المتابعون للمدونة

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

لم يكن للورد ذنب


لم يكن للورد ذنب 

يا احتراقا في ضلوعي ذُبتُ شوقًا في انتظارِكْ
لم أَذُقْ حَلواكِ حتّى عذبَتْني باغترارِكْ
أينَ أَلقَى أيَّ أُنثَى أَشتهِي على غِرارِكْ؟
وحشةُ الملهوفِ ليلِي وارتحالي في نهارِكْ
يَطلبُ المجنونُ (ليلَى) فارسُمي دربي لدارِكْ
كيف يا مَن أنتِ بدرٌ صِرتُ نَجمًا في مدارِكْ؟!
أَدرِكي مَن هامَ عشقًا أنتِ يا أحلى المدارِكْ
لم يَكُنْ في الحبِّ يَدري أنّهُ أقسَى المعارِكْ
كانَ في كفّيهِ وردٌ حينَ أضحَى في غِمارِكْ
جرّحَتْ خدّيكِ ورْاداتي التياعًا مِن فرارِكْ
لم يكُنْ للوردِ ذنبٌ حينَ غالَى في حصارِكْ
انتشَى بالعطرِ سُكْرًا تحتَ تأثيرِ انبهارِكْ
ظنُّهُ يَرميكِ لَهْـفَى بينَ حِضني باضطرارِكْ!
فانتهَى المسكينُ حُلمًا ذابلاً شوقَ اخضرارِكْ!


***

آهِ ما أقساكِ أنثى!.. شبَّ وَجْدي من قرارِكْ
حينما خبّأتِ عنّي لؤلؤاتٍ في مَحارِكْ
فرَّ هذا القلبُ منّي سندبادًا في بحارِكْ
طامحًا للحسنِ وحدي ليسَ في عشقي مُشارِكْ
إنّما أَفْـلَتِّ خجلَى مِن يدي خوفَ احتكارِكْ
هكذا يَهديكِ عقلٌ؟!.. يا لَهُ مِنْ مستشارِكْ!
ليسَ سجنًا مُوحشًا أنْ تَسكُنيني باختيارِكْ
ليسَ موتًا مُؤلمًا إنْ تاقَ صدري لاعتصارِكْ
ليسَ عمرًا مُضجرًا، قد هامَ شِعري بابتكارِكْ
إنَّ لي سحرًا جميلا فاجعليني في اعتبارِكْ
أن تَصيري أنتِ أنثى لي، جديرٌ بافتخارِكْ
فَارْوِني بالحبِّ عُمرًا تاقَ زهري لانهمارِكْ


***

يا ارتحالاً في شُرودي: راهبٌ قلبي بِغارِكْ
ضاعُ عُمرٌ مؤلمٌ والشوقُ يَكويني بنارِكْ
قيل لي: "الأيامُ تُنسي".. قلتُ: أُنسِي في انتظارِكْ
إنَّما بي منْكِ جرحٌ، ضمّديني باعتذارِكْ
إن ظلمتِ الصبَّ هجرًا ليسَ معنى لانتصارِكْ
فاجعليني فيكِ نِدّا، أَشركيني في حوارِكْ
واغمُري في عطْرِكِ اسْمِي وارسُميني في شِعارِكْ
واعْجَلي بالوَصْـلِ إنّي مُستميتٌ غيرُ تارِكْ


 

محمد حمدي غانم

12/10/2015

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر