ما أظلمك
تَمادى بيَ الحلمُ في سَكْرةِ العشقِ.. ما أظلَمَكْ!
تقولينَ: "بالحبِّ ما أوهمَكْ؟!"
وإنّي الذي ذابَ شوقا إليكِ ومِن عَذبِ أنغامِه
أَطعَمَكْ
جميلٌ مُحيّاكِ ما أوسمَكْ
مَليكةُ عرشِ الفتى رسَّمَكْ
ولكن سريعا تَروغينَ منّي كأني ببحرٍ مَلَكتُ السَّمَكْ!
فما بالُها أقسمَتْ مقلتاكِ - إذا غبتِ - بالشوقِ
"لن نَرحمَكْ"؟
تَراءَى لكِ الشهدُ.. عن بهجةِ العشقِ ما أَحلَمكْ!
لماذا فؤادُكِ عني انهمَكْ؟
وفي لُجَّةِ النَأْيِ ما أقحَمَكْ؟
أأعماكِ عني غرورُ الجمالِ وخُنتِ الذي قلبُهُ أكرَمَكْ؟
وغنّاكِ شِعرا رقيقا عَذُوبا فعذّبتِ في قسوةٍ
مُلهَمَكْ!
فلا تَندَمي، أنتِ أَقصَيتِ حبي، إذا الشوقُ في الهجرِ
قد هاجمَكْ
وناجيـتِني في الغروبِ،
وطَيفي على صفحةِ البدرِ قد كلّمَكْ
وقلبُكِ يَعصيكِ لا ليسَ يَنسَى، وعقلُكِ أقسمَ لن
يَفهَمَكْ
فعندئذٍ تُوقنينَ بحبي، ويُسكِرُ همسُ اشتياقي فَمَكْ
وتَدرينَ يا ريمُ أرداكِ سهمي، سَفَكتُ على دربِ عشقي
دَمَكْ
وتَبغينَ في لمستي بَلسَمَكْ
فيا مَن تَتيهُ بِصحْراءِ هجريَ: عَن جنةِ الوَصلِ ما
أحجمَكْ؟
أزيحي الغرورَ الذي غيّمَكْ
وجيئي لِمَنْ عشقُه ألزَمَكْ
بما ضمّةِ الشوقِ ما كانَ ضَنَّ، على قُبلةِ الصفحِ ما
حرَّمَكْ
أنا الحبُّ، فَلْتَـنهلي مِن حناني، سيَشفيكِ مِن كلِّ
ما آلمَكْ
وفي دفءِ إحساسِه نَعّمَكْ
تَناءَى بكِ الخوفُ عن لذّةِ الحبِّ.. ما أجرَمَكْ!
محمد
حمدي غانم
20/11/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.