الحلقات المفقودة في الداروينية الفقيدة!
هيا نفند نظرية داروين في خمسة أسئلة!
وضع داروين (طالب الطب الفاشل، الذي تحول إلى دراسة اللاهوت) نظرية التطوّر منذ 150 عاما، بناء على مفهوم الانتخاب الطبيعيّ.. فهناك مثلا دببة تقرّر أن تتحوّل إلى حيتان!.. هو يرى أنّ وجودها قرب الماء واحتياجها إلى صيد الأسماك يدفعها إلى التكيف والتحوّر التدريجي ومن ثمّ التطوّر.. يقول دارون في كتابه أصل الأنواع:
"لا أجد أية صعوبة في أن يزداد ارتباط فصيلة من فصائل الدببة (عن طريق التنوع الطبيعي) بالماء، مع زيادة حجم أفواهها شيئاً فشيئاً، حتى يبرز في النهاية مخلوق هائل كالحوت"
وهناك زواحف تقرر أن تُرضع صغارها، فبمجرد أن تلعق الصغار العَرَق من جسد الأم في موسم حار، تنبت لها أثداء (يا حلاوة!!):
"شرعت بعض الزواحف التي عاشت في المناطق الباردة في تطوير أسلوب للحفاظ على حرارة جسمها، وكانت حرارتها ترتفع في الجو البارد وانخفض مستوى الفقد الحراري عندما أصبحت القشور التي تغطي جسمها أقل، ثم تحولت إلى فرو.. وكان إفراز العرق وسيلة أخرى لتنظيم درجة حرارة الجسم، وهي وسيلة لتبريد الجسم عند الضرورة عن طريق تبخر المياه.. وحدث بالصدفة أن صغار هذه الزواحف بدأت تلعق عرق الأم لترطيب نفسها، وبدأت بعض الغدد في إفراز عرق أكثر كثافة تحول في النهاية إلى لبن.. ولذلك حظي هؤلاء الصغار ببداية أفضل لحياتهم"
(George Gamow, Martynas Ycas, Mr Tompkins Inside Himself, London : Allen & Unwin, 1968, p. 149(
والسبب الذي جعل هذا الكلام المضحك يبدو منطقيّا في نظر هؤلاء، هو أنه يعتمد في ظاهره على مبدأ علمي ومنطقي، هو السببية: لقد وجد السبب أولا (الماء والحاجة إلى صيد السمك) فتحولت أرجل الدببة إلى زعانف وذيل!
لكن مشكلة هذا الهراء أنه غير علمي بقوانين الوراثة و DNA التي ظهرت بعد داروين.
فمن أبجديات علم الوراثة والجينات وDNA أن الصفات المكتسبة جسديا، لا يمكن أن يتم توريثها إلى الأبناء.. لأن الوراثة تتم في الخلايا الجنسية (الحيوانات المنوية والبويضات التي عن طريقها تتكون الأجنة)، وبالتالي لو حدث أي تغيير في قدرات العقل أو اليد أو القلب... إلخ، وأثر ذلك على DNA الخاص بهذه الأعضاء، فسيظل هذا التأثير معزولا عن الخلايا الجنسية و DNA الخاص بها، وبالتالي لن يتم توريثه.. وهذه الحقيقة العلمية تقول إن المخلوقات الحية تملك آلية بديعة للحفاظ على ثبات الأنواع لا تطورها أو تشوهها، وبدون هذه الآلية كانت الحياة ستنقرض منذ ملايين السنين، فالمخلوق الذي سيقطع ذيله أو تمرض عينه أو يولد مشوها، كان سيورث هذه العيوب لأبنائه فيقلل من فرصهم في الحياة، ومع الزمن يضيع الجمال والإبداع والتناسق في المخلوقات إلى أن تنقرض.. لكن الله سبحانه أبدع تصميم مخلوقاته، بحيث أن كل خلية في الجسم تحتفظ بنسخة كاملة ومعزولة من DNA الخاص بها، وأي تغير في محتوى DNA الخاص بأي خلية لا يؤثر على الخلايا المجاورة لها وبالطبع البعيدة عنها، لهذا فهو لا يصل إلى الخلايا التناسلية.
وكانت هذه القاعدة هي التي أسقطت نظرية لامارك عن التطور، والتي بناها على افتراض أن الصفات الجسدية المكتسبة تورث من الآباء إلى الأبناء.. وقد كانت لدى داروين فكرة (خاطئة كالعادة) عن أن الخلايا الجسدية التي يحدث لها تغير بسبب ظروف البيئة، تطلق في الدم جزيئات أسماها 'gemmules 'أو 'pangenes' ، وأنها تتراكم في الخلايا التناسلية، لكي تنقل التغيرات الجديدة إلى الأبناء.. وقد أجرى تجارب على هذا فعلا، لكنها فشلت فشلا ذريعا!
إن مراجع العلم مليئة بالأمراض الجسدية التي تصيب البشر والحيوانات، والملايين يصابون بها كل يوم، وتحدث تغييرات في أجسادهم، ورغم هذا لا تورث هذه التغييرات إلى أبنائهم.. هذا فضاء تجربة هائل ومستمر بشكل يومي منذ آلاف بل ملايين السنين، ورغم هذا لا ينتج عنه أي شيء مختلف، وهذا من رحمة الله سبحانه بخلقه، ومن إبداع تصميمه لمخلوقاته.
أما الأمراض الوراثية، الناتجة عن عيوب جينية، فهي تظل تورث جيلا بعد جيل، وحتى عند الزواج بين شخص مصاب بها وشخص سليم، يظل احتمال وراثتها موجودا في الأجيال التالية، فمن يكون سليما من الجيل الأول يمكن أن يحملها كصفة متنحية، قادرة على الظهور في الأجيال التالية.
إذن فنحن اليوم نعلم علم اليقين أن التغيرات الجسدية لا تورث، ولا يمكن أن تغير شيئا في خصائص الأنواع، وبالتالي فإن تأثيرات البيئة وصراع البقاء لا يمكن أن يغيرا شيئا في الأنواع!
وكان هذا المطب القاتل، هو الذي أتي إلينا بالداروينيين الجدد في القرن العشرين، الذين قالوا إن الطفرات العشوائية يمكن أن تحدث في شريط DNA، على أن يقوم الانتخاب الطبيعي بعد هذا بقتل الكائنات المشوهة الناتجة من هذه الصدف العشوائية، ومن ثم تتبقى الكائنات السليمة القادرة على البقاء، وبهذا تنشأ أنواع جديدة!
ولكن هذه الفكرة أغبى وأجهل من نظرية داروين نفسها، وتنفيها الرياضيات، كما أوضحت في موضوع أبدع حاسب وأبدع نظام تشغيل، خاصة المقطع السابع الذي أتحدث فيه عن رسم الموناليزا بالصدفة.. أرجو قراءة هذا الموضوع: نظرة برمجية إلى الحمض النووي الوراثي.
لكن الأسوأ من هذا وذاك، هو أن مروجي نظرية داروين، يستغلون جهل الناس فيتراقصون على الحبلين:
فتارة يقنعونك أن طائرا حوّر منقاره ليناسب الثمرة التي يأكلها، رغم أن هذه فكرة داروينية قديمة نفاها العلم.. فإذا قلت لهم إن هذا مستحيل بقوانين الوراثة، قالوا لك إن الطفرات تحدث، وهذه فكرة داروينية جديدة، لا تحتوي على أي سببية، ولا علاقة للطائر أو الثمرة بها.. فإذا قلت لهم إن الطائر سيموت من الجوع قبل أن تحدث كل تلك الطفرات في آلاف السنين لتجعله قادرا على أكل الثمرة، قالوا لك إن غريزة البقاء والتكيف دفعاه إلى التطور بتحوير منقاره.. وهكذا دواليك في حلقة مفرغة!
على كل حال، نحن هنا اليوم لنفحص أهم فكرة قامت عليها نظرية التطور، وهي الحلقات الوسيطة، التي زعموا أنها تفصل بين كل نوعين مختلفين، والتي من وجهة نظرهم، تحمل مراحل التطور التدريجية المختلفة.. ولدينا هنا خمسة أسئلة في غاية الأهمية:
1- كيف ظهرت الحلقات الوسيطة بالصدفة؟
2- لماذا ما زالت الحلقات الوسيطة مفقودة إلى اليوم؟
3- ولماذا فقدنا الحلقات الوسيطة أصلا؟
4- لماذا لا تتطور حلقات وسيطة جديدة في عالمنا اليوم؟
5- وماذا عن المحاولات الفاشلة التي لم تؤدِّ إلى حلقات وسيطة؟
دعونا في المواضيع القادمة بإذن الله، نتأمل في هذه الأسئلة.
شرا لك فقد استفدت من هذا الموضوع لدحض الوهم التطوري الدارويني
ردحذفههههه.. حرف واحد حولها من (شكرا لك) إلى (شرا لك).. يا ساتر :)
ردحذفعموما شكرا لك أخي الفاضل، وما توفيقي إلا بالله سبحانه فيما أصبت فيه.. تحياتي