المتابعون للمدونة

الخميس، 14 مايو 2020

هل أصابني كورونا في أكتوبر 2019؟


هل أصابني كورونا في أكتوبر 2019؟

في بداية شهر أكتوبر الماضي، أصبت بأعنف دور برد في حياتي كسّحني حرفيا.
كانت حرارتي مرتفعة لأيام، وكان سيتال يخفضها مؤقتا ثم تعود للارتفاع بمجرد زوال تأثيره، مع سعال شديد جعلني أشرب الكثير من دواء الكحة، كما أصبت بالتهابات في معظم مفاصل جسمي في الصدر والظهر وجانبي الحوض والقدمين، وأسوأها على الإطلاق كان في الركبتين، وعزوت ذلك حينها للنقرس لأنه يهاجمني مرة كل عام، مع أني أعرف أنه من غير الممكن أن يهاجم كل هذه المفاصل معا مرة واحدة خاصة أنني أتناول أدويته منذ عامين.
وقد طلبت مني ابنة خالتي د. نيفان فؤاد حفظها الله إجراء عدة تحاليل، فجاء تحليل حمض اليوريك طبيعيا (مسبب النقرس)، ولا توجد أي مؤشرات للروماتيزم، والكبد والكليتين على ما يرام، لكن سرعة الترسيب كانت عالية بشكل جنوني ما يشير إلى وجود التهابات شديدة جدا في الجسم، مع وجود صديد شديد في تحليل البول، ما يشير إلى التهابات في المثانة أو الحالبين.. والغريب أنني وسط كل هذا لم أصب بزكام ورشح يذكر على عكس دور البرد المعروف.
وقد كتبت لي د. نيفان عدة مضادات للالتهاب لمواجهة أورام المفاصل والالتهابات وكنت آخذ نوعين أو ثلاثة من مضادات الالتهاب يوميا لمدة شهر كامل، تعذبت فيه عذابا شديدا ليس فقط للسير على قدمين بل حتى للنوم على ظهري أو جانبي!.. هذا أسوأ دور برد أخذته في حياتي على الإطلاق.
الآن عندي ظن أن هذا لم يكن دور برد وإنما عدوى كورونا، وأنه لم يظهر فجأة في ديسمبر في الصين، ولكنه كان يجوب العالم متخفيا قبل هذا بشهور قبل أن تنتبه الصين إلى زيادة عدد الوفيات واكتشفت وجوده في التحاليل.. وليس شرطا أن أكون قد أصبت بنفس السلالة السائدة حاليا، فما أسمعه في الإعلام الآن أن هناك عدة سلالات من هذا الفيروس أشرسها التي تهاجم أمريكا حاليا وأوقعت حتى هذه اللحظة 83 ألف قتيل!
ولو صح هذا، فمن المرجح أن مضادات الالتهاب قد منعت الفيروس من التمكن من الرئتين والحمد لله، الذي يسر لي الشفاء على يدي د. نيفان جزاها الله خيرا وحفظها هي وزوجها صديقي الودود د. طارق جمعة وأبناءهما من كل داء.
هذا هو التفسير المنطقي بالنسبة لي، فقد ظلت متعجبا طوال الشهور الماضية من ذلك الدور الجهنمي الذي كسّحني حرفيا وحولني إلى ما يشبه عجوزا في التسعين لا يقوى على شيء، والذي ما زلت أعاني من بعض آثاره على ركبتيّ حتى اليوم، فلم أستطع الجلوس للتشهد شبه مستريح إلا مع بداية رمضان الحالي ولله الحمد، بعد الاستمرار في تناول اللبن والبيض وفيتامين د ومقويات الغضاريف يوميا لمدة 7 أشهر لإعادة بناء العظام والمفاصل.
ملحوظة: الفيروسات مخلوقات شديدة التدمير، لأنها تحقن مادتها الوراثية في الخلايا الحية لتسخرها في إعادة إنتاج نفسها، وهذا يعني: تدمير الخلية الحية وإيقافها عن عملها، وأيضا إيقافها عن تجديد نفسها (لأنها تنتج الفيروس بدلا من أن تعيد إنتاج نفسها).. وهذا معناه أن تمكن الفيروس من أي جهاز في الجسم سيؤدي إلى تعطيل بعض مهامه الأساسية مثل انهيار التنفس في الرئتين أو تخريب الكبد والكليتين، أو تدمير المفاصل.. لهذا استلزم الأمر كل هذا الوقت لأعيد ترميم الركبتين خاصة مع وزني الزائد (كان الأمر أسهل مع باقي المفاصل).. ولهذا أعمل جديا على خفض وزني، وعازم على الوصول إلى الوزن المثالي بإذن الله، لأن لذة الأكل لا يمكن أن تنسيني العذاب الذي تعذبته في تلك المحنة!
ملحوظة على الملحوظة، ومنعا لبعض التعليقات المتوقعة والقيل والقال: لا داعي للقلق على الجهاز الآخر الذي ذكرته في البداية.. كل شيء يعمل بأفضل مما يرام (نظريا على الأقل) !
لكن، هل كورونا هو الاحتمال الوحيد لما أصابني؟
رغم وجود بعض الأخطاء في نظامي الغذائي سابقا، فإن تفسير ما حدث لي بنقص فيتامين د أو الكالسيوم أو زيادة حمض اليوريك والنقرس لا يفسر ارتفاع الحرارة والسعال، إلا لو كنت قد حققت المعجزة وأصبت بالبرد مع النقرس مع ضعف العظام في توقيت واحد!
وما يعزز شكوكي في هذا الأمر أن أمي حفظها الله أصيبت بمشاكل شبيهة في المفاصل في نفس التوقيت وهو أمر ظللت أبدي استغرابي منه، لأني لست ممن يستسلمون لتفسير المصادفات بسهولة.. كورونا معروف عنه أنه يسبب آلاما شديدة في المفاصل، مع مشاكله الأخرى.
وما يرجح الأمر أكثر، أن ابن عمتي أ. محمد الهواري رحمه الله، توفي قبلها بثلاثة أشهر بعد أن أجروا له كل أنواع الكشوف والأشعة والتحاليل في دمياط والمنصورة والقاهرة ولم يعرف أحد سبب انهيار رئتيه المتسارع، حتى فشل في التنفس وتوفاه الله بدون سبب واضح في ذلك الحين، وعزوا الأمر للتدخين، لكن التدخين لن يدمر الرئتين بهذا الشكل وهذه السرعة وفي سن الخامسة والأربعين، بدون عامل آخر.. حدث هذا بعد شهر من وفاة أخيه الأكبر أ. شوقي الهواري رحمه الله، وهذا ما يزيد شكوكي عن الأمر.
وطبعا لم يكن أحد يعلم شيئا عن كورونا في ذلك الحين، وإن جاء في خاطري حينها انفلونزا الطيور.
أظن أن عمل إحصائيات لكل حالات الالتهابات الرئوية الغامضة التي استعصت عن العلاج والتفسير سيكشف متى بدأ بالضبط ظهور هذا الفيروس في العالم.. سرعة انتشاره الحالية رغم إجراءات الإغلاق، تدل على أنه كان ينتشر في الخفاء ببطء في بلدان العالم المختلفة، ولم ينتبه أحد إليه إلا بعد إعلان الصين عن اكتشافه وتفشيه.
وقد أخبرت د. نيفان بهذه الشكوك، فأعادت النظر في تحاليلي القديمة، ووجدت في صورة الدم نتائج على وجود عدوى فيروسية (شبيهة بالتي يسببها كورونا حاليا) مثل نقص الليمفاويات Lymphopenia، لكنها أخبرتني أن ما يمكن أن يحسم هذا الأمر هو تحليل الأجسام المضادة، لكني طبعا لا أجرؤ على الاقتراب بإرادتي من أي مؤسسة طبية في هذه الظروف!.. حفظ الله جميع العاملين فيها والمتعاملين معها.
رحم الله شوقي الهواري ومحمد الهواري، وأيا كان السبب فالعمر مقدر، وأدعو الله أن يعوضهما في الجنة بأجمل مما تركا في الدنيا.
لا أدري يقينا ما أصابني وأصابهما، لكنها تجربة تستحق التأمل، فربما تكشف أهمية مضادات الالتهاب وموانع التجلط في مواجهة هذا الفيروس وباقي عائلة الانفلونزا، وهو أمر سمعته من أكثر من طبيب يعمل في مكافحة كورونا في أوروبا وأمريكا.. وكما ذكرت، يمكن استخدام الزنجيبل كمادة وقائية لأنه مضاد قوي للالتهاب وأيضا مضاد للتجلط مع فوائد أخرى (لم أصب ولله الحمد بأي دور برد منذ أكتوبر الماضي حتى اليوم، حيث تختفي أي أعراض خفيفة في غضون ساعات بفضل الله)، لكن لو ظهرت أي أعراض لكورونا فيجب التزام المنزل وطلب مساعدة الأطباء فورا، وأخذ العلاجات التي يصفونها.
كما أن هذا الأمر يكشف ثغرة في المطارات والموانئ والمنافذ البرية، (شوقي ومحمد كانا من سكان مدينة دمياط الجديدة وبها ميناء) وهي عدم وجود إجراءات وقائية طبية احترازية، بالتحليل العشوائي يوميا طيلة العام وكل عام، لعينات من العاملين والمسافرين في هذه الأماكن للكشف عن أي عدوى بكتيرية أو فيروسية، لأن هذه هي المنافذ الرئيسية لانتقال العدوى إلى أي دولة، ومن المتأخر جدا اتخاذ هذه الإجراءات بعد أن تعلن دولة أخرى وجود وباء فيها، لأن الوباء كما قلت يمكن أن يأخذ فترة حضانة طويلة، خاصة إن كان ضعيفا مثل كورونا، يحمله 80% من المصابين بدون أي أعراض وتهزمه أجهزة مناعتهم طبيعيا لكن بعد أن يكونوا نشروه في المجتمع والدول الأخرى التي يسافرون إليها!
وأخيرا دعواتكم لأخي محسن وأسرته (موجودون في قطر) لأن فحصهم جميعا جاء إيجابيا لكورونا.. شفاهم الله وعافاهم ونجاهم، ولا أرانا فيهم مكروها برحمته ولطفه وقدرته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر