المتابعون للمدونة

السبت، 31 أكتوبر 2015

عمو 3


عمّــــو
(3)

 

سألها (ماهر) بلهفة:

-      أنتِ أيضا ما زلتِ تذكرينني؟!

قال (هالة) بحياء جميل:

-      لقد أرشدَتْني كلماتك إلى الطريق.. لا ينسى أستاذَه إلا تلميذٌ جاحد.

وضحكت بعذوبة مضيفة:

-      ثم إنك تعرف أن ذاكرة الأطفال قوية.

قال بفتون:

-      لم تكوني قَطُّ طفلة.

غزا الشجن نظراتها وهي تهمهم:

-      معك حق.. لقد ولدت كبيرة، فتُهت عن طفولتي.

-      (بتعاطف) أتفهّم ما تعنين.. ويل لمن سبق عقله سنه.

-      (بامتنان) أنت تُشعرني دائما أنني لست غريبة في هذا العالم.

-      اعتبريها ألفة غريبين التقيا.

-      فهذه إذن إجابة سؤالك.. وهل ينسى أحدهما الآخر بعد أن التقيا؟

ابتسم بسعادة وهو يتأمل ملامحها، فعادت تهرب منه ببصرها في اضطراب.. فسألها ليخرجها من حرجها:

-      أي طريق إذن؟

-      (حائرةً) ماذا تعني؟

-      قلتِ إنني دلَلْتكِ على الطريق.. فأي طريق؟

-  (مبتسمة) آه.. القراءة.. انتابني الفضول لأعرف ماذا ترى في كتب التاريخ فجربت قراءة بعضها.. واكتشفت أن الكتاب صديقي المفضل، الذي يفهمني أكثر، فشرعت أقرأ في مجالات ثقافية أخرى، واستمتعت بقراءة الروايات والأدب، واستمتعت أكثر بالقراءة في تبسيط العلوم وتاريخ العلم.. ومع متعة كل كتاب قرأته، كنت أشعر بالامتنان لك وأشكرك بالغيب على هذه النصيحة الغالية التي نصحتني بها ضمنيا دون أن تعظني مباشرة.

-  (ضاحكا) المراهقون لا يحبون الوعظ ولا تلقي الأوامر.. في الغالب يتمردون على ذلك، باعتباره تدخلا سافرا في خصوصياتهم وكبتا لحرياتهم، ومحاولة لتشكيل شخصياتهم على عكس هواهم.. كما أن الخبرات المعلبة الجامدة تفقدهم متعة استكشاف العالم بأنفسهم، ويرون أنها موضات قديمة يفرضها عليهم جيل لا يواكب العصر.. لا أعني بهذا ترك الحبل لهم على الغارب، لكنْ مصادقتهم وإعادة استكشاف عالمهم معهم، فهذا يجعل المراهق أكثر رضا، ويجعل مرشده يستمتع بعيش شبابه معه مرة أخرى.

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

مع أبي رحمه الله


 
مع أبي رحمه الله..
التُقطت هذه الصورة تقريبا وعمري 15 عاما.. كان أبي سعيدا لحصولي على المركز الثاني على مستوى محافظة دمياط في امتحان الشهادة الإعدادية، قبل أن أنغمس في كتابة الروايات والشعر، وأبدأ تمردي على التعليم المصري ودرجاته العقيمة!

اللهم اغفر لأبي وأدخله فسيح جناتك

 

 

 

 

الحاج جمال خليفة رحمه الله


في هذه الصورة، الحاج جمال خليفة رحمه الله بابتسامته الجميلة يحمل أخي محسن الباكي، وبجواره أخي حمدي المتعجب من بكاء محسن، وأنا الوحيد الذي أنظر للكاميرا محاولا افتعال ابتسامة لم أنجح فيها في أي صورة حتى يومنا هذا!

الصورة في بنغازي بليبيا حوالي عام ١٩٨١ وعمري أربع سنوات.. كنا نسكن في (حوش) قرب ميناء بنغازي، وهو بيت يتكون من طابقين يتوسطه ساحة فارغة بدون سقف وحولها بعض الغرف، وسلم داخلي للطابق الثاني.. كان الحاج جمال و أ. عبد السلام شتية يسكنان في الطابق الأرضي وكنا نحن نسكن في الطابق العلوي.. وانا أحب الحاج جمال من أيامها لانه كان يصحبنا كل يوم خميس بالسيارة للتنزه على كورنيش بنغازي وأكل الهامبورجر (الذي لم اره في مصر بعدها لسنوات ولم أتذوقه بهذا الطعم بعدها قط!).. وذات يوم ابتلع اخي محسن الذي لم يبلغ العامين حينها علبة حبوب خاصة باستاذ عبد السلام، ودخل في غيبوبة فأخذنا أ. جمال بالسيارة بسرعة إلى المستشفى وكانت بعيدة نوعا، وتم عمل غسيل معدة لمحسن وكتب الله له عمرا فله الحمد والشكر.

ومن الطرائف أن الحاج جمال حاول ذات مرة أن يحلق لنا شعورنا التي تبدو طويلة في الصورة، وأذكر أنه جرح أذن أحدنا، فلم يكن خبيرا في هذا الأمر.

لم أمكث في ليبيا أكثر من عام بسبب خلافات السادات والقذافي.. لكن حينما عدنا الى مصر اكتشفت مسرورا أن الحاج جمال رحمه الله كان جارنا، وظل خير جار حتى انتقلنا من الشقة التي نستأجرها إلى بيتنا الحالي عام ١٩٩٧.. لكن العلاقة استمرت، لانه استأجر عندنا مرآبا (جراج) لسنوات أخرى، وحتى بعد أن تركه، ظل على زياراته لوالدي فقد كانا خير الاصدقاء رحمهما الله.. وكان كثير الزيارة لوالدي في مرضه الأخير، وكان معنا في المستسفى بعد وفاته وأثناء غسله، وظل يزورنا بعد وفاته رحمه الله.

توفي الحاج جمال خليفة منذ أسبوعين، فذهب معه جزء جميل آخر من عالمي.

رحمه الله ورحم أبي وكفر عنهما سيئاتهما وغفر لهما ذنوبهما ووقاهما عذاب القبر وعذاب النار، وأدخلهما الجنة بفضله ورحمته.

 

 

عمو 1


عمّـــو

(1)

 

لم تكن (هالة) مجرد مراهقة تخطو خطواتها الأولى في عالم الأنوثة بأعوامها الأربعة عشر، حينما جلست قبالته يوما منذ سبع سنوات في هذا القطار.

كانت أكبر من سنّها بمراحل، تشعر وأنت تخاطبها بذلك النضج المبكر، مع شجن خاص يفوح من عينيها..

شجن لم يحتج وقتا ليتسلل عبر مسام قلبه فيشعره بإشفاق غامض تجاهها.

ولعها لمحت في عينيه هذا التضارب بين الانبهار والإشفاق، فسألته بغتة بشرود:

-      عمو.. لماذا يقول لي الجميع بأن عقلي أكبر من سني؟

ابتسم قائلا:

-  ربما لأنك تتكلمين بثقة وتجيدين فهم مقاصد من يحاورك من أول مرة.. نحن نعجب دائما بمن يفهمنا بسرعة، ويصور لنا غرورنا أنهم في غاية الذكاء لفهمهم ما نطرحه عليهم من فلسفاتنا العميقة!.. مع أن سوء التفاهم في الغالب يكون نابعا عن عجز المتكلم عن إيضاح مقصده، وليس بالضرورة عيبا في المتلقي.

تفكّرت في كلماته بشرود، وهو يتأملها مستشفا وقع كلماته هذه عليها.

كان كل ما مضى من حوارهما قد جعله على يقين أنها تفهمه جيدا.. أو على الأقل هي بارعة في إظهار هذا، وهذا في حد ذاته ذكاء اجتماعي تحسد عليه!

قالت فجأة:

-      كلامك كبير يا عمو.. ماذا تعمل؟

عمو 2


عمـــو
(2) 

أيقظه من ذكرياته صرير عجلات القطار وهو يتوقف في إحدى المحطات.

سبع سنوات مرت على ذلك اللقاء، و(هالة) الآن في الحادية والعشرين من عمرها.. لا ريب أنها في ذروة جمالها وتألق أنوثتها الآن.

ولكن هل حافظت على تألق شخصيتها وصقلت ذكاءها؟

تنهد وهو يرمق لافتة المحطة.. نفس المحطة التي صعدت إلى القطار منها منذ سبع سنوات.

سبع سنوات وهو يمر عليها يوميا في رحلته من وإلى كليته، ثم من وإلى عمله.. دون أن يلمحها ولو مرة واحدة!

لماذا لم يعرف اسمها بالكامل، أو يأخذ رقم هاتفها أو بريدها الالكتروني؟

لماذا لم يعرف أين تسكن؟

لماذا استغرقته لذة الحوار معها حتّى فوجئ بها تودعه في إحدى المحطات وتختفي للأبد؟!

كانت هذه الأسئلة تراوده كلما عاودته ذكراها.. والحقيقة أنها كانت تعاوده كثيرا، كلما نفر عقله من الإقتناع بأي فتاة يقابلها في الحياة.. لكنه كان يقول لنفسه دائما إنها كانت مجرد فتاة تعبر الخط الفاصل بين الطفولة والمراهقة، ولم يكن يومها ليفكر فيها بأكثر من هذا.

تنهد محبطا وتمتم لنفسه:

-  فلماذا إذن لم أصادفها بعدها ولو مرة واحدة في القطار أو ألمحها على رصيف المحطة بعد أن تكون نضجت ثلاثة أعوام أو أربعة واتضحت معالم أنوثتها وخطوط فكرها؟!

تنهد مرة أخرى في حسرة.

لعلها استخدمت القطار يومها كتجربة ولم يَصِر ركوبها له عادة.

أو لعلها سافرت مع أسرتها إلى الخارج.

أو لعلها.. ماتت!

آلمه هذا الخاطر، فسارع ينفضه عن ذهنه.. الحياة قاسية حقا، لكن لا يظنها تصل في قسوتها إلى هذه الدرجة!

أستغفر الله العظيم.. ما الموت إلا قدر، وهو لا يفرق بين شخص وآخر، ولا يأبه بذكاء هذه وتفاهة تلك!

زفر وتمتم في نفسه:

-  ما الذي فعلته بي هذه الصبية بالضبط؟.. وهل كانت موجودة حقيقة، أم أني صنعتها في خيالي في أحد أحلام يقظتي؟

أيام تمر وراء أيام، وهي لا تبرح ذهنه، بملامحها البريئة وشجن عينيها.

ليالي وراء ليال وهو يحاورها في ذهنه ويناقش معها في خياله ما يعجز عن مناقشته مع أترابه وزميلاته في الدراسة والعمل، حتّى صارت نموذج فتاة أحلامه التي ظل يبحث عن شبيه لها بلا جدوى، بعد أن تبخرت هي كالسراب!

حتّى إنه واظب على ركوب نفس عربة القطار التي التقيا بها كل يوم، على أمل أن تعود إليها يوما!

وحتى بعد أن أنهى دراسته وانتفت الحاجة لركوب القطار.. ظل يستقل القطار من بلدته إلى المدينة التي يعمل بها، رغم أن ركوب سيارات الأجرة أسرع وأسهل.

لكنه ذلك الأمل المراوغ، لم يترك نفسه يوما، فظل يحلم بلقائها.

آه يا هالة.. أين أنت؟.. أين أنت؟

***

أزعجه عن خواطره رنين هاتفه المحمول، فنظر في شاشته.

كانت خطيبته (سلوى)!

الاثنين، 26 أكتوبر 2015

الأحد، 25 أكتوبر 2015

أثاث


(27) 

·      أثاث:

إنَّ (أثاثَ) الحكمةِ عندَ الدعوةِ للحرّيةْ
أنْ (تَحتَـفِثَ) ببعضِ (الأثنانِ) العلويةِ و(الثُـفليّةْ)! 

بعض من تجليات الألف
(صفحات مهربة من معجم مفقود)

محمد حمدي غانم، 2000

 

أتى


(26) 

·      أتى:

أرجوكَ أخبرْني متى؟! 

بعض من تجليات الألف
(صفحات مهربة من معجم مفقود)

محمد حمدي غانم، 2000

 

إتاوة


(25) 

·      إتاوة:

يُقرّرُها الموظَّفُ في بلادي! 

بعض من تجليات الألف
(صفحات مهربة من معجم مفقود)

محمد حمدي غانم، 2000

أتون


(24) 

·      أتون:

شيءٌ في صدري

يطلبُ قُربانًا

نظرةَ عينٍ:

قبلَ الأكلِ وبعدَ الأكلْ

قَبلَ القَبلِ وبَعدَ البَعدْ! 

بعض من تجليات الألف
(صفحات مهربة من معجم مفقود)

محمد حمدي غانم، 2000

 

آلاء


(23) 

·      آلاء:

أنا كالبحر تملؤني اللآلي

ولا آلو بآلائي لآلي

بعض من تجليات الألف
(صفحات مهربة من معجم مفقود)

محمد حمدي غانم، 2000

السبت، 24 أكتوبر 2015

حبيبة ضائعة، وحبيبة مجهولة


حبيبة ضائعة، وحبيبة مجهولة:
هكذا تذوقت عبد الوهاب مطاوع!!

 

لم يحدث من قبل أن صرّحت لمن كتبت قصائدي الغزلية..

لكني أريد هنا أن أكسر القاعدة، لأعلن لمن كتبت أجمل قصيدتي غزل من بين المئات من قصائدي!

فمن وجهة نظري:

أبدع قصيدة غزل فصحى كتبتها هي قصيدة "هكذا أتذوقك"

وأبدع قصيدة غزل عامية كتبتها هي قصيدة "ضميني من غير ما ألمسك"

والعجيب أن هاتين القصيدتين كتبتهما لـ......

عبد الوهاب مطاوع رحمه الله!

وقبل أن تذهب بكم الظنون إلى مواضع مريبة، سأوضح لكم ما وراء هذا من ملابسات عجيبة!

الموضوع بدون الخوض في التفاصيل، أنني أعجبت بكتابات فتاة لا أعرفها وجها لوجه.. كان أسلوبها رشيقا وأفكارها تتمتع بالدفء الإنساني، حتى إني مدحتها قائلا إنها تذكرني بكتابات عبد الوهاب مطاوع!

وللأسف لم أحتج وقتا طويلا لأكتشف أنها فعلا كانت تنقل مقالات الراحل عبد الوهاب مطاوع حرفيا، فقد كنت قارئا نهما لكتبه أثناء المرحلة الجامعية، وحدث أنّ أحد مقالاته التي انتحلتها كنت ما زلت أذكره، فبدأت أبحث عن مصادر كل كتاباتها وتأكدت أن معظمها مقالات لهذا الفنان العبقري.

لكني للأسف كنت قد سمحت لنفسي بالانخداع قليلا، لأني كنت مبهورا بفكرة أن توجد امرأة تمتلك هذه الثقافة وهذه الذات الإنسانية الدافئة، فألهمني هذا بعدة قصائد، قبل أن أكتشف أنني كنت مغرما بصفات منتحلة من كاتبي المفضل!

في هاتين القصيدتين، كنت متأثرا بعدة عوامل، منها ـ كما ذكرت ـ انبهاري بثقافة وإنسانية الشخصية المنتحلة، ومأساة تلك الفتاة الخاصة التي جعلتني أتعاطف معها أكثر، ومأساتي أنا الخاصة، حيث كنت أريد الهروب حينها من فاجعة زواج ملهمتي من شخص آخر (وهذا قلته لفتاة عبد الوهاب مطاوع بصراحة منذ البداية، ونحن نتبادل أنخاب الحزن)!.. أي أنني في هاتين القصيدتين حولت مشاعر الحزن بطريقة نفسية معقدة إلى أدفأ مشاعر العشق والغزل!

الجدير بالذكر أن هذه القصة حدثت كلها في وقت قياسي، لأن نصفي المهندس لا يستطيع أن يسمح لنصفي الشاعر أن يعيش في عالم الخيال طويلا دون البحث عن أرض صلبة يقف عليها في عالم الواقع، لهذا كنت أسعى وبإلحاح لرؤية الفتاة والتعرف عليها في عالم الحقيقة بعيدا عن كل ما تدعيه عن نفسها في العالم الافتراضي.. لكنها بالطبع تهربت من هذا، واكتفت ببضع حوارات رقمية راقية، بعضها كان تحفا أدبية في ذاته، ولعلي أستخدم بعض عباراته في عمل فني يوما ما.

وبالمناسبة: لم يكن الحديث معها سهلا، وأغلقت في وجهي كل السبل في البداية.. لكن قصيدة "هكذا أتذوقك" نزلت عليها كالصاعقة، التي فتحت الباب المغلق عنوة!.. لعلها ذهلت أن يكتب لها إنسان عملا متدفق المشاعر يموج بالصور المبتكرة والعصرية كهذا.. لكن كما قلت، اتضح في النهاية أن القصيدة لم تكن لها أصلا، بل للذات الإنسانية الحانية والضافية للشخص الذي انتحلَتْ أفكاره ومشاعره!

كان لا بد أن أعترف هذا الاعتراف، لأن هذا الموقف من أغرب المواقف التي مررت بها في حياتي، والذي يؤكد ما أقوله دوما، عن أن التجارب الفريدة هي التي تصنع القصائد المختلفة، وأن الإبداع ليس نية متعمدة من الشاعر، فمهما بحث واجتهد، تظل المؤثرات الخارجية هي التي تثوّر مشاعره، وتحرك يده لتنحت أبدع قصائده.

 

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

ليلى


همساتٌ لامرأةٍ ما
(48)

 

ما زلتُ في وحشتي أبكي على (ليلى)
مِن ذكرياتي التي تجتاحُني ليلا
ردَّتْ على لهفتي "هيّا تَعالَيْ": لا!
أنَّى أرَى بدرَها في ليلةٍ ليلا؟!


محمد حمدي غانم، 2014

 

لن أعلم


همساتٌ لامرأةٍ ما
(47)

 

ما زلتُ رغمَ مرارتي أهواكِ لم أندمْ
نفسُ السؤالِ يَغيظني: هل كنتِ لي لو لَمْ...؟
كيفَ انتهتْ أحلامُنا ما زِلتُ لا أَفهمْ!
هل كنتِ قد أحببْـتِني؟.. أَوَّاهُ لنْ أَعلمْ!


محمد حمدي غانم، 2013

 

ملهمتي


همساتٌ لامرأةٍ ما
(46)

 

تنمو الزهورُ لِمَنْ إلا لفاتنتي
فَهْيَ الهوا في دَمِي والشِّعرُ في لُغتي
يا كلَّ معنى سَمَا في عينِ مُلهمتي
صوغوا بشِعري لها في العِشقِ أَوسِمتي


محمد حمدي غانم، 2012

 

حورية حورا


همساتٌ لامرأةٍ ما
(45)
 

بينَ الرياضِ بدَتْ حُوريةٌ حَورا|
والحسنُ في عينِها أهدى لنا زَهْرا
والشِّعرُ مِن ثَغرِها عَذبًا جَرَى نَهرا
تُقنا لها، قلبُها ردَّ الهَوَى نَهْرا!


محمد حمدي غانم، 2012

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

فيها الرضيع إذا بكى، فينا خطب


فيها الرضيعُ إذا بكى، فينا خطب!

 


يا للعَجَبْ!

أناْ غُصْنُ زيتونٍ

ولكنْ أحرقتْهُ الآنَ نيرانُ الغضبْ

أنا عاشقٌ للسِّـلْمِ،

لكنّي أَتوقُ كذاكَ لاستقبالِ فَجْري المُرتقَبْ

أنا نخلةٌ وَسْـنانةٌ،

بالتمرِ تُلقِي للنسيمِ،

كأنّها الفنّانُ أَنشاهُ الطَرَبْ

لكنّني كالطَّودِ

في الإعصارِ يَرمِي صخْرَهُ للريحِ

ما ولَّي الهَرَبْ

 

يا مَنْ لأوطاني اقتربْ

عجِّلْ لنفسِكِ بالهَرَبْ

نَبدو نِيامًا خانعينَ وإنمّا

نَحنُ العَرَبْ!

إن رُمْتَ خيرَ جنودِنا

لَكَ في فِلِسْطينَ الأَرَبْ

فيها الرضيعُ ـ إذا رأيتَ ـ مجاهدٌ

وإذا بَكَى ليسَ البكاءَ

وإنمّا فينا خَطَبْ!

لا غَرْوَ،

مِن دمِّ الشهيدةِ إنّما رضَعَ البطولةَ

واستبدَّ بهِ الغَضَبْ

فإذا أردتَ الآنَ نُصحًا فاستمعْ:

لا تُضْحِ كالحمقَى اليهودِ

بِغيِّهِمْ للمسجدِ الأقصَى سَعَوْا

يُلقونَ نارًا في الحَطَبْ

فالقدسُ مَحرقةٌ لهمْ

فيها جنودُ اللهِ مَدْعاةُ العَجَبْ

خيرُ الشبابِ إذا هَوَوْا كالموتِ

والسِّـكِّينُ للذَّبْحِ انتَصَبْ

هُمْ أولياءُ اللهِ

إذْ يَدْعُونَ نَصْرًا.. فاقتَرَبْ!

حتّى وإنْ أَغفَى على الطُّغيانِ

في زمنِ الخيانةِ

كلُّ حكّامِ العربْ!

 

فارجِعْ إذنْ عَن شامِنا..

واتركْ نخيلَ عِراقِنا..

هي طائراتُكَ كالبعوضِ

إذا تئزُّ ستستفزُّ بنا العَصَبْ

ولَسَوفَ تُوقظُ ماردًا متمرّدًا في رُوحِنا

قد نامَ في زمَنِ العَطَبْ

بينَ السحائبِ هامُهُ

وجذورُهُ الإسلامُ.. ذا خيرُ النَسَبْ

لا يَبتغي غيرَ الجهادِ لدينِهِ

عَشِقَ الشهادةَ واحتَسَبْ

فاهرُبْ

فَهَذِي الأرضَ زَلزَلها إذا يومًا بخُطوتِهِ ضَرَبْ

 

يا مَنْ ظننْتَ تَسُودُنا وَهْمًا

لأنَّ البعضَ منّا عَنْ هُوِيَّـتِهِ اغتربْ

لا، فارْتَدِعْ

فالأرضُ حُبلَى ألفَ عامٍ بالغَضَبْ

وغدًا سَتُنبِتُ مِن ثَرَاها إذْ تَخَضَّبَ مِن دِمانا

خيرَ أجيالِ العربْ!

 

محمد حمدي غانم

20/10/2015

الأحد، 18 أكتوبر 2015

عمّـــو.. مقدمة


عمّـــو

(مقدمة)

 

في عام 2006 شرعت في كتابة رواية رومانسية، وكتبت منها 25 صفحة بالفعل، لكني لم أكملها.. هذه الصفحات كتبتها بالقلم الرصاص، وقد عانيت بالأمس لمحاولة قراءة ما كتبته فيها، بعد أن بهت كثيرا عبر 10 سنوات، مما يعني أن هذا النص سيختفي للأيد لو لم أقم بإعادة كتابته على الحاسوب.

للأسف لم أعد اذكر إلى أين كنت أتجه بالأحداث.. من الواضح مما قرأته أنني كنت أنوي تعقيد الأمور بين شخصياتها الرئيسية الثلاث، لكني الآن أرى أن الطيب أحسن :).. سأحاول أن أكتب كل يوم جزءا من هذه الرواية القصيرة أو القصة الطويلة، وأرى هل من الممكن إكمالها أو إعطائها ختاما مبكرا.. كان الاسم القديم للرواية "عبقرية"، لكن هذه العبقرية لم تأخذ حقها في الجزء الذي كتبته.. ربما من الأفضل أن أسميها باسم البطلة (هالة).. أو أسميها باسم الموقف المحوري فيها (عمّو)!.. وهو بالمناسبة مستوحى من موقف حقيقي حدث في نهاية التسعينيات، مع إضافة الكثير من الخيال!

سأضع الآن مقطعا صغيرا لمن يحبون متابعتي وأرجو أن يعجبكم العمل في مجمله، ففيه رؤية فكرية اجتماعية رغم ضيق دائرة الأحداث الرومانسية.

****

ابتسم وهو يسألها:

-      ألا تبدو لك كلمة (عمو) كبيرة عليّ؟

سألته ببساطة:

- بماذا تريدني أن أناديك؟

فكر لحظة وهو يتأمل ملامحها الصغيرة..

إنه يكبرها بست سنوات.. هذا أكبر من أن تناديه بـ (ماهر) مجردا.. لكنه ما زال طالبا في الجامعة، وهذا أصغر من أن تنعم عليه بالأستاذية!

ابتسم قائلا باستسلام:

-      قولي لي يا عمو!
***

صفحة الشاعر