المتابعون للمدونة

الاثنين، 4 أكتوبر 2021

حذف خانة الديانة

 ملحوظة: هذه الصورة البائسة لا تمت لي بصلة، وأي تشابه بينها وبيني هو من قبيل السجل المدني!



تريد أن تعرف ماذا سيحدث لو حذفوا ديانتك من بطاقتك الشخصية؟

حسن، شاهد هذا الفيديو (سأضعه في نهاية المنشور) الذي سبق أن حكيت فيه معاناتي للحصول على كيس دم لأمي من فصيلة A سالب، وكيف كان أحد أوجه المعاناة إثبات أنني ابنها خاصة أن بطاقتي وبطاقتها لا تثبتان أي علاقة بيننا بعد حذف اسم أبي رحمه الله من بطاقتها بعد وفاته، وأن الإثبات الوحيد هو شهادة الميلاد!

بعد هذا الموقف ذهبت لاستخراج شهادة ميلادي لأحملها معي تحسبا لمثل هذه الطوارئ، وبعد طابور في الداخل وطابور على الشباك وامرأة بدون كمامة تطاردنا بسعالها في كل طابور (الرعب في زمن كورونا)، قالي لي الموظف إن هذه أول مرة أستخرج فيها شهادة ميلاد مطبوعة بالكمبيوتر وإن الاستمارة الخاصة بأول مرة غير موجودة و"فوت علينا بكرة يا سيد"!.. نعم.. لديهم استمارة ثمنها ٤٠ جنيها تستخرج لأول مرة واستمارة ثمنها ٢٥ جنيها للمرات التالية!!

كل هذه المرمطة سببها حذف اسم الأم من البطاقة الشخصية!!.. تخيل إذن لو حذفوا خانة الديانة من البطاقة، ووجدت نفسك مضطرا لاستخراج ورقة رسمية من السجل المدني لإثبات الديانة في حالات الزواج والطلاق وقضايا المحاكم والتقديم للأطفال في المدارس والجامعات (خاصة الأزهرية) وتصاريح الدفن ... الخ... وهذا معناه أنك ستضيع المزيد من عمرك في طوابير السجل المدني ناهيك عن أن كل ورقة من هذه ستكلفك رسوما وإكراميات.... الخ!

باختصار: من يطالبون بحذف خانة الديانة يريدون تعقيد حياة الناس وجباية ملايين الجنيهات سنويا، في مقابل تحقيق بعض العلمانيين نصرا وهميا في حربهم العمياء على الإسلام والمسلمين!



 وجهة نظري أن البطاقة الشخصية يجب أن تكون المستند الوحيد الذي تحمله معك والذي يغنيك عن استخراج أي أوراق شخصية أخرى لهذا يجب أن تحتوي على الديانة واسم الأم وحتى فصيلة الدم (كانت كذلك قديما لكن الاختبار لم يكن دقيقا.. يجب أن يتم الاختبار في بنك الدم الحكومي ويثبت في البطاقة في أول مرة يتم استخراجها).. ويجب أيضا أن تحتوي كل مصلحة حكومية على جهاز يقرأ الباركود الموجود على البطاقة ليدخله إلى كمبيوتر متصل بشبكة الحكومة ليعرض البيانات المطلوبة عن صاحب البطاقة (ولا يعرض أكثر منها للحفاظ على خصوصية بيانات المواطن، وهذا أمر سهل عن طريق التحكم في الصلاحيات الممنوحة للبرنامج في كل مصلحة حكومية).. هذا الأمر أيضا سيسهل القبض على المطلوبين، فمن السهل جعل البرنامج يرسل إنذارا للشرطة ليخبرها بمكان استخدام بطاقة الشخص المطلوب، ومن ثم يتم تحريك أقرب دورية للقبض عليه (أو تكليف أمن المبنى باحتجازه إلى حين وصول الشرطة)، وهذا سيكون أكثر فعالية من كمائن الطرق التي تفحص بعض البطاقات عشوائيا، كما أنه سيساهم في تطبيق أحكام القضاء على المتهربين منها، فمثلا الزوج الذي لا يدفع نفقة أولاده أو يسدد ما عليه من غرامات مالية، سيجد نفسه عاجزا عن فعل أي شيء ببطاقته لأن البرنامج سيكتشف أن عليه أحكاما فيمنع إتمام المعاملة (يمكن استثناء بنك الدم من هذه الفقرة الأخيرة لأنه أمر يتعلق بالحياة أو الموت، ويمكن الاكتفاء بإبلاغ الشرطة عنه لتتصرف معه بعد نقل الدم).

رسالة قصيرة إلى كل علماني: استخدم عقلك ولو مرة واحدة، وفكر في تسهيل حياة الناس وحل مشاكلهم، بدلا من أن تجعل أمراضك النفسية وكراهيتك للأديان تعقد حياتنا أكثر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر