المتابعون للمدونة

السبت، 30 نوفمبر 2024

الكتاب الثاني على أمازون



 بفضل الله، نشرت للتو على أمازون الكتاب الثاني من سلسلة الطفل المبرمج

Small Visual Basic Kid Programmer Level 2

وهي سلسلة أكتبها باللغة الإنجليزية، لتعليم البرمجة للأطفال غير العرب بلغة سموال فيجوال بيزيك.. أما الأطفال العرب فيعلم من يتابعني أني أنشأت لهم قناة يوتيوب أشرح لهم فيها هذه اللغة.

هذا الكتاب بعنوان: قوة المتغيرات:

The power of variables

وهو كتاب قصير وسهل وممتع (70 صفحة فقط مقاس B5).

وقد اخترت محتويات هذا الكتاب بعناية فائقة لتناسب الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 7 سنوات فما فوق.

لم يكن الأمر سهلاً، لأن البرمجة تحتاج إلى خلفية منطقية ورياضية صلبة، لذلك كان التحدي هو كيف أشرح للطفل بعض المفاهيم البرمجية الجديدة، مثل:

استخدام المتغيرات لتخزين وقراءة البيانات،

استدعاء الوسائل Methods وتمرير المعاملات إليها وقراءة القيم العائدة منها،

واستخدام المؤقت Timer للقيام بأشياء بسيطة ومثيرة.

كل ذلك دون تجاوز المستوى الدراسي للطفل ونضجه العقلي، وإلا فسيجد صعوبة في تعلم البرمجة وقد لا يحبها!

لهذا السبب أخذت وقتي بعد نشر الكتاب الأول في شهر فبراير الماضي، وخلال الأشهر الماضية، تفاعلت مع الأطفال في الدورات الصيفية، وجهزت أمثلة مناسبة، وطورت لغة Small Visual Basic نفسها لتكون أكثر كفاءة وقوة، لتسهل عليّ كتابة هذه الكتب.

ومع ذلك، عندما بدأت أخيرًا في كتابة هذا الكتاب، كان علي تغيير خطتي مرتين، ونقل ثلاثة فصول بعد كتابتها بالفعل إلى الكتاب القادم (المستوى الثالث)، وكتابة أمثلة جديدة.

فأبسط الأشياء مثل تحريك السلحفاة على الشاشة، تحتاج من الطفل إدراك الأبعاد والزوايا والنظام الإحداثي.. وقد أصبت بالدهشة فعلا فكلما حاولت شرح أشياء بسيطة للغاية، وجدت أنها تحتاج لتأسيس رياضي لا يملكه الطفل في سن 7 سنوات!

والحقيقة أن هذا جعلني أزداد تقديرا لكل من ساهموا في تأسيسي عقليا وعلميا ولغويا في البيت والمدرسة وكتّاب القرآن والكتب والروايات التي قرأتها... إلخ.. إلى أن صرت قادرا على تعلم البرمجة في سن الشباب!.. فجزاهم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتهم، ورحم الله أبي وجدودي وبارك في أمي.

ولعل هذا هو السبب الذي جعلني أؤكد مرارا على أن مناهج الدراسة هي جزء لا يتجزأ من التأهيل البرمجي خاصة الرياضيات والعلوم واللغات.. ورفضت لهذا السبب أكثر من طالب في المرحلتين الإعدادية والثانوية كان يريد أن أعلمه البرمجة أثناء الدراسة، ففهمه لما يدرسه أهم مما سأقوله له، وبدونه أعاني معاناة شديدة في شرح البرمجة لطالب غير مؤسس جيدا.

كل هذه الاعتبارات دفعتني لأن ألتزم في الكتاب بهاتين القاعدتين:

1.   يجب أن يتجنب الكتاب استخدام الرياضيات باستثناء العمليات الحسابية الأساسية.

2.   يجب أن يلتزم الكتاب بالبرمجة الخطية، حيث إن الطفل لم ينضج عقليا بعد لاستخدام حلقات التكرار والتفرعات الشرطية.

وأعتقد أنني تمكنت من فعل ذلك بحمد الله!

لذا، وداخل تلك الحدود التي افترضتها، ركز الكتاب بشكل أساسي على استخدام نافذة النصوص TextWindow للدردشة مع المستخدم، وتنظيم الأحرف المكتوبة على الشاشة لتبدو كأشكال بسيطة كالسيارة، وإظهار الساعة باستخدام المؤقت Timer لتكرار بعض الأفعال، وهكذا.

وينشئ الكتاب أيضًا بعض تطبيقات نوافذ الويندوز، ليشعر الطفل بالفرق بين الواجهة الرسومية وشاشة النصوص، ويُدرك أن كل مفهوم برمجي يتعلمه قابل للتطبيق في كل مكان.

بالنسبة لي، عشت مع هذا الكتاب مغامرة مثيرة، وآمل أن تستمتع به أنت أيضا، وأن تجده مفيدًا.

 

غر جمالك


 

صفحة الشاعر