العابرونَ كالنسائم
العابرونَ في اللهيبِ كالنسائمْ
يُعلّمونَ الداجنينَ أنْ يطيروا
كالحمائمْ
في لحظةٍ واليأسُ قبرٌ مُوحِشٌ والليلُ
غائمْ
يتألّقونَ كالصباحِ بالعزائمْ
فيَثـبُتونَ حينَ تُتَّـقَى الهزائمْ
ويَختـفونَ حينَ تُجمعُ الغَنائمْ
هم يذهبونَ كالربيعْ
مِن بعدِ علّموا الحِملانَ لا تُطيعْ
مذابحَ الذئابِ في القطيعْ
فالحلُّ في تَوحّدِ الجميعْ
لوضعِ كلِّ شيءٍ في مكانِهِ المُلائمْ
هم يرحلونَ، يتركونَ مِن دمائِهم ما يرسمُ
المعالمْ
ما يستفزُّ عزمَ كلِّ حازمْ
ويستثيرُ خَيلَ كلِّ حالمْ
فَيَهدمونَ قبرَ كلِّ نائمْ
وخائفٍ وخانعٍ وواهمْ
ليهتفوا بساحةِ المظالمْ:
لِتُسْـقِطِ الشعوبُ كلَّ ظالمْ!
سنَزجرُ الطغاةَ للمحاكمْ
ليدفعوا عنْ كلِّ هذه الجرائمْ
العابرونَ في اللهيبِ كالنسائمْ
طوفانُ مَن لَبّى وضحَّى غيرَ نادمْ
قربانُ فجرٍ جامحٍ بالعدلِ قادمْ
بدمائهم رَوَوِا الزّهورَ،
بعشقِهم سَطَروا الملاحمْ
العابرونَ برقٌ والطريقُ عاتمْ
في نورِهم ندري بأنّا مبصرونَ لا سوائمْ
وأنّنا الليوثُ حتّى لو بِشوكٍ كبّلوا
المعاصمْ
ومَن يظنُّ أنّهُ على الجباهِ حاكمْ
فَلْيَعْـلَمَنَّ أنّهُ هوَ عندَنا في
الأصلِ خادمْ
العابرونَ
في الظلامِ كالشِّهابِ جاحمْ
يَسْـرُونَ
بالإباءِ في الهَشيمِ كالضرائمْ
يَفنَونَ
رَجمًا للشياطينِ الرجائمْ
حتّى
يُزيحَ الفجرُ ليلَ كلِّ هائمْ
ويُنقذوا
عبيدَنا مِن رِبقةِ المزاعمْ!
العابرونَ
كلُّ ساجدٍ وقائمْ
وذاكرٍ
وشاكرٍ وصائمْ
هم
يجعلونَ حتفَهمْ ولائمْ
في
عُرسِهمْ تساقطتْ دماؤهم كي تَفهمَ البهائمْ!
هل
تفهمُ البهائمْ؟
محمد
حمدي غانم
14/8/2013