المتابعون للمدونة

الأربعاء، 13 يوليو 2022

القلب النقي



 صباح الأمس قالت لي أمي:

-      اليوم ذكرى ميلاد أبيك رحمه الله!

النساء مخلوقات مدهشة فعلا، ولنا أن نعذرهن في غضبهن حينما يعجز الرجال عن تذكر مثل هذه التواريخ والمناسبات والذكريات، فالواحد منا ينسى تاريخ ميلاده هو نفسه، فكيف له أن يستوعب أن تظل زوجته تتذكره بعد سبع سنوات من وفاته؟!

وقبيل المغرب بالأمس أيضا قالت لي أمي:

-      عمك محسن في ذمة الله.

أمام المقابر كنا نقف بصمت، لم يقطعه إلا بكاء شاب مصاب بمتلازمة داون، راح يناجي من واراهم التراب في مقابر آل غانم، ثم يرفع يديه إلى السماء ويناجي الله ويدعو لهم بقلب في نقاء قلوب الأطفال، لم تحجبه عن الحقيقة ظنون العقل ولا أهواء النفس ولم تلوثه شهوات الجسد، ولم تشبه شائبة نفاق أو تحركه المطامع... وقد فشلت محاولات الكثيرين في تهدئته أو جذبه بعيدا.. فلعل رحمات الله مستهم بصدق دعاء هذا القلب الطاهر.

ذكرنا هذا الموقف بقوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا).

كل عام وأنت في رحمة يا أبي

ورحمة الله عليك يا عمي محسن، وكل من سبقكما من الأهل والآباء والجدود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر