وما الدنيا إلا طابور طويل!
كنت اليوم في مكتب البريد، وكان
مزدحما بمن يقبضون المعاش.. وكالعادة كان هناك طابور طويل من النساء على شباك
المعاشات، بينما كل حين وآخر يأتي رجل ويقبض معاشه وينصرف، لأنه يجد طابور الرجال
فارغا فيحين دوره سريعا، وهو بالمناسبة عكس ما كان يحدث في طابور الحوالات الذي
أقف فيه، فلم يكن فيه نساء، لهذا حينما جاءت امرأة صرفت حوالتها مباشرة وانصرفت!
طبعا هذا أمر مستفز، لكن لا يمكن
معالجته إلا في مكتب البريد الرئيسي الذي يأخذ فيه القادمون أرقام انتظار ويتم
النداء عليهم آليا كل في دوره بغض النظر عن الجنس.. هذا غير ممكن في نظام الطوابير
في مكاتب البريد الصغيرة، فلا يمكن خلط الرجال بالنساء في طابور واحد، لهذا تطبق
قاعدة شهيرة: واحد من طابور الرجال وواحدة من طابور النساء على التبادل، وهو الأمر
الذي قد يكون ظالما في بعض الحالات كما أوضحت!.. وبالمناسبة: ترفع النساء دائما في
هذه الطوابير شعار: للذكر مثل حظ الأنثيين، للمطالبة بإنهاء معاملة امرأتين مقابل
كل رجل :D
المهم أن سيدة في طابور النساء بدأت
تتذمر من كثرة الرجال الذين يأتون ويذهبون بلا انتظار، بينما هي واقفة لساعة،
وبدأت تعلن عن رغبتها في التصرف لكي تأخذ النساء حقوقهن، وشعرت أنها ستشعل ثورة
نسوية، خاصةً مع تجاوب البعض معها، وأنتم تعرفون أنني أصنف كفلول في كل ما يخص
الثورات النسائية :D لهذا قلت لهن ضاحكا:
-
المشكلة أن
الرجال يموتون قبل النساء.. فهل بعد أن تقضي المرأة على الرجل وتأتي لتأخذ معاشه،
لا تريد حتى أن تنتظر دورها في الطابور
فضحكن ولم يجادلن.. وهكذا تم إجهاض
الثورة في مهدها واستتب الأمن والنظام.. وأكثر من هذا حدثت مشادات فيما بينهن بعد
ذلك على الدور، وهذا ذكرني بأهمية تفريق صفوف الثوار وجعلهم يتقاتلون فيما بينهم،
فهذا ينسيهم قضيتهم الأساسية.. فرق تسد :D
والحمد لله صرفت حوالتي قبل أن
أحتاج لتخويفهن من مصير سوريا والعراق لجعلهن يحمدن الله على نعمة الذل في
الطوابير في سن الشيخوخة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.