توازن الرعب
إذا كان العلمانيون مرعوبين من تسلط الإخوان،
فإن الإخوان مرعوبون من عودة حكم العسكر في أي انتخابات قادمة، لأن بنية مؤسسات
الدولة القديمة كما هي، وستسمح لهم بإعادة الاستبداد في لمح البصر.
لعل هذا يوضح لماذا خرج هذا الدستور بهذا الشكل
(وهو حصيلة عمل العلمانيين والإسلاميين معا)، فالدستور كما هو واضح أعدم منصب
الرئيس، ووضع توازنا مرعبا يجعل لمجلس الشعب والشورى والنقابات (من خلال المجلس
الاقتصادي الاجتماعي) دورا في التشريع، مما يعني استحالة إخراج أي فصيل من الساحة
السياسية بركلة عسكرية أو إخوانية أو علمانية واحدة.. يا سادة: الإخوان مرعوبون
أكثر منكم!
(لعلكم تتذكرون منذ بداية الثورة حينما تعهد
الإخوان بعدم السعي للرئاسة والاكتفاء بنظام حكم مختلط فيه سلطات موسعة لرئيس
الوزراء.. هذا الدستور يؤكد صدق نية الإخوان، وأن منصب الرئيس لا يعنيهم كثيرا!)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.