النسر الأحمق

النسر الأحمق 

جاءوا بِنَسرٍ أحمقٍ = لِيقودَ سِربًا مِن نُسورْ

يَعلو فتُوشكُ الاختناقَ وثَمَّ يَهوِي للصخورْ

وتَتبّعَتْهُ رَعيّةٌ = ما كانَ تشكو أو تثورْ

لو قالَ: "طيروا"، نَفَّذوا = أو قالَ: "غوصوا في البحورْ"

مهما يُفرِّقْ شَملَهمْ = أو يُعطِهمْ بَخْسَ الأُجورْ

واليومَ قالَ: "تَجهّزوا = نَجتثَّ أعشاشَ الطيورْ

هيا لِنَسلُبَ خيرَهم = فيهم أرى كلَّ الشرورْ"

قالوا: "بَخٍ، هيّا بنا = يا أيها الأسدُ الهَصورْ"

وتدافعوا بِحَمِيَّةٍ = مِن خلفِ أشباحِ الغُرورْ

هجموا بيومِ كريهةٍ = طمسوا معالمَ كلِّ نورْ

فتدافعتْ لِتصدَّهم = في غضبةٍ بعضُ الصقورْ

وعلى رؤوسِ المعتدينَ مِن الدوائرِ ما يدورْ

هربوا سريعا، ليسَ أوهى مِن جَهولٍ إذْ يَجورْ

قالوا له: "ماذا تَرَى؟ = أنتَ الحكيمُ لنا، الوقورْ"

قالَ: "احرقوا أشجارَهم = فليصطلوا قيظَ الحَرورْ"

فتَتبَّعتْهُ رعيّةٌ = كالشاربينَ من الخمورْ

لم يَذكروا ما نالَهمْ = مِن حُمقِ ذا الطاغي الغَرورْ

كي يُحرقوا غاباتِهم = والنارُ مِن غيظٍ تَفورْ

والريحُ تنقلُ قيظَها = حتّى استباحتْ كلَّ دُورْ

حرقَ الجميعَ بحُمقِهِ = وتشردتْ كلُّ الطيورْ!

محمد حمدي غانم

1995