المتابعون للمدونة

الأربعاء، 7 فبراير 2024

قل هه ولا تخف



 "في كل ليلة أحاول أن أحصى عدد الكلمات التي قلناها.. ليست كثيرة.. أطول كلمة هي: هه.. أنت تسألني. أو أنا أسألك.. ولا أنت أجبت ولا أنا.. كأن أحدا منا لم يسأل الآخر.. ما الذي أسأل عنه إذا كنت بين ذراعيك.. ما الذي تسأل عنه إذا كنت حولك؟..ما الذي أنشده وأنت جميعك هنا.. وهنا.. وهنا؟.. وخصوصا هنا في أعمق أعماق القلب.. يا قلب القلب؟

ما هي الأبدية؟.. هي ألا يكون زمن.. هي أن يكون شعور بلا شمس ولا قمر بلا ليل أو نهار.. فقد أغضمنا عيوننا.

وما فائدة العين للمحبين؟.. مرة واحدة رأيتك وأغضمت عليك عيني.. ملأت عيني، وجعلت رموشي أصابع تلتف حولك، وأضمها عليك لتبقى في العين، لتكون أنت العين التي بها ترى العين" من قصة "قل هه ولا تخف" لأنيس منصور.

لم أكن مغرما بكتابات أنيس منصور، رغم أنها تتسم بروح الشباب، ورغم أني قرأت له منذ صباي كتابه الكبير "حول العالم في 200 يوم" ضمن ما فرأته من أدب الرحلات، وقرأت له أيضا كتاب "الذين هبطوا من السماء".. لكن أكثر ما أعجبني من كتبه حينما قرأته في الجامعة "مذكرات شاب غاضب" و "مذكرات شابة غاضبة".. مضى على هذا ربع قرن ولآ أذكر منهما شيئا طبعا غير إعجابي بهما، ما عدا قصة أو خاطرة (أيا كان تصنيفها الأدبي) اسمها "قل هه ولا تخف" من كتاب مذكرات شابة غاضبة.. ورغم أنها تتجاوز قليلا مقاييس عن الأدب العفيف، لكنها تحفة أدبية مغرقة في الرومانسية ملكت علي حواسي، وهي أعمق ما قرأت عن انتماء المرأة لرجلها عقلا وقلبا وجسدا.. ولا أدري لماذا تذكرتها مؤخرا، فأعدت قراءتها وأصابتني بنفس الدهشة والانبهار رغم تغير العمر واختلاف الثقافة والذوق عبر الزمن!

الكتاب متاح الكترونيا ويسهل الوصول إليه بالبحث في جوجل، والقصة موجودة في صفحة 162 في ملف ال PDF أو 165 في ترقيم الصفحات المطبوعة.. مع تأكيدي أنني مختلف اختلافات جذرية مع توجهات أنيس منصور الفكرية، لكن الفن الحقيقي يهزم كل دفاعاتك، وهذه هي خطورة الفن!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر