قد طواك الموت عنا
هكذا كنا شبابا كلُّ ما فينا بدايةْ
في ربيعِ العمرِ نمضي كلُّنا يسعى لغايةْ
مثلَ طيرٍ في السما نحيا ولا ندري النهايةْ
بَلْ علمنا.. كلُّنا ندري وتُنسينا الغوايةْ
سوفَ نمضي ذاتَ يومٍ، تنطوي للعمرِ رايةْ
صرتَ تدري يا صديقي حينَ أتممتْ الروايةْ
قد طواكَ الموتُ عنّا.. مَن نأَى واختارَ نايَه؟
للحياةِ القلبُ غنّي، ثم أفنى الموتُ نايَه!
مِتَّ، جزءٌ ماتَ منا.. كلُّ ذكرى أو حكايةْ
ذاكَ حكمُ اللهِ فينا.. محضُ حزنٍ لا شكايةْ
حينَ نحيا ذاكَ فضلٌ.. حينَ نَقضِي تلكَ آيةْ
محمد حمدي
غانم
22/9/2017
* نايه الأولى من النَّأْي بتخفيف الهمزة، ونايه الثانية
من الناي.
خبر حزين آخر.. بعد أن علمت بوفاة الصديق الشاعر منتصر
الكاشف منذ ثلاثة أشهر، علمت بالأمس أن صديقي المهندس ياسر رضا توفاه الله العام
الماضي.
منذ عشرين عاما، كان ياسر رحمه الله زميلي في غرفة
المدينة الجامعية وأنا في أولى اتصالات، وقضيت معه ذلك العام الدراسي فلم أرَ منه
إلا كلَّ خير.. كان منضبطا جدا لا يضيع وقته، كأنه علم أن الحياة قصيرة.
وكانت تلك آخر سنة في الجامعة لصديقي الشاعر الدرعمي
منتصر الكاشف (الشهير بأحمد الكاشف) رحمه الله، وأذكر أنه زارني في تلك الغرفة، ولا بد أنه قابل ياسر..
لعل الله يجمعهما في الآخرة في جنات النعيم.
هذه القصيدة كتبتها أرثيهما فيها معا، لأنهما ينتميان
لنفس حقبة الذكريات الجميلة.
رحم الله الصديقين العزيزين، ياسر رضا ومنتصر الكاشف،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.