكل متحد على إبادتنا من روسيا والصين إلى أوروبا وأمريكا، ولا خلافة تحمينا، ولا عروبة تجمعنا!.. والأمل الأخير هو شعوب المنطقة الثائرة من أجل حريتها وغدها، وأتمنى أن تدرك كل هذه الشعوب أنها أمة واحدة لا أمل لها في الخلاص إلا بإسقاط حدود سايكس بيكو ومواجهة أعدائها كافة، كما تحالفوا عليها كافة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.