عشرونَ قلبًا، وعشرون نغمة.
نبضاتٌ من الحُلم.. من الذكرى.. من الشوق.. من الحزن.. من الألم.. من
الأملِ الممكنِ والمستحيل.
نبضاتٌ تتناغمُ بينَ القصّة، الخاطرة، الآبدة، الشعر، والزجل، كلَّها
معًا في عملٍ واحد، لا ريبَ أنّه فريدٌ من نوعِه.
2-
صبـاحٌ جديدٌ في حبّك (شعر
عمودي)
6-
كان ذاتَ يوم (شعر حرّ)
9-
أشعّةُ الحـبِّ الغـارب (شعر
عمودي)
12-
المتحرّرة (قصّة
قصيرة)
13-
أقاويل
(شعر
عمودي)
16-
وسطَ الأمواج (قصّة
قصيرة)
17-
في المدرّج (شعر
حرّ)
19-
خصـام (شعر عمودي)
بدأت هذه المجموعة في صيف عام 1999
بقصة "على صدرِ
الزّمان"، التي كتبت معظمها وأنا عائد في الحافلة من
القاهرة إلى دمياط.. يومها كنت في إحدى دور النشر، وقد أهداني الناشر نسخة من ديوان
أحمد بخيت "وداعا أيتها الصحراء"، فأخذت أقرأ فيه لأمضي الوقت وأنا في
الحافلة، فتأثرت جدا ببراعة المقدمة النثرية للديوان، والتي فتنتني أكثر من الشعر
نفسه، فأخرجت ملزمة من ملازم شرح إحدى مواد الكلية (أظن أنني كنت عائدا من امتحان
آخر مادة في تلك السنة)، وشرعت في كتابة "على صدرِ
الزّمان".
وعلى عكس باقي المجموعة القصصية،
فإن "على صدرِ
الزّمان" تمثلني أنا، وهي لا تشبه البناء القصصي التقليدي،
وإنما هي مجموعة مشاهد حوارية ترسم شخصية العاشقين، والملهمة التي كتبت القصة
مستوحيا شخصيتها في هذه الحوارات الخيالية، هي نفس الفتاة التي حكيت نهاية قصتي
معها في قصة نشرتها سابقا بعنوان "في
الوقت غير المناسب" (ليست في هذه المجموعة)!
أحببت أن أستطرد في هذه الخلفية لأن
"على صدرِ
الزّمان" تحتل في قصصي نفس مكانة قصيدة "انتهاك
حدود اللحظة" في شعري، فقد تغير أسلوب كتابتي للقصص بعدها عما كان قبلها.
في تلك الفترة كنت أكتب الأوابد وهي
أقوالي غير المأثورة أو همساتي أو أيا كان اسمها، وقد فكرت أنها ستكون فكرة طريفة
أن أبني قصة تدخل الأوابد كجزء أساسي من نسيجها، ومن هنا ولدت قصة "الحب
بالبطاقات" بعد قصة "على صدرِ
الزّمان" بحوالي عام.. وقررت في خريف عام 2000 أن أكمل
مجموعة قصصية لأضع فيها هاتين القصتين، فأخرجت كراسات أفكاري التي ما زالت تحمل
مئات من أفكار قصص الخيال العلمي والقصص الرومانسية لم تكتب حتى اليوم، وكتبت في
ذلك اليوم قصتين هما "دائما أنتظر" و"خليج
الأحلام الماسي".
"دائما أنتظر" تصلح أن تقدم كمسرحية مونودراما قصيرة عميقة
نفسيا، و"خليج
الأحلام الماسي" لم تكن مبهرة كفكرة، لكني استطعت
فيها أن أكرر تجربة "على صدرِ
الزّمان" بصورة تراعي بشكل أكبر البناء القصصي المألوف..
وكان التحدي لي وأنا أكتبها أني رأيت فكرتها تحرق مرتين بعد أن كتبتها في مسوداتي،
فالفكرة كانت أن يساوم شخص ثري العاشق على التخلي عن حبيبته مقابل مليون جنيه..
هذه الفكرة وردت في فيلم أجنبي شهير (بالدولار طبعا :) )، لكن الأسوأ أن مسلسلا
مصريا قرر أن يستخدم نفس الفكرة، فعرض الثري تلك اللقطة من الفيلم الأجنبي، وقال
للعاشق: ما رأيك أن أقدم لك نفس العرض؟.. سأعطيك مليون جنيه إن طلقت زوجتك وتركتها
لي!!
لكني قررت أن أتجاهل هذا الحرق
المزدوج، وأكتب الفكرة باعتبارها وردت لي بشكل مستقل، ومع استغلال قالب على صدر
الزمان في بناء الشخصيتين بالحوار، صار من السهل أن تصير فكرة المليون جنيه مجرد
تفصيلة عابرة وليست محور القصة، ويمكن حذفها بدون أن تنتقص من القصة.. وهنا يتضح
أن هذا القالب القصصي لا يكترث بمبدأ التكثيف بمفهومه التقليدي، فالمفترض في القصة
القصيرة ألا تحتوي على تفاصيل لا حاجة لها، وأن حذف أي جزء من القصة القصيرة المُحكَمَة
يُخل ببنائها.. في الحقيقة قصصي تعتبر روايات قصيرة، تتكون من مشاهد مسرحية مبنية
في معظمها بالحوار، وشخصياتها مجردة من تفاصيل مادية كثيرة، فلا أهتم بالأسماء
والملامح والملابس والأماكن وباقي بيانات السجل المدني!!.. ولا أضطر إلى ذكر أسماء
للشخصيات إلا إذا اتسعت القصة لعدد من الشخصيات غير هو وهي.. هذا التجريد يجعل من
السهل على القارئ أن يتقمص الشخصيات ويضيف إليها ما شاء من خياله، فيكون مشاركا في
تأليف القصة.. بينما الحوار والمواقف تضفي على هذه الشخصيات بعدا فكريا ووجدانيا
يساعدني في التعبير عن وجهات نظري بشكل أفضل.. فالحقيقة أنني لست كاتبا اجتماعيا
وتوقفت عن متابعة المسلسلات العربية الاجتماعية وقراءة الروايات الاجتماعية منذ
عمر مضى لأنها بالنسبة لي مملة خانقة تقلّب أكوام الزبالة المتراكمة في المجتمع
وتلقيها في عقل المتلقي باعتبارها واقعا لا فرار منه.. ولا يعقل أن يعيش الإنسان
هذا الواقع القبيح، ثم يهرب منه إلى روايات ومسلسلات تتكلم عنه بأسوأ مما هو
أصلا!!
لكل هذا أفضل أن أقدم أفكاري من
خلال الخيال العلمي والأعمال الرومانسية والساخرة.
وبعد هاتين القصتين اللتين فتحتا
شهيتي للكتابة، كتبت في اليومين التاليين قصة "التّحدّي"، التي كان من المفروض أن تنتهي بعد أول مشهد فيها كما دونت الفكرة
في مسوداتي، لكني كنت اندمجت لدرجة أنني أحببت شخصية الفتاة، وشعرت أن النهاية
ظالمة جدا، وأنني لم أستطع تبريرها.. كانت القصة في البداية تحمل اسم "ذات
الأنف العالي" لكن شخصية الفتاة التي ولدت وأنا أكتب كانت بعيدة جدا عن هذا
فعيرت الاسم إلى التّحدّي.. لكل هذا واصلت الكتابة، فخرجت واحدة من أجمل قصصي، وعشقت وما زالت أعشق
حوار المشهد الختامي، وأردده بيني وبين نفسي بين فينة وأخرى، كأنه مقطوعة شعرية:
- إنَّ لي ذاكرةَ
الربيع.
- وأنا بردُ الشتاء.
- عينايَ دفءُ الأمل،
وقلبي نارُ حبِّك.
- تحبّينني؟
- [بحياء] كنتَ
واثقًا منها قبلَ أنْ تخطبَني.
- خطبتُكِ لتنتقمي
منّي.
- وافقتُ لأخدعَ نفسي
وأتقرّبَ منك.
- أريدُ أن تصيري حزني،
كما كُنْتُ حُزنَك.
- حُزني وسأصيرُ لكَ
كما تريد.
- أشعرُ بالخجلِ منكِ.
- أشعرُ بالانطواءِ
فيك.
- إنّكِ تهيمنينَ على
وجداني.
- امنحني إذن ما أهيمنُ
عليه.
وبسبب هذه البداية الموفقة بحمد
الله التي فاجأتني، خرجت للنور مجموعة "نبضات من قلوب العاشقين"، التي
جعلتها تحمل مزيجا من القصص والخواطر والأشعار وبعض الأوابد في الفواصل بين هذه
الأعمال.. فكرة هذا المزيج لم تكن جديدة علي، فمنذ بدايتي في الكتابة كنت أكتب مع
الأصدقاء م. محمد العربي محيسن و د. أيمن سامي البوهي عملا اسمه "نجم الخيال"،
وكنا نضع فيه أنواعا مختلفة من الأعمال الأدبية، بما فيها القصص المصورة التي كنت
أكتب قصتها ويرسمها محمد العربي.. بعد ذلك كتبت عملا اسمه "نجم الخيال
الضاحك" فيه مجموعة من القصص الساخرة، ثم عملا اسمه "نجم الخيال
الحالم" فيه مجموعة أعمال رومانسية تنتهي برواية "لن يكون الحب
ضعفي".. فجاءت مجموعة "نبضات من قلوب العاشقين" امتدادا لهذا
النهج.
وقد طبعت هذه المجموعة القصصية على
الورق وعملت لها "مونتاج" كتاب وصورته في شكل كتاب ورقي محلي الصنع
وصنعت له غلافا بسيطا، وكذلك فعلت مع رواية "حائرة في الحب".. وقد قرأهما
العديد من الأقارب والأصدقاء والزملاء، وأخذت انطباعات وآراء متنوعة عنهما.
وحينما نشرت ترجمتي لمرجع Mastering VB.NET عام 2003 وتوقعت أنه سينتشر انتشارا
كبيرا على شبكة الإنترنت، وضعت فيه هذه المجموعة القصصية مع بعض أشعاري وأشعار
الصديق الشاعر أ. سامح النجار وقصة للصديق أ. عمر محمود هاني بعنوان
"الشيطان في العيادة النفسية"،
ووصلت هذه الأعمال بالفعل إلى ما يقارب نصف مليون طالب ومبرمج عربي، وتلقيت
تعليقات إيجابية عليها عبر البريد، وقام البعض بنشر بعض هذه القصص في المنتديات
العربية.
وقد نشرت هذه القصص بعد ذلك مع
غيرها في إصدارات موقع أدباء دوت كوم.. لكن الموقع توقف بعد ثلاث سنوات، كما توقف
كتاب البرمجة عن العمل على نظام ويندوز 7، وهذا جعل هذه المجموعة تختفي عن
الأضواء!
بعد هذا نشرتها متفرقة على مدونتي،
وفي صفحتي على الفيسبوك، وأظن أنه حان الوقت لإعادة إصدارها في شكل كتاب الكتروني،
وقد أحببت أن تكون بنفس شكلها الأول الذي كتبته بها (ما زلت لدي نسخة مطبوعة دلتني
على شكل المجموعة الأصلي).. ورغم أني كنت ألحقت بها بعد ذلك قصتين هما "أشياء
لا يبددها الزمن" و "المبرمجان"
لكنني فضلت أن أزيلهما، وأضمهما للمجموعة التالية بإذن الله.
ها أنا ذا أعيد نشر هذه المجموعة
القصصية لكم، وأرجو أن تستمتعوا بقراءتها كما استمتعت بكتابتها.
رابط التحميل:
وقت ممتعا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.