إسناد الفعل الأجوف والناقص إلى تاء الغائبة
آلت، وبالت!
في قصيدة "هي كبريائي عنك حالت"، استخدمت كلمة
"آلت" في القافية مرتين، لكن بمعنيين مختلفين:
- وعلى الهَوَى بالهجرِ آلتْ:
أصل الجملة: آلت على الهوى بالهجر.
آلت من الفعل آلَى، أي أقسمَتْ وحلفَتْ على الهوى بالهجر..
مثل قولك: لقد آليت على نفسي فعل كذا.
والأُلْوة والأَلْوة والإلْوة والأَلِيَّة والأَلِيَّا: اليمين،
والجمع أَلايَا.
والفعل آلَى يُؤْلي إيلاءً: حَلَفَ، وتأَلَّى يَتأَلَّى
تأَلِّياً وأْتَلى يَأْتَلي ائتِلاءً.. وقد تَأَلَّيْتُ وأْتَلَيْت وآلَيْتُ على
الشيء وآلَيْتُه: أَقْسَمْت.
وفي الحديث: "مَنْ يَتَأَلَّ على الله يُكْذِبْه"
أَي مَن حَكَم عليه وحَلَف كقولك: والله لَيُدْخِلَنَّ الله فلاناً النارَ،
ويُنْجِحَنَّ اللهُ سَعْيَ فلان.
وفي الحديث: "وَيْلٌ للمُتَأَلِّينَ من أُمَّتي"
يعني الذين يَحْكُمون على الله ويقولون فلان في الجنة وفلان في النار؛ وكذلك قوله
في الحديث الآخر: "مَنِ المُتأَلِّي على الله".
وفي حديث أَنس بن مالك: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،
آلى من نسائه شهراً أَي حلف لا يدْخُل عليهن.
-
كل الأمور إليكِ
آلتْ:
آلت إليها: أي رجعت إليها، من آل الشيءُ يَؤُول أَولاً
ومآلاً: رَجَع.
وأَوَّل إِليه الشيءَ: رَجَعَه.
وأُلْتُ عن الشيء: ارتددت.
الملاحظ هنا أن الفعل الأجوف (مثل آلَ) والفعل الناقص
(مثل آلى) يعطيان نفس الصيغة الصرفية عند إسنادهما لبعض الضمائر مثل تاء الغائبة
(آلت تَؤول، آلت تُؤلي).. الطريف في الأمر أنني كنت بصدد استخدام كلمة "بالت"
في القافية (من المبالاة: بالَى يُبالي، بالَتْ تُبالي)، لكنني أحجمت سريعا، لأن
أول ما سيرد إلى ذهن القارئ مباشرة هو الأصل الآخر (من الفعل بال) ولا مؤاخذة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.