انتبه: اسم ممنوع من
الصرف معطوف على اسم مقصور
فائدة نحوية في قصيدة لكنك أنثى:
في هذا البيت (كنسيمٍ أوهى من عطر وأشدّ عنادا من إعصار) شكّلتُ
كلمة أشد بالضم (ولم أستطع تصحيحها لأنها
صورة).. والصواب "أشدَّ" بالفتح، لأنها معطوفة على مجرور (أوهى صفة لنسيمٍ)
لكن علامة الجر هنا هي الفتحة لأن أشدّ اسم ممنوع من الصرف (صيغة أفعل التفضيل نكرة
غير معرفة بأل ولا بالإضافة).
سبب الارتباك هنا، أن هذه الكلمة معطوفة على "أوهى"
التي لم تظهر عليها علامة الإعراب لانتهائها بالألف (اسم مقصور)، وهذا أحد المواضع
التي تخدع الذهن خاصة مع وجود العطف الذي يجعل الكلمة بعيدة عن المؤثر الإعرابي، فلجأ
ذهني تلقائيا إلى الرفع لعدم وجود سبب ظاهر لاستخدام تشكيل آخر.
لاحظوا أن ممارسة اللغة تجعل المخ البشري يشكل الكلمات تلقائيا
بدون إعراب.. فنادرا ما أتوقف أمام كلمة لأنظر موضعها الإعرابي وأقرر تشكيلها..
أنا أكتب بالفصحى عفويا فتخرج منضبطة التشكيل في معظم الحالات، ما عدا حالات قليلة
جدا تحتمل مثل هذه الالتباسات، أكتشفها عند القراءة الثانية أو الثالثة.. احتاج هذا
إلى تدريب طويل وممارسة عملية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث كنت أتعمد
قراءة الروايات بالتشكيل النحوي الكامل، وكان هذا بطيئا ومملا في البداية، ثم صار شيئا
عاديا أفعله بلا تفكير مع الوقت.. وفي فترة الجامعة صرت أكتب المقالات والقصص
والروايات بالتشكيل الإعرابي، خاصة أني كنت أكتب على الحاسوب وتصحيح التشكيل أمر
سهل بدون شطب وتشويه كما يحدث على الورق.. لم أعد حاليا أشكل النثر (ما عدا وضع
الشدة وتشكيل بعض الكلمات غير المألوفة)، لكن طبعا هذا أمر حتمي في الشعر فبدون أن
أضع التشكيل سيكسر كثير من القراء العاديين موسيقى البيت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.