المتابعون للمدونة

الجمعة، 28 فبراير 2025

المؤسس عثمان

 


أشاهد منذ 4 شهور الموسم السادس من المسلسل التركي "المؤسس عثمان".

هذا الموسم من المسلسل ممتع دراميا لكنه فاقد للمصداقية تماما ولا أظن أنه يمت للتاريخ الحقيقي باي صلة، وتوقعي أنه مجرد تعطيل انتظارا لعودة الممثلة التي تؤدي دور زوجة عثمان الثانية

على سبيل المثال لا الحصر:

كيف يمكن لمؤسس دولة محاط بالأعداء أن يترك مدنه المحصنة ويعيش في قبيلة في الغابة؟

وكيف اقتحم المغول القبيلة دون أن ينتبه احد أصلا؟.. أين دوريات الحراسة حول حدود الدولة وحول القبيلة؟.. هذا المشهد مكرر في مواسم أرطغرل وعثمان ولم أقتنع به ولا مرة!

والأسوأ هذه المرة أنهم نصبوا القبيلة تحت تل، وهذا يجعلها هدفا سهلا، والطبيعي أن يتركز الرماة على هذا التل بحيث لا يباغت أحد القبيلة.. لكن حتى حينما هاجم عثمان المغول المسيطرين على القبيلة وقف فوق التل يرميهم بالسهام!

هذا استخفاف بعقلية المشاهد وتشويه للتاريخ وهبوط بقيمة المسلسل.. يجب أن يعتني كتاب المسلسل ومصمموا المشاهد بهذه التفاصيل لتكون أكثر إقناعا.

ولن أتكلم عن طرق هروب عثمان الساذجة من مواقف لا مخرج منها، والتي لا يعقل تاريخيا أن يقع فيها أصلا كحاكم دولة.

أما الدواء الذي يعطل ذاكرة حليمة فهو نكتة في ذاته ولا يمكن أن يكون موجودا في تلك العصور.. ولا يعقل تاريخيا أن يكون لعثمان ابنة رباها البيزنطيون!

يجب وزن المعادلة بين الدراما والحقائق التاريخية، لاحترام عقل المشاهد ولتكون المشاهدة بناءة ومفيدة في الواقع المعاصر وليست مجرد تسلية مضيعة للوقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر