يا سيادة رئيس
الوزراء أنقذ شعبك
واليوم بعد حادثة قطار البدرشين، أجدد نشره
موجها لرئيس الوزراء، وذلك لأن الدستور الجديد وضع معظم الصلاحيات التنفيذية في يد
رئيس الوزراء، وجعله شريكا مكافئا لرئيس الدولة، ويجب علينا أن نبدأ في معاملته
على هذا النحو، حتى يتحمل مسئولياته التي كلفه بها الشعب:
يا د. هشام قنديل: إنك لن تستطيع أن تحل كل
مشاكل مصر معا، وتوزيع الجهد والمال بينها جميعا يؤخر حلها ويزيد سخط الناس..
فأدعوك وأنت الدكتور المهندس ذو العقلية العلمية العملية، أن تحدد أولوياتك، وتضع
الحفاظ على أرواح الشعب المصري في سقف القائمة، وأن تبدأ بالأولى فالأولى، لأن
إحساس الناس بوجود تغيير في مجال واحد، سيعطيهم الأمل والصبر والثقة في انتظار
التغيير في باقي المجالات.. فأرجوك خذ قرارات حاسمة فيما يلي:
1-
إيواء المشردين في
الشوارع، حتى لو حولت أي مدارس جديدة تحت الإنشاء إلى ملاجئ لهم، بل حتى لو وضعتهم
في السجون في قسم خاص بهم، فهي أرحم من العراء في ليل الشتاء!.. مع البدء فورا في
إنشاء ملاجئ آدمية لهم مهما كانت التكلفة.. ولا تنس أن هؤلاء المشردين مورد خصب
للجريمة والانحراف.
2-
إخلاء كل المباني
الآيلة للسقوط وإزالة جميع الأدوار المخالفة لما تتحمله أساسات المباني في جميع
أنحاء الجمهورية، وهذا يتطلب تخصيص كل شقق إسكان الشباب لهذا الغرض.. زواج شاب ليس
أهم من أرواح أسرة.. حادثة انهيار المباني على قاطنيها حادثة دورية تحدث أكثر من
مرة كل عام في مصر منذ عشر سنوات، وهناك آلاف المباني ينتظر ساكنوها القتل لكنهم
لن يتركوها حتى لا يتشردوا!!.. ويمكن تشجيعهم على مغادرتها بأن تشارك الدولة في
تحمل نصف الإيجار عنهم لسنة أو سنتين إن تعذر أن توفر لهم السكن بنفسها، مع البدء
فورا في مشاريع إسكان على نطاق واسع لاستيعاب كل هؤلاء، مهما كانت التكلفة،
والأولى أن يتم تخطيط ذلك ضمن مدن سكنية مليونية في سيناء والساحل الشمالي، وأن
توجه كل المصانع الجديدة ومشاريع الاستثمار إلى هذه المدن، فوضعها في الصعيد
والدلتا لن يزيد الأرض الزراعية إلا خرابا، وسيزيد من تركز السكان فوق بنية تحتية
متهالكة لا يمكن حل مشاكلها.
كما أرجو تغليظ عقوبة
مهندسي الأحياء ورؤسائها إلى الإعدام في حالة انهيار مبنى على قاطنيه، حتى لا
يظلوا جالسين في مكاتبهم انتظارا لخبر انهيار المباني وهم يعلمون جيدا أنها آيلة
للسقوط، وحتى لا يتلقوا الرشاوى للتغاضي عن الارتفاعات المخالفة لما تتحمله
الأساسات.
3-
بناء المستشفيات
وتحسين الخدمة في الموجود منها، وتوفير الدواء فيها، ومراقبة وصوله إلى المرضى
(لأن الفساد في هذا الأمر معروف).. ويجب مضاعفة ميزانية وزارة الصحة، على ألا توجه
هذه الزيادة حاليا إلى أي رواتب، بل تركز على علاج المرضى وإنقاذهم من الهلاك..
وأرجو منك أن تركز بشكل خاص على الأمراض الوبائية كفيروس الكبد، فأنا أرى الناس
حولي تموت بسببه بصورة دورية!!
4-
الاهتمام بمياه
الشرب ومنع كل المصانع من إلقاء سمومها في مياه النيل والترع والقنوات، مهما كلف
هذا، وتطوير محطات معالجة مياه الصرف للتخلص من الملوثات والعناصر الثقيلة، لأن
ملايين المصريين يصابون بالفشل الكلوي وأمراض الكبد والسرطانات بسبب مياه الشرب
وما يأكلونه من أطعمة مروية بمياه ملوثة!
5-
توجيه عناية فائقة
بالسكك الحديدية وتحديثها والعمل على ازدواج خطوطها التي ما زالت فردية (والتي
تتسبب في تصادم القطارات عند أقل خطأ)، وإنشاء منظومة رقمية حديثة لإدارة القطارات
والتحويلات، ومضاعفة الحراسة على المزلقانات بحيث يكون هناك حارسان معا في نفس
الوقت على كل مزلقان، تلافيا لإهمال أحدهما أو مرضه أو حتى موته فجأة، فالغلطة هنا
بعشرات الأرواح وأحيانا مئات الأرواح.
6-
تطوير منظومة
الطرق ومعاملات الأمان عليها، لأن الناس تموت بالآلاف سنويا بسبب حوادث الطرق،
ويصاب أضعافهم بعاهات مستديمة.. ويمكن البدء بمراجعة إحصائيات الحوادث، لمعرفة
الطرق والملفات الأكثر خطورة، ومن ثم إصلاحها وعلاج عيوبها.. كما يجب توفير كشافات
إضاءة قوية على الطرق خاصة بالشبورة، يتم إنارتها عند الحاجة.
7-
السيطرة على
انفلات التكاتك والدراجات النارية التي يقودها في أحيان كثيرة مراهقون بل أحيانا
أطفال في المرحلة الإعدادية والابتدائية، ويتسببون بتهورهم في قتل أنفسهم وقتل
المارة وإصابتهم.. إن الذين يموتون في مصر بسبب هذه الحوادث يوميا أكثر ممن ماتوا
في حادثة قطار الصعيد.. الدراجات البخارية الصينية ملأت كل شوارع مصر بأعداد
مذهلة، ولا يوجد أي رقابة عليها، ولا توجد شرطة مرور في معظم المدن الصغيرة، ولا
في جميع القرى!!.. أين الدولة إن لم تبسط سيطرتها على الشوارع؟!
يا د. هشام: الشعب المصري يحترم رئيس الوزراء
الحازم الحاسم الذي يستطيع أن ينتزع له حقوقه، فأرجوك تخلص من الوزراء والمحافظين
الذين يعوقونك، وضع من تثق في أمانته وكفاءته ولا تبال بالنقد، وأخبر الناس بحزم
أنك لن تحقق لهم الآن أي مطالب فئوية ولن تلتفت إلى أية مشاكل لن يموت الناس إن لم
تحل فورا كتطوير التعليم وتشغيل النساء غير المعيلة وما شابه (ولن يموت الناس أيضا
إن قلصت ميزانيات الأفلام والمسلسلات والمسارح وقصور الثقافة التي لا تقدم أي شيء
مفيد أصلا!)، وأخبرهم أنك ستحسن أوضاع حياتهم بحل المشاكل ذات الأولوية التي
تحميهم وتحمي أطفالهم من الموت، فهذه يا سيادة رئيس الوزراء مسئوليتك الأولى فلا
تتأخر عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.