عن محاولات توريط
الجيش في المستنقع 2
أرى
أن الجيش سيظل خارج اللعبة السياسية مجبرا.. فجنوده هم أفراد من الشعب المصري، ولا
يستطيع في الواقع أن يستخدمهم لضرب المواطنين مهما كان انتماؤهم، لذا فالفيصل في
هذا الصراع هو الشعب نفسه، فهو الذي يمنح الشرعية وهو الذي يسحبها.
تذكروا
أن الجيش لم يستطع أن يفعل لمبارك سوى إرسال طائرات إف 16 تحوم حول ميدان التحرير،
وترك البلطجية يهاجمون الثوار يوم موقعة الجمل، وحينها نام الناس أمام جنازير
الدبابات عندما حاولت أن تضيق عليهم في الميدان لإخلائه، فتوقفت حيث هي.
هذا
أقصى ما استطاع الجيش فعله لقائده الأعلى مبارك، بعد ثلاثين عاما من حكمه!.. وحينما
وجد أن الشعب كله ساخط على مبارك، وانتشرت الإضرابات في كل المصالح الحكومية في كل
المحافظات مهددة بهدم الدولة، اضطر الجيش للوقوف مع إرادة الشعب، ونحى مبارك عن
السلطة (مع لعبة اتضحت كاملة لحمايته هو وأبناؤه وعصابته، فحتى الآن لم يسجن سوى
عبد الله بدر الذي سأل الفاجرة عن عدد الرجال الذين اعتلوها باسم الفن!!)
أكثر
من هذا لن يجرؤ أحد في الجيش أن يفعل شيئا، لأن التورط في حرب شوارع ضد مصريين،
سيفتت الجيش ويجعل كثيرا من المجندين يهربون، ويجعل كثيرا من الأسر تمنع أبناءها
عن التقدم للتجنيد!
الجيوش
تكوّنت لحماية شعوبها، لا لضربها.
لهذا
إن كان الشعب المصري منقسما حول مرسي والإخوان، فالحل ليس في يد الجيش.. الحل في
صندوق الانتخابات الذي يفرز إرادة الأغلبية.. ومن يرفض الاحتكام إلى الصندوق، فهو
يفرض على مصر الحرب الأهلية، فحينما يكون المجتمع منقسما لفريقين كل منهما له
تواجده على الأرض، فلن تستطيع فئة أن تزيح فئة بالبلطجة والثورة والانقلاب إلا
بدخول حرب أهلية!
ومن
يدرس تجربة لبنان والصومال، يدرك أنه مهما طالت هذه الحرب، فإن أي فئة لن تستطيع
إبادة الأخرى أو تركيعها.. كل ما سيحدث هو قتل الناس وتدمير الدولة وحسب، وفي
النهاية، سيعود الجميع مجبرين إلى مائدة الحوار وصناديق الانتخاب!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.