أهم أقسام المدونة

الصفحات

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

حبيبتي تغار من نفسها!


حبيبتي تغارُ من نفسها! 

أَلاَ ما كانَ أحمقَها إذا مِن نفسِها غَيرَى!
أُغازلُها فتَحسبُني قصدتُ غزالةً أُخرى!
أردتُ بذاكَ أُسعدُها فناحَ فؤادُها ذُعرا
وهل في مثلِ عينيها جمالٌ يُلهمُ الشِّعرا؟!
جمالٌ لا أفارقُهُ ولو قد فارقَتْ دَهْرا
وحينَ ظَفِرْتُ ملهوفًا بأحلى صُورةٍ سِرّا
نَهِلْتُ جمالَها حتّى شَدَوْتُ بدهشتي سُكْرا
ولو بي عندَها ثِقةٌ لهامَتْ في السما طيرا
ولكنْ شكُّها شوكٌ يُمزّقُ مهجتي غَدْرا
تظنُّ السوءَ بي دوما ولا تَتلمّسُ العُذرا
ولو قدْ أيقنَتْ حبّي لما تَعصِي لهُ أمرا
ولكنّي أسامحُها حبيبةَ مهجتي الحَورا
وأَعذرُ غُصَّةَ الماضي تُمرِّرُ قلبَها البِكْرا
وأُعلمُها إذا جَهِلَتْ، وأَبترُ شكَّها بترا
حبيبةَ مهجتي إنّي أحيطُكِ بالهَوَى خُبْرا
قصدتُكِ أنتِ فابتهجي.. قصدتُكِ أنتِ لا غيرا
أليسَ لديكِ مرآةٌ تَبوحُ بما أرَى جهرا؟!
فإمّا كانَ بي شكٌ فإنَّ بعينِكِ السِّحْرا
فكوني منكِ واثقةً فأنتِ بحسنِها أَدْرَى
ومهما الدهرُ غيّرَنا سيَبقَى حبُّنا بحرا
ومهما زِدْتِ مِن عُمرٍ فإنكِ طفلتي الصُّغرَى
فحبُّكِ ساكنٌ قلبي يُضاهي الشمسَ والبدرا
وبينَ شقوقِ وجداني يَفيضُ بداخلي نَهرا
ومهما منكِ مِن صدٍّ سأبقى قاصدًا خيرا
أنا كالنخلِ لو أُرمَى بِهَجْرٍ أَمنحُ التمرا!
وحبّي رحمةٌ تَحنو كأمٍّ رَبَّتِ الصبرا
وما بالحبِّ من ضَعفٍ إذا ما يَكسرُ الكِبْرا
ألا فَلْـتَسمعي قولي إليكِ نَظَمْـتُهُ دُرّا
وحينَ تُريكِ أبياتي دليلَ محبتي الكُبرَى
فلا تَستكبري إنّي أريدُكِ في غدي عُمرا
وكُفِّي عن معاندتي وإلاّ تُحرزي صِفرا!
جيوشُ هوايَ قادمةٌ تُحاصرُ قلبَكِ الغِرّا
والاستسلامُ في عشقي مصيرُكِ شئْتِ أو جَبْرا
أُريدُكِ بينَِ أحضاني وطَوَّقَ ساعدي الخَصْرا
أريدُ الشهدَ مِن شفتيكِ يَمحو الحنظلَ المُرّا
أريدُ البسمةَ النشوَى تُزيّنُ بالهَوَى الثَّغْرا
أريدُ الآنَ أَسمعُها: "أُحبُّكَ" كِلْمةً تَتْرَى
أريدُكِ لي ومَن تَعشقْ فؤادي اختارَتِ الأَسْرا
فكُوني أنتِ جاريتي أَكُنْ مملوكَكِ الحُرّا!
لقدْ أَعلنتُ ما عِندي فمُدِّي بينَنا جِسْرا


محمد حمدي غانم

22/9/2015

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.