المتابعون للمدونة

الأحد، 2 مارس 2025

فك رقبة

 


جاءني تأمل معين حول الكفارات التي تتضمن تحرير الرقاب (العبيد)، كفارة القتل الخطأ، وكفارة الظهار، وكفارة الذي يجامع أهله في نهار رمضان، وكفارة اليمين، وكفارة الإساءة إلى المملوك بضربه أو لطمه.

ومعلوم أن العبودية انتهت (ظاهريا) في العصر الحديث، ومن ثم صار الكل ينتقل إلى البدائل الأخرى المتاحة للكفارة كإطعام المساكين أو صيام شهرين متتابعين.

وتأملي هنا هو حول التعبير "فك رقبة".. وأرى أنه من بلاغة القرآن المعجزة، إذ يمكن أن يتجاوز معنى العبودية إلى معاني أرحب تشمل كل من طوفت رقبته (قيدت حريته) كالأسرى في سجون الاحتلال والمسجونين من الغارمين (أصحاب الديون).. وهكذا.. وقد لفت نظري أن "الغارمين" أتت معطوفة مباشرة على "الرقاب" في آية الزكاة، وكأنهما فئة واحدة مفصولة عما قبلها وما بعدها:

(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة:60].

فهل يجوز اعتبار تحرير أسير أو إطلاق سراح غارم مكافئا لتحرير رقبة في الكفارات؟.. هل هناك من قال بذلك؟

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر