ناندينو كمبورس
نحن هنا لنطرح أعظم نظريات القرن الحادي والعشرين:
نظرية ناندينو كمبورس لابن غانم
يصر بعض المساكين ممن يتهمون أنفسهم زورا بالعلم والتفكير العلمي، على أنّ الخلية الحية ـ على تعقيدها ـ قد نشأت بالصدفة، متذرعين بمرور ملايين السنين على الأرض، وهو زمن هائل بالنسبة لهم، لكنه في الحقيقة زمن هين بالنسبة لتعقيد الخلية والاحتمالات الإحصائية، ولا يعني شيئا.
وأنا أسأل هؤلاء:
أليس من المنطقي أن تكون أشياء أقلّ تعقيدا بكثير من الخلية قد تكوّنت هي الأخرى بالصدفة؟
ماذا عن دائرة متكاملة بسيطة مثل NAND، وهي تتكوّن من ثلاثة ترانزيستورات فقط، علما بأنّ الترانزيستور ما هو إلا وصلتين من أشباه الموصلات Semi-conductors، كل وصلة منها مجرد سيلكون مشوب بفلز آخر.. وهذه الدائرة تصنع متكاملة، حيث تطبع مباشرة من السيلكون والشوائب والمواد العازلة، لتخرج في صورة دائرة NAND.
طيب.. أليس احتمال تكوّن هذه الدائرة في الطبيعة صدفةً، أسهل وأبسط بمراحل من تكوّن الخلية الحيّة بالصدفة؟
إننا في النهاية نتكلم عن بعض الرمل (فالسيلكون هو المادة الأساسية في الرمل) وهو يملأ أرجاء الكرة الأرضية، وملايين السنين كافية وأكثر من كافية لتفعل به المعجزات، تبعا لنظرية الصدفة الخلاقة المزعومة، أو كما يسمونها التطور!
فهل يا ترى تمّ العثور في طبقات الأرض المختلفة على شرائح تحتوي على هذه الدائرة؟
وطبعا، إن كان تكون NAND بالصدفة أمرا واردا، فمن المنطقي أن نتوقّع العثور على دوائر أخرى مثل AND و OR و NOR و NOT.. وربّما تكون بعض هذه الدوائر قد اتصلت بالصدفة، فكّونت Half Adder (وهي دائرة تجمع خانتين جمعا حسابيا بنظام العد الثنائي).. وباتحاد اثنين منها تكوّنت دائرة Full Adder (وهي دائرة تقوم بجمع خانتين ثنائيتين مع الأخذ في الاعتبار باقي جمع خانتين سابقتين).. وبصدف بسيطة أخرى نشأت دوائر الطرح والضرب والقسمة!
وعلى مسار آخر، كانت مجموعات من السلف NAND قد اتحدت بالصدفة لتكوين أوّل قلاّب Flip Flop، وبتواليف منه ظهرت بالصدفة مسجلات القيم Registers، وبتجمع هذه الأشياء معا ظهرت وحدة الحساب والمنطق ALU إلى الوجود بالصدفة... وهكذا أخذت الطبيعة عبر ملايين السنين تكوّن أول مشغل دقيق Microprocessor في الوجود!
وهكذا استمرت سلاسل الصدف السعيدة بلا كلل ولا ملل عبر عشرات الملايين من السنين لصنع باقي أجزاء الحاسب الآلي!
ليس هذا فقط، فقد حدث بالصدفة أن وصل سلك هذا الحاسب إلى بركة حمضية تولّدت فيها الكهرباء، فبدأ عمله، ومع بعض الصدف الصغيرة، راحت المعلومات تُختزن عشوائيا في ذاكرته، فتكوّن فيه أوّل نظام DOS، لم يلبث أن تطوّر بالصدفة إلى أوّل ويندوز، ثمّ توالت إصدارات هذا الويندوز، وظهرت تطبيقات المكتب وبرامج عرض الصور والأصوات والأفلام، ثم ظهرت تطبيقات الرسوم المجسمة، وبدأت تصنع بالصدفة نماذج أفلام ثلاثية البعد فيها نباتات وحيوانات وبشر.
ثمّ تطوّرت لغات البرمجة على ذلك الكمبيوتر، وبدأت تتحوّل بالصدفة إلى لغات ذكاء صناعيّ!!
وعلى مسار آخر، كانت تتطوّر آلات ومحركات، فاستخدمها برنامج الذكاء الصناعي ليصنع الإنسان الآلي، الذي استغل ذكاءه وبراعته الكيميائية لتخليق أوّل خلية حيّة معملية، وصنع نماذج النبات والحيوان والإنسان التي أنتجتها برامج الرسوم المجسمة، ليجعل من الكرة الأرضية مكانا أجمل!!
وفي مسار آخر، كان واحد من الأناس الآليين يفكّر أنّه لا يمكن أن يكون قد جاء إلى الوجود بالصدفة، فاخترع فكرة الصانع الأوّل، وعلّمها لبعض الكهان، قبل أن تحلّ كارثة جيولوجية على الأرض تقضي على الحواسب والآلات فلم تبقَ إلا بعض البشر والكائنات الحية!!!
جميل... أنتم الآن تتابعون الفتح العلمي الذي أهلّ به على العالم، والذي سيحمل في مجلدات العلم اسم نظرية غانم، وكلّ ما على العلماء من الآن فصاعدا هو أن يبحثوا عن بقايا NAND التي انقرضت في طبقات الصخور الأولى!
وسيأتي عالم عبقريّ، ويكتشف أنّ كتلة من الرمال مشوبة بالفسفور قد تصلح كبداية لأشباه الموصلات، وتوضع في متاحف التاريخ الطبيعي، وتمنح الاسم العلمي سليكينو ناندينو!!
ثمّ يفكّر آخر في تلفيق دليل من أجل الشهرة، فيلفق أوّل NAND بدائية، وتعرف في المراجع باسم ناندينو كمبورس!!
وهكذا تتوالى الاكتشافات العلمية العبقرية التي تؤكد نظرية غانم، مهما علا صراخ أعداء العلم والحقيقة!!
وسنواجه مثل هؤلاء السذج دائما بقولنا: أيها المغفلون الحمقي: أنتم تؤمنون بنظرية بائدة اسمها الدارونية، بينما الكائنات الحية هي من صنع الكمبيوتر المفكر (فلنمنحه اسم: ألفا كمبورس)، تبعا لنظرية غانم!!.. متى ستتخلصون من هذه الخزعبلات الميتا-حاسوبية التي تؤمنون بها؟!
والآن:
هل من تقدمي تحوسبي مؤيد لهذه النظرية؟
مهلا.. تروّوا في أحكامكم.. من يزدري النتيجة التي وصلت إليها نظرية غانم، فعليه أن يعود إلى البداية: هل من المستحيل تكوّن NAND بالصدفة؟.. تذكروا أنه مهما كان الاحتمال ضئيلا، فلدينا ملايين السنين لحدوث الصدفة.. إنه نفس الكلام الساذج الذي تقولون إنه علم، وإنه أصل المخلوقات الحية؟!!.. فلماذا ترفضون هذا وتصدقون ذاك؟!!
يقول السير فْرِد هويل في إحدى مقابلاته التي نُشرت في مجلة الطبيعة في تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1981:
"إنّ ظهور خليّة حيّة للوجود عن طريق الصدفة، يشبه ظهور طائرة بوينج 747 عن طريق الصدفة، نتيجة هبوب عاصفة على محلات لأدوات الخردة"!!!!!!!!!!!!!
حقا:
(صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)
(فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)
مواضيع ذات صلة:
جميل
ردحذفذكرتني بكتاب العالم الجليل محمد الغزالي (عقيدة المسلم) فهو يتبع تقريبا نفس الأسلوب في الرد على الملحدين وأشباههم
تحياتي (:
مرحبا م. حاتم:
ردحذفالغزالي رحمه الله عالم كبير، وإن لم أتأثر به مباشرة، فلا ريب أني تأثرت بمن تأثروا به، فالفكرة كما تعرف لا تموت.. إضافة إلى أنني من تلاميذ د. مصطفى محمود رحمه الله، سواء منذ طفولتي عبر برنامج العلم والإيمان، أو منذ مراهقتي من خلال قراءتي لكتبه الفكرية والأدبية والسياسية.
تحياتي
كالعادة لا استطيع الا ان اقول لو اتيحت للمصريين المبدعين الفرصة لكنا السادة في كل العلوم ولكن الله قد ابتلانا ليري صبرنا علي من اسموا انفسهم بالمبدعين والمفكرين ولا يتكلمون الا في الدين الذي لا يعرفون عنه الا قليل القليل، والراقصين والراقصات بعد الفنانين والفنانات ولكن اصحاب العقول النيرة الأفئدة المنارة لا مكان لهم في هذه الدولة التي لا يراد بها الخيري من جيرانها قبل أعدائها
ردحذفربنا يصلح الأحوال..
ردحذفأراك الثلاثاء القادم بإذن الله يا م. عوض.
تحياتي
بارك الله فيكم أخي محمد
ردحذفمقالة رائعة وابداع جميل
ادعوك لزيارة مدونتي
http://cleardeepthinking.blogspot.com/
شكرا لتقديرك أخي الفاضل.. مدونتك رائعة وقد أضفتها إلى ما أتابعه من مدونات.. بالتوفيق
ردحذفتحياتي