المتابعون للمدونة

الخميس، 16 ديسمبر 2010

حينما يأتي الربيع

حينما يأتي الربيع

متى يجمعنا بستان؟
لأجلسَ كلَّ ليلةٍ أقولُ في عينيكِ موالي، وأبحرَ في هَفهاف بَسْمِك.
أصير طيرا بجناحين ورديّيّن، أحملكِ عليهما وأعلو، وأعلو..
نلمسُ السحاب القطيفي، ونغزل منه أحلاما سحرية، أو نبني فوقَه قصرا من عطر، نغرس على بابه وردتنا..
نميل عليها سويا، ونهمس لها بأسرارنا ورؤانا.
أقول: أتمنى بقرب حبيبتي أن أكون دوما..
وتقولين: يكفيني حبك.
ثم نواصل رحلتنا..
يعرفنا الكون أجمع..
لن نترك نجما إلا ونقبس منه ضوءا، نحمله لنغزل به حروف اسمينا على كل كوكب.
نجوب المجموعات النجمية، والمجرات وتجمعات المجرات وأشباه المجرات، ونصافح العمالقة الحمر والأقزام البيض والثقوب السوداء والنجوم النابضة، وكل أعضاء عائلة الكون الفسيح.
ونعود..
تودعنا نجومنا بحرارة، وتودعنا الزهرة والعطر والسحاب، مشدوهين من روعة هذا الحبّ الذي يغلف قلبينا، وما كانوا يحلمون بقطرة واحدة من فراته!
***
متى يجمعنا بستان؟
لتكون نجواي دوما في حسنك.
أن أكتفي بك من اللذة..
فقط أظل أهيم في ملامحك البديعة الوديعة بشغف وحب، فلا أشبع أبدا من هذا الوجه الملائكي.
ليتني استطعت أن أطبعه على حَدَقَتَيْ عينيَّ، فلا أرى سواه..
لكن عزائي عن عجزي عن ذلك، أنني طبعته منذ أمد على سويداء قلبي.
يكفيني أن أسمع منك كلمة..
آه لو تقولين "حبيبي".. فلترحلْ الدنيا كلها وتبقَ هي.
ما أحلاها من كلمة!
أترنيم البلابل هي، أم خرير ماء هادئ في حفيف دوح وارف؟
كلمة وحدها تملأ قلبي بكل فرح ونشوة.
ولكن متى تقولينها؟
ومتى يجمعنا بستان؟
متى؟

محمد حمدي غانم، 1995

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر