المتابعون للمدونة

الاثنين، 7 فبراير 2022

صناعة النشر العلمي

 من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه

من صناعة النشر العلمي في الوطن العربي!

 

أخي القارئ/المبرمج:

نشر كتبي الالكترونية الجديدة محمية ضد النسخ لا يهدف إلى استفزازك أن تثبت قدرتك على كسر الحماية (فأنا واثق أنك ستستطيع هذا في النهاية لو حاولت)، ولكن بغرض حماية حقي في الحصول على مقابل بسيط للمجهود الذي بذلته في هذا الكتاب، يضمن لي استثمار المزيد من الوقت في كتابة كتب أخرى لأقدمها لك.. فتأليف الكتب صناعة مثل كل صناعة تحتاج إلى تمويل، وللأسف لا يوجد أي دعم في بلادنا لهذه الصناعة، وقد تركت وظيفتي كمبرمج لأغامر بطباعة الكتب، لكن سوق النشر تزداد سوءا عاما بعد عام، في ظل انهيار نصف دول المنطقة وتوقف معارض الكتب فيها وهجرة سكانها الذين كان بعضهم يشتري الكتب، إضافة إلى المشاكل الاقتصادية المتراكبة الناتجة عن الفوضى السياسية والاجتماعية والحروب والأوبئة وغيرها.. وفوق كل هذا منافسة اليوتيوب للكتب في أمة قليل من سكانها يحب أن يقرأ.. وما يزيد الطين بلة هو التحديثات السريعة للغات البرمجة، التي تجعل صلاحية الكتاب قصيرة، فالقارئ يبحث دائما عن الإصدارات الأحدث، وهذا يعني أن الكتاب يحتاج وقتا طويلا لكتابته، ووقتا قصيرا لبيعه يجبرنا على طباعة عدد قليل من النسخ وهو ما يزيد تكلفة النسخة، وكل هذا يوضع على السعر النهائي للكتاب فيصير مرتفعا، فيعجز كثير من القراء عن شرائه، ناهيك عن تكاليف إرسال الكتاب بالطرود البريدية إلى الخارج وعقبات تحويل الأموال بين الدول العربية و... و... و....

هذه ظلمات بعضها فوق بعض، تجعل الاستمرار في الكتابة مهمة انتحارية، لهذا فآخر تجربة سأجريها في هذا الأمر هي النشر الالكتروني ببرنامج الحماية، لأرسل لك الكتاب بسعر قليل وأخلصك من تكلفة الطرد، حتى يمكنك الاستفادة بمحتوى الكتاب.

لهذا كل ما أرجوه منك أن تقدر حجم المشكلة ولا تضع المسمار الأخير في نعش التأليف العلمي في الوطن العربي، بمحاولة كسر الحماية ونسخ محتوى هذا الكتاب لنشره وتوزيعه مجانا.

ومن جهتي لا أمانع في شراء نسخة توضع على حاسوب محمول Laptop يستخدمه أكثر من شخص، أو نسخة توضع على حاسوب موجود في مكتبة مدرسية ليكون متاحا لجميع الطلبة.. أنا لست ضد نشر المعرفة ووصول العلم للجميع، لكني فقط أحتاج إلى عائد قليل يضمن لي الاستمرار في الكتابة.

وقد طرحت من قبل مبادرة "علم ينتفع به"، داعيا أن يتشارك مجموعة من القادرين في شراء حق كتاب، لأنشره مجانا لجميع العرب، ليكون هؤلاء الممولون شركاء في نشر علم يُنتفع به ويحتسبوا أجرهم عند الله في هذا، ويمكن أيضا أن أضع لهم دعاية عن بعض أنشطتهم التجارية أو مواقعهم داخل الكتاب.. لكن للأسف لم تلق هذه الدعوة صدى كافيا (أو لم تصل لمن يتحمسون لها بسبب سوء الدعاية).. لهذا سأجرب النشر الالكتروني وأرى، فإن فشلت هذه التجربة فسأتوقف عن الكتابة وأعمل كمبرمج وحسب.

غني عن الذكر أنني لن أسامح من يكسر حماية هذا الكتاب، ولا من يقرأ نسخة مسروقة منه بدون أن يدفع لي ثمنها.. لهذا لو وصلك هذا الكتاب بصورة غير شرعية، فعليك أن تتواصل معي لدفع ثمنه لي، وإلا فعليك وزره أمام الله سبحانه، وعلى من يكسر الحماية أن يتحمل مجموع هذه الأوزار معهم!

لقد نشرت في السنوات الماضية عددا من كتبي مجانا لنشر العلم واحتساب الأجر، لكن لو انتشرت كل كتبي بشكل مجاني، فلن أستطيع مواصلة الكتابة، فلا شيء مجاني في الحياة كما تعلمون!

أرجو أن تكون الصورة قد وصلت كاملة، وتكونوا مدركين لحجم المشكلة التي يعانيها سوق النشر العلمي في الوطن العربي.. وربنا يصلح الحال.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر