أهم أقسام المدونة

الصفحات

الأحد، 7 أبريل 2013

تفكيك الدولة المركزية الحديثة


تفكيك الدولة المركزية الحديثة

 

هذا هو مقال كلهم أسرى الدولة لإبراهيم الهضيبي، وقد قدمه بشكل أفضل أكثر تفصيلا في برنامج على مسئوليتي على الجزيرة مباشر.

ما يعنيني في رؤيته، هو أنها تكمل الرؤية التي طرحتها في مقالي: سيد قطب العلمانيين، عن انقلاب الصراع ضد هوية الدولة.

ومع اختلافي مع إبراهيم الهضيبي في رؤيته عن عدم إمكانية تقنين الشريعة في نظام الدولة الحالي، فإنني أتفق معه في ضرورة تفكيك قبضة الدولة المركزية الحديثة على المجتمع، وهو ما يحاول الدستور الجديد ترسيخه بالفعل، من خلال:

-      التوازن في السلطات بين الرئاسة ورئاسة الوزراء والمجالس التشريعية.

-  حماية النقابات ضد قرارات الحل الجائر، وإعطائها دورا استشاريا في التشريع واتخاذ القرار من خلال المجلس الاقتصادي الاجتماعي.

-  النظام الجديد للمحليات الذي يجعلها أشبه ما تكون بالحكم الذاتي، ويجعل اتخاذ القرار فيها للأعضاء المنتخبين، ويعطيها حق وضع ميزانياتها وفرض رسومها، ولا يجيز لأي جهة حل المجالس المحلية كلها بقرار واحد، وإنما يتم التعامل مع كل مجلس محلي على حدة من خلال القضاء.

-      إطلاق حق العمل الأهلي وتقوية مؤسسات المجتمع المدني.

-      حرية إطلاق الصحف والقنوات للأفراد والمؤسسات بمجرد الإخطار.

-  إعادة نظام الوقف، وإقرار دور القطاع الخاص والمؤسسات التعاونية في الاقتصاد.

-      إعادة استقلال شيخ الأزهر عن الدولة.

وغير هذا.

وإن كنت أريد أن أذهب أبعد من هذا، بضرورة تخفيف قبضة الدولة على التعليم، ليس فقط بإعطاء كل مدرس الحرية في شرح مخطط المنهج من أي كتاب يريده وبأي طريقة يريدها، ولكن أبعد من هذا، بالتخلي عن التعليم الإلزامي والمجانية (وهذا للأسف ما لم يفعله الدستور الحالي)، وقد اقترحت كثيرا أن تكتفي الدولة بالالتزام بأربع سنوات تعليم أساسي مجانية، بعدها تدعم فقط الطلبة المتفوقين والمبدعين لمواصلة التعليم الأكاديمي، وتترك المجتمع يقرر مصير باقي أبنائه، إما من خلال التعليم الخاص أو الحرفي (الذي يجب أن تنشأ له الدولة مسارات معترفا بها، بشرط أن تركز على التدريب العملي بعيدا عن الكتب والامتحانات التقليدية)، أو الاكتفاء بالتثقيف والتعليم الذاتي من خلال وسائل المعلومات الحديثة (خاصة للإناث)، وهذا من وجهة نظري سينسف نهائيا مصطلح البطالة (وما يتزامن معه من عنوسة ومراهقة وانحراف أخلاقي... إلخ)، كما سيضمن لنا الحصول على العلماء والباحثين والمطورين الذين يدعمون البحث العلمي في الصناعة والزراعة والدواء، وبالتالي يحلون مشاكل مصر الاقتصادية.. والأهم من كل هذا، ستختفي معظم أمراض المجتمع الحديث، وتعود لكل إنسان حريته في أن يعيش الحياة بالطريقة التي يريدها، دون أن يقع في نمط العزلة الفردي كما أوجدته صورة الحياة الغربية.. أرجو قراءة هذا المقال:


يقول الغربيون: اللحظات العصيبة تستلزم إجراءات جريئة.. ألم يحن الوقت بعد، لكي نبدأ في التفكير بجرأة خارج الصندوق؟.. أم يجب علينا أن ننتظر الدمار المؤكد والحتمي لما بقي من هذا المجتمع وهذه الدولة، مصرّين على مطاردة نفس المشاكل المستفحلة بنفس الآليات التقليدية الفاشلة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.